يقترب الموسم الدراسي لعام 2025-2016 مسببا القلق لأولياء الأمور بسبب الدروس الخصوصية، والتي تسحب النسبة الأكبر من مرتباتهم شهريا، وذلك وسط تجاهل تام من وزارة التربية والتعليم التي لم تتخذ أي إجراء للتصدي لتلك الظاهرة.
بدأت ظاهرة الثانوية العامة عبارة عن مجموعات تقوية يقوم بها المدرسون داخل المدارس لطلاب الثانوية العامة، لأنها تعد المرحلة الفارقة في مستقبل الطلاب، لتتسع بعد ذلك وتشمل جميع المراحل الدراسية وسط عناء الأهالي.
يستعد أهالي محافظة الفيوم للدروس الخصوصية، والتي لم تنتظر أن تبدأ الدراسة بحجة الانتهاء من المنهج بسرعة لتوفير وقت مراجعات ما قبل الامتحانات.
شبكة “رصد” استطلعت آراء طلاب الثانوية العامة حول هذه المشكلة، فقالت هند السيد، طالبة في الصف الثالث الثانوي: “احنا بنضطر ناخد الدروس الخصوصية عشان مفيش شرح في المدرسة، وحتى لو مدرس دخل شرح مبيكونش بالشكل الكافي عشان نفهم، أنا في شعبة العلمي علوم وكل المواد اللي عندي باخد فيها دروس خصوصية عشان أقدر أفهم وأذاكر، لأننا مش بنعتمد على المدرسة خالص”.
وأضاف أحمد محسن، طالب في الصف الثالث الثانوي: “أنا بروح حصة الفيزياء بنبقى أكتر من 50 طالب في الحصة الواحدة المكان اللي بناخد فيه عامل زي مدرج الجامعة، وكل واحد بيدفع 15 جنيه تمن الحصة”، متابعا: “أنا أصلا مبروحش المدرسة السنة اللي فاتت كنت برضه كلها دروس ماكاناش بنروح المدرسة غير أيام قليلة، ولما كنا بنروح المدرسين أصلا مابيدخلوش الحصص”.
وكان لا بد من سماع آراء أولياء الأمور التي تمثل الدروس الخصوصية صداعا شهريا لا ينقطع، فقال سيد زكي، أحد أولياء الأمور: “أنا عندي بنتي في ثالثة ثانوي وعندي ولد في إعدادي وولد في ابتدائي كلهم بياخدوا دروس، وبطلع من مرتبي شهريا حوالي 500 جنيه دروس”، متسائلا: “يتبقى إيه من مرتبي فلوس عشان أصرف على البيت أكل وشرب وعلاج، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار والضرايب اللي هيزودوها على المرتبات ومدارس الحكومة خرابة لا في مراقبة من الدولة ولا في مدرسين عندهم ضمير يدخلوا الحصص يشرحوا للطلبة”، مضيفا: “لما ابني يكون في 4 ابتدائي وياخد درس إنجليزي ودرس رياضة مش حرام يعني؟”.
وأضاف محسن السيد: ” الدروس الخصوصية دي وباء مالي البلد المدرس بيعمله في اليوم خمس أو 6 مجموعات كل مجموعة في 50 ولا 60 طالب بيطلعوا بملايين من جيوبنا، ولا بيدفعوا عليها ضرايب ولا أي حاجة، وفي الآخر ابني يتخرج أصلا مايلاقيش شغل، ولو اشتغل مرتبه حتى مايقضيش حتى إنه يكوّن نفسه”، مختتما كلامه بقوله: “منظومة التعليم في بلدنا منظومة فاشلة”.