اختلف نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، حول جدوى وجود الكاتب الصحفي محمد عبدالقدوس بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، في ظل حالة القمع والبطش التي تشهدها البلاد.
وتباينت آراء النشطاء والمغردين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين من هاجم وجود عبدالقدوس بالمجلس مطالبينه بالاستقالة لعدم جدوى وجوده به، وبين آخرين يؤكدون أن وجوده بالمجلس يساعد على فضحه ممارسات النظام ويخدم أسر المعتلقين.
شوكة في ظهر العسكر
وفي هذا السياق، قال الكاتب الصحفي محمد عبدالقدوس، إن اعتراضه من داخل المجلس القومي لحقوق الإنسان أفضل بكثير من اعتراضه من الخارج، مشيرًا إلى أن أسر المعتقلين هم من يطالبونه بالبقاء بالمجلس.
وأوضح “عبدالقدوس” -في تصريحات خاصة لـ”رصد”- أنه هو والشرفاء داخل مؤسسات الدولة شوكة في ظهر العسكر؛ حيث إنه استطاع التواصل مع المعتقلين بحكم منصبه وأسرهم، واستطاع نقل الصورة الحقيقية عما يحدث في الداخل، وأنه اقترب من داخل لجنة حقوق الإنسان، واكتشف تدليس اللجنة، وأن أنصار حكم العسكر هم من يريدونه أن يستقيل حتى لا يفضحهم.
تقرير المجلس يخالف الحقيقة
وأكد “عبدالقدوس” أنه لا يوافق على تقرير المجلس القومي حول سجن العقرب، وأوضح “عبدالقدوس” أن الأكل الذي تم تقديمه لوفد المجلس خلال الزيارة هو أكل فندقي تم تجهيزه خصيصًا للجنة، وأكد أنه عندما كان يعترض على تفاصيل بعينها كانوا يردون عليه يا إخواني، وأشار “عبدالقدوس” إلى أن القيادي الإخواني أحمد أبو بركة، اشتكى -خلال الزيارة- من القضاء وليس مما يحدث في السجن فقط، وأكد عبدالقدوس أن سجن العقرب مصيبة، مشيرًا إلى أنه لن يستقيل من المجلس القومي لحقوق الإنسان ولن يتركه؛ لأنه يتيح له أن يدافع عن حقوق المظلومين أكثر وأن يتحرك بحرية أكثر.
وتابع: “إدارة السجن قالت إنها أجرت آشعة لخيرت الشاطر بتكلفة 35 ألف جنيه، مع العلم أن فيه 4 مسجونين ماتوا بعد نقلهم من السجن للمستشفى، بما يعنى أن هناك تدهورًا في الرعاية الصحية بالسجن، وهو ما لا يستقيم معه الكلام عن صرفهم 35 ألف جنيه لإجراء أشعات”.
وأضاف أن إدارة السجن قالت لهم إن هناك مسجونًا سحب من “الكانتين” في فترة أقل من شهر بـ7 آلاف جنيه، وهذا كلام غير معقول، خاصة وأنا أعلم أن “الكانتين” كان مغلقًا لفترة طويلة.
وأشار “عبدالقدوس”، إلى أن معلوماته عن السجن، تفيد أن الزيارات كانت ممنوعة لفترة طويلة، وأن إدارة السجن كانت تأخذ التصاريح من أهالي المسجونين، وتسجلها في دفاترها، ويمنعونهم من الزيارة، وعندما سمحوا بالزيارات، أصبحت الزيارة من خلال حائل زجاجي دون لقاء أهل المسجونين بذويهم مباشرة.
هجوم النشطاء عليه
ومن جانبه، قال الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل -في رسالة إلى عبدالقدوس-: “الأستاذ محمد عبدالقدوس.. للمرة الأخيرة ما تفعله ليس سياسة أو مواءمة.. بل خيانة ومشاركة في ديكور المجلس القومي لحقوق العسكر، استقيل.. ارحم تاريخك.. بل ارحم نفسك”.
وأضاف الأدهم الثائر “نحن في زمن سقوط الأقنعة بلا شك، وهذا نهاية مطاف الثائر محمد عبدالقدوس، منتظر تحسين الظروف من الداخلية؟؟”.
وأضاف “حمدين كومبارس آخر، يؤدي دور المعارضة من داخل النظام، الحمد لله على نعمة الانقلاب”.
ضحى بسمعته من أجل المعتقلين
وفي المقابل، قال محمود علي: “أنا أقدر هذا الرجل، ويكفيه أنه كان يتظاهر وحده أحيانًا في أوقات ما كان أحد يجرؤ على التظاهر فيها، كان ينزل يوزع منشورات في الشارع وبين السيارات والمارة وتم سحله وجره على الأرض، لكني مع الأستاذ هيثم في ضرورة الاستقالة.. حفاظًا على هذا التاريخ”.
في حين انتقد “عمار علي” هجوم النشطاء على محمد عبدالقدوس، قائلًا: “الكثير يتسرعون في إبداء المواقف السياسية والاعتراضات المعلبة، والاتهامات المسيسة للأسف لم تعرف التفاصيل ولم تتحقق من المعلومات، لا يريدون أن يفهموا وإذا فهموا لا يريدون أن يلتمسوا الأعذار إلا لأنفسهم فقط، لا تعرفون الفائدة ولا تعرفون النتائج”.
وأضاف عمر شعبان “هذا الرجل من أنبل الرجال.. ضحى بسمعته لكي يكون قريبًا من المسجونين لعله يستطيع أن يساعد أحدًا”.