قال رشيد يلوح، الباحث والصحفي المتخصص في الشؤون الإيرانية: إن نشطاء المصالحة بين إيران وإسرائيل، استجدوا أسلوبًا جديدًا، هو الكشف عن سر اللوحة الإعلانية الكبيرة التي وضعت في قلب أحد الشوارع في تل أبيب قبل أيام، والتي تضمنت الإعلان عن قرب افتتاح السفارة الإيرانية في المكان ذاته.
وأشار -عبر منشور له على “فيس بوك”- إلى أن اللوحة لم تكن سوى أسلوب صادم للترويج للفيلم الإسرائيلي الجديد “فلافل النووي”، وهو فيلم كوميدي يسخر من المتشددين في طهران وإسرائيل، والتهديدات المتبادلة بين الطرفين بالحرب الشاملة.
وأضاف “يلوح” أن الدورين الرئيسيين في الفيلم قدمتهما فتاتان: إحداهما إيرانية، والثانية إسرائيلية، وكلتاهما تعيش في بلديهما داخل مدينتين تضمان مركزين عسكريين نوويين؛ ما سهل عليهما تبادل الأسرار النووية بغرض تسريبها وإفشال مخططات الحرب النووية في إيران وإسرائيل على السواء.
وأشار إلى تأكيد مخرج الفيلم درور شؤول أن الهدف الأساسي من الفيلم هو الترويج للمصالحة والسلام بين إيران وإسرائيل، مضيفًا أن الموعد المعلن للعرض هو 15 سبتمبر 2015.
وتابع: “يُراهن دعاة السلام الإيراني الإسرائيلي في تحقيق أهدافهم على دور اليهود الإيرانيين في كلا البلدين، وحتى في أوروبا والولايات المتحدة، وأيضًا على ما تقاسمه اليهود والفرس قبل ظهور الإسلام وبعده من تاريخ مشترك وخدمات ثقافية وحضارية تضرب بجذورها في المنطقة”.
وأوضح “يلوح” أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو في حوار له سنة 2013 أعرب عن احترامه وإعجابه الكبيرين بالفرس وحضارتهم، معترفًا بفضل الفرس التاريخي على اليهود، في الإشارة إلى أسطورة إنقاذهم من السبي البابلي من طرف الإمبراطور الفارسي قورش، مشيرًا أيضًا إلى اعتراف الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، الذي سبق اعتراف نتنياهو في حوار له سنة 2013 بأن إسرائيل لم تساعد العراق في حربه مع إيران في ثمانينيات القرن الماضي؛ لأنها لم ترغب برؤية عراقي يقتل إيراني، معبرًا هو الآخر عن تقديره واعتزازه بالثقافة الفارسية العريقة.
وأفاد “يلوح” بأن الأقلية اليهودية داخل إيران في عهد حكومة حسن روحاني، وفي ظل سياسة التقارب مع الغرب، قد حظيت “بعناية خاصة، وامتيازات غير مسبوقة في تاريخ تعامل الحكومات الإيرانية المتعاقبة مع الأقليات الدينية والمذهبية والعرقية داخل إيران، ما يؤشر على احتمال بروز عهد نهاية العداء الإيراني لإسرائيل، ودخول نظام الجمهورية الإسلامية إلى النظام الدولي من بوابة عدم التعرض لإسرائيل، وربما مستقبلاً المصالحة معها وضمان أمنها، مقابل الحصول على امتيازات مسمى “القوة الإقليمية” في الشرق الأوسط.”