شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تامر وجيه: مذبحة رابعة مصاب القوى التقدمية والديمقراطية

تامر وجيه: مذبحة رابعة مصاب القوى التقدمية والديمقراطية
قال الكاتب الاشتراكي تامر وجيه، إن مشكلة مذبحة رابعة، وهي المذبحة الأكبر والأبشع في تاريخ مصر الحديث، أنها خضعت تماما لطائفية الاستقطاب الإسلامي المدني...

اعتبر الكاتب الاشتراكي تامر وجيه أن مذبحة رابعة هي الكبرى والأكثر بشاعة في تاريخ مصر الحديث.

ولفت “وجيه” -في منشور مطول له على حسابه في موقع “فيس بوك”- إلى أن المجزرة خضعت لطائفية الاستقطاب الإسلامي المدني، قائلاً: “هذا مصاب ليس للإنسان، ولا للأمة، ولا للحرية، ولا للديمقراطية، ولا للثورة؛ بل لطائفة اسمها “الإخوان المسلمين”، والإسلاميين عمومًا، تتألم له تلك الطائفة وتبكي على قتلاها فيه، بينما الآخرون -أقصد أغلب المدنيين- يرونه عدونا الذي كان لا بد من قتله، والذي لا نتأسى على قتلاه، وحتى إذا تأسينا، كما يفعل ديمقراطيون ثوريون كُثُر، نتأسى من منظور حقوقي لا أكثر”.

وأضاف “وجيه” في منشوره: “ولأن المشكلة هي حبس المذبحة في سجن الطائفية السياسية، فإن الحل هو تحريرها وإطلاقها، بمعنى تحويلها إلى مصاب لنا جميعًا.. كل القوى الثورية والتقدمية والديمقراطية”، مؤكدًا أن هذا التحرير ليس خدمة للإخوان، بل خدمة للثورة نفسها، ولقيمها، وللموقف الإنساني من العالم.

ورأى الكاتب في منشوره أن “أكثر ما تخشاه القوى الإسلامية المشدودة إلى الرجعية والمنغلقة على ذاتها، هو كسر ملكيتها للمذبحة، بكشف معناها الحقيقي كضربة لقيم الثورة، وكمفتتح لهجمة الثورة المضادة على الثورة”.

وقال: “أنا شخصيًّا أقول بلا تردد إن مذبحة رابعة هي مصابي الشخصي والسياسي والإنساني، أقول هذا ولست معنيًا بمن يرى مضللاً -بفتح اللام أو كسرها- أن وقوفي ضد منهج قتلانا وقتلاكم، هو تبنٍّ لاعتصام رابعة”، موضحًا: “أنا لا أتبنى اعتصام رابعة، ببساطة لأنني لا أرى الحل الذي كان يطرحه لأزمة هجمة الثورة المضادة حلاًّ ثوريًّا، بل طائفيًّا مقيتًا، ضرب الثورة في مقتل من حيث هو يدافع عن السلطة من منظور تقسيم جماهير الثورة وضرب بعضهم ببعض”.

وأكد ما يعنيه بقوله: “نعم يمكنك أن ترفض الاعتصام كحل وموقف وسياسة، وفي الوقت نفسه تعتبر المذبحة مذبحة لك ولكل ما ناضلت من أجله؛ الأمر فقط يتطلب أن تفهم لماذا تم القتل؟ وماذا حقق لمن؟ وكيف أهدر القيمة الأكبر للثورة؟”.

وأشار إلى أنه “ليس في مقدوري أن أسكت على حقيقة هي الأكثر إيلامًا في القصة، وهي أن مواقف ما يُطلق عليه قوى ديمقراطية واسعة، تلك التي ضمت البرادعي وحمدين وأبو الغار وغيرهم؛ هي التي مهَّدت الطريق لكل ما حدث، فلأني لا أعول على الإخوان، ولم ولن أرى أنهم القوة التي ستحفظ الثورة، فقد كان الأمل -الضعيف- في أمثال البرادعي، أن يؤدوا ما تتطلبه ديمقراطيتهم المفترضة، وهو أن يعارضوا سلطة الإخوان، الهشة تمامًا، ليس بالتحالف مع الدولة القديمة، بل بالتوجه إلى جماهير الثورة حاشدين إياهم ضد الدولة القديمة هي الأخرى”.

وتابع: “لكن هذا لم يحدث، ومن هنا لم تجد الجماهير رأسًا سياسيًا تسير وراءه قبيل 30 يونيو إلا الثورة المضادة، ومن هنا حدث ما حدث، إلى أن وصلنا إلى 14 أغسطس، أكثر الأيام سوادًا في تاريخ مصر الحديث”، بحسب تعبيره.

وختم “وجيه” منشوره بقوله: “مذبحة رابعة مصاب لي، ولكل مؤمن بالعدل والحرية، وأعتبرها المذبحة الأبشع في تاريخنا، ولن ننساها، ليس كمقتلة للآخر الذي نتعاطف معه إنسانيًّا، بل كمقتلة لنا جميعًا وليس لأي آخر مقتلة نحتفظ بذكراها، ونحن نسعى إلى تحريرها من احتكار طائفة لها، ومن احتقار طائفة أخرى لها”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023