أصدرت جبهة النصرة “تنظيم القاعدة في بلاد الشام”، بيانًا بخصوص ما قالت إنه “حول الأحداث الأخيرة في ريف حلب الشمالي والتدخل التركي”.
جاء في البيان -حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان-: “بعد تشكيل جيش الفتح المبارك الذي هز عرش النصيرية في الشام ووصل إلى معقلهم في جبال اللاذقية؛ حيث أكرمنا الله بتحرير مدن إدلب وجسر الشغور وأريحا ومعسكري القرميد والمسطومة وما زالت الفتوحات تتوالى في سهل الغاب بفضل الله، وتلقى الجيش النصيري هزائم متوالية جعلت طاغية الشام مضطرًا للاعتراف بها في خطابه الأخير، وفي خضم مجريات هذه الأحداث؛ دقت تركيا ناقوسَ خطرٍ يهدد أمنها القومي، يتمثَّل بخوفها من تمدد حزب العمال الكردستاني من تل أبيض إلى عفرين، مما يعني قيام دولة كردية على حدودها الجنوبية، فأعربت عن نيتها إقامة منطقة عازلة في ريف حلب الشمالي تمتد من إعزاز إلى عين العرب “كوباني”، وتشمل بعض المناطق الواقعة تحت سيطرة الخوارج “جماعة الدولة”، فعزمت الحكومة التركية وقوات التحالف الدولي على قيادة المعركة وتوجيهها ضمن مصالحهم وأولوياتهم الخاصة، وذلك بتأمين غطاء جوي ومدفعي لبعض فصائل المعارضة السورية المشاركة في هذا التحالف كقوات برية”.
وأضاف البيان “وعليه، فإنا نعلن انسحابنا من نقاط الرباط ضد الخوارج “جماعة الدولة” في ريف حلب الشمالي؛ وذلك لما يلي:
1- إنا في جبهة النصرة لا نرى جواز الدخول في هذا الحلف شرعًا، لا على جهة الانخراط في صفوفه، ولا على جهة الاستعانة به، بل ولا حتى التنسيق معه.
2- إن قرار المعركة الآن لم يكن خيارًا إستراتيجيًّا نابعًا عن إرادةٍ حرةٍ للفصائل المقاتلة، بل هدفها الأول هو أمن تركيا القومي، كما أنا لا نرى أنه يصب في مصلحة الساحة حاليًا خصوصًا بعد تقهقر النظام النصيري ووصول المجاهدين إلى معاقله في الساحل السوري.
3- إن الجماعات والفصائل المقاتلة على أرض الشام لديها القدرة على قتال الخوارج “جماعة الدولة” إذا توحدت واجتمعت -ضمن السبل والوسائل الشرعية- واعتصمت بحبل الله تعالى، دون الحاجة للاستعانة بقوات دولية أو إقليمية”.
وتابعت جبهة النصرة بيانها قائلة: “أمام هذا المشهد الحالي؛ لم يكن أمامنا إلا الانسحاب وترك نقاط رباطنا مع الخوارج في الريف الشمالي لحلب ليتولاها أي فصيل مقاتل في هذه المناطق، مع الحفاظ على سائر خطوطنا ضد الخوارج في بادية حماة والقلمون وغيرها، والتي لا دخل لها في هذه المعركة”.
وختمت النصرة بيانها بالقول: “نتوجّه بنصيحةٍ خالصةٍ للجماعات المقاتلة على أرض الشام، بأن لا بد لمن يتبنّى من الفصائل القتال الشامل لجماعة الدولة في هذه المرحلة، أن يبني قراره بعد دراسةٍ إستراتيجيةٍ كاملة للساحة برمّتها، ودراسة كل الأعداء في الساحة وخارجها -بمن فيهم الخوارج-، ويصنّفهم حسب الخطورة والأهمية وأولوية القتال، آخذًا في الاعتبار ضرورات المرحلة والمصالح العليا لأهل الشام في ثورتهم وجهادهم، وأن لا تؤثر عليه في تحديد هذه الأولويات أيةُ جهةٍ أو نظرةٍ خارجية تحرفه عن أولويات الصراع وعن الغايات السامية لأهل الشام وجهادهم المبارك”.