بعد عزل الدكتور محمد مرسي، باتت هناك أرضية مشتركة مناسبة لتحالف مصري روسي، نتج عنه إحياء التعاون العسكري والاقتصادي بين البلدين، وأبرزها صفقة الـ 2 مليار لشراء سلاح روسي لمصر.
وأكد عدد من الخبراء العسكريون، أن روسيا وجدت في مصر عميلا مهما لأسلحتها، فقامت بإهداء زورق “مولينا” الحربي للحفاظ على مصر كعميل لشراء الأسلحة الروسية.
التنافس مع فرنسا وأميركا
وقال اللواء عادل سليمان الخبير العسكري، إن الهدية تعبر عن استعداد روسيا لدعم مصر عسكريًا، في إطار التنافس الدائر بينها وبين فرنسا وأميركا، خاصة بعد صفقة الطائرات الفرنسية”رافال” وتقديم أميركا طائرات ” f16“.
وأضاف سليمان – في تصريح لـ”رصد”- أن روسيا وجدت في مصر أرضا خصبة لمصالحها الاقتصادية، وبالأخص سوق لبيع السلاح من حين لآخر، فروسيا متأكدة ان النظام المصري سيحتاج إلى تجديد الترسانة العسكرية من حين لأخر.
إعادة الريادة
ويقول الدكتور طارق البشري، أن روسيا ترغب في استعادة القاهرة لدورها الريادي في المنطقة، بما يؤدي إلى تحجيم دور قوي بديل لسوريا، لافتا إلى أن بوتين انتهز فرصة تولية قائد عسكري للبلاد في حاجة إلى التنوع السياسي البديل لتقريب المسافة وتوطيد العلاقات.
وأضاف البشري -في تصريح لـ”رصد”- أن روسيا بتعاونها مع مصر وإهدائها الهدايا العسكرية ليس فقط كنوع من “جر البيع”، ولكنه ضمن العمل على إزاحة أحد مصادر الخطر على الأمن القومي الروسي، ممثلا في نظام حكم ذي توجهات إسلامية أصولية، رغم كل محاولاته لإخفائها، وطمأنة الجانب الروسي بشأنها.
موقف سياسي
ويقول الدكتور محمود عبد المنعم أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه دون النظر عن اشكالية التحالفات، فإن هدية “الزورق” هي رسالة روسية بأن المصالح المصرية- الروسية باتت قوية أكثر من غيرها، لافتا إلى أن موقف مصر السياسي في المنطقة سيكون موالي لروسيا.
وأضاف عبد المنعم في تصريح لـ”رصد” أن الولاء المصري الروسي جاء في وقت عملية التحالف “الأوراسيوي” التي يتجه إليها بوتين، خاصة ان العلاقة الروسية والسورية باتت على المحك، فعلى روسيا ان تصنع بديل في المنطقة العربية.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن روسيا لن تقدم طلقة لمصر مجانًا، حيث إن الزورق المهدى لمصر سيدفع أمامه مقابل كيير، ولا أستبعد أن تصدر مصر قرار لصالح روسيا في الفترة المقبلة.
