تنشر منظمة “كرايسيس العالمية”، اليوم، تقريرًا يحدد أن فرص اندلاع حرب بين “إسرائيل” وحماس تفوق بكثير فرص التوصل إلى اتفاق تهدئة متوسط المدى، أو نجاح المصالحة بين فتح وحماس.
التقرير الذي يحمل عنوان “بلا مخرج؟ غزة واسرائيل بين الحروب”، يفصل تعقيدات المصالح والاحتكاكات بين حماس و”إسرائيل”، وبينها وبين السلطة الفلسطينية ومصر، جاء فيه أن الأطراف ليست معنية الآن بالحرب، إلا أن الأسباب التي أدت إلى الحرب في العام الماضي لا تزال قائمة: الحصار، الأزمة الاقتصادية والمالية، المنافسة بين حماس وفتح.
ويشير التقرير، بعد عام على العدوان الإسرائيلي الذي دام 51 يومًا، إلى أن سكان غزة يواجهون اليوم ضائقة غير مسبوقة ويشعرون بأن القيادة السياسية تخلت عنهم. وينعكس التراجع الاقتصادي في حقيقة أن مدخول الفرد في غزة يقل بنسبة 31% عما كان عليه في عام 1994.
ويستخلص أنه في حالة مراوحة المكان من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والقيود التي تفرضها “إسرائيل” على تحركات المواطنين، والانقطاع الداخلي الفلسطيني، فإن حماس قد تجد في الحرب مخرجًا من التحديات الداخلية، وستسمح لها الحرب بإعادة بلورة قوتها وترسيخ مصداقيتها العسكرية، وربما تخفيف الحصار من خلال اتفاق لوقف النار.
لكن التقرير لم يفحص مسألة كيف يمكن للحرب أن تخدم المصالح الإسرائيلية، وينوه إلى أن “إسرائيل” والدول الغربية المانحة للسلطة الفلسطينية لا تدعم المصالحة الداخلية الفلسطينية، رغم أن هذه المصالحة تعتبر مطلبًا أساسيًا للجمهور الفلسطيني في سبيل وضع حد للانقطاع بين القطاع والضفة.
وقال مسؤولون كبار في السلطة، لمعدي التقرير، إنهم يريدون العودة إلى القطاع فقط إذا حصلوا على الهيمنة الكاملة، وهو ما تعارضه حماس.
وينوه التقرير إلى أن اتفاق المصالحة الداخلي الذي تم توقيعه في القاهرة في مايو 2011، يشمل شروطًا ومطالب تتعارض مع جوهر العلاقات بين السلطة و”إسرائيل”. ويوصي التقرير بإجراء مفاوضات غير مباشرة بين “إسرائيل” وحماس، وإنشاء ممر بحري إلى قبرص، وبري إلى جسر اللنبي، والسماح لحماس بجباية الضرائب في القطاع وتصدير منتجاته.
