بعثت الناشطة والمصورة الصحفية، إسراء الطويل، من داخل محبسها بسجن القناطر، برسالة تكشف فيها عن المعاناة التي تتعرض لها والفتيات المعتقلات داخل ما أسمته بـ”مقبرة الأحياء”.
وحكت “إسراء” في رسالة نشرتها الصفحة الرسمية باسمها عبر موقع “فيس بوك”: “.. مقبرة الأحياء.. النهارده 28/ 7/ 2015 اليوم الثامن والخمسون على اختطافي والثاني والأربعون لي في سجن القناطر، ولغاية دلوقتي ومع إنه عدى شهرين على اختطافي إلا إني مابقدرش أستوعب اللي بيحصل، لغاية دلوقتي باصحى من النوم مفزوعة، وأعيط وأقول عايزة أروح البيت”.
وبدأت “إسراء” تحكي قصة معاناتها بداية من تحقيقات أمن الدولة، حيث قالت: “لما كنت في أمن الدولة كنت باحس إني مت خلاص، وكنت حاسة إن الوقت وقف خلاص، خمستاشر يوم متغمية فيهم وكنت حاسة إني في القبر، لدرجة إني كنت بادعي لنفسي يا رب احييني من تاني زي ما هتبعث الموتى من القبور، إمبارح كان عندي عرض في نيابة أمن الدولة العليا واتجدد حبسي للمرة الرابعة 15 يوما، وطلبت من المحامي يقول لأختي إني عايزة آكل من ماكدونالدز، لكن ضابط المأمورية رفض”.
وأكملت إسراء رسالتها قائلة: “بينقلوني في عربية ترحيلات كبيرة قدامها بوكس ووراها بوكس، والله العظيم بيضيعوا وقتهم ووقتنا ومغلبين نفسهم عالفاضي، أنا باكره السجن.. قبل كده كنت بافكر إني مافيش أي حاجة بتخوفني غير السجن، بس خلاص أنا مابقيتش أخاف من السجن”.
وأضافت: “فهمت ماهينور لما كانت بتقول احنا مابنحبش السجون بس مابنخافش منها”، مبينة قصة تعامل طبيب السجن معها حين كشف على إصابتها، قائلة: “النهارده ودوني عند دكتور اسمه محمود عاشور في السجن علشان يكشف عليّ عشان مشكلة رجلي، وقال لي انتي عندك عاهة مستديمة، قلت له قصة إصابتي كلها، وإني باتحسن مع استمرار العلاج الطبيعي لكنه صمم على رأيه وقالي مابحبش الجدال يلا على عنبرك”.
وروت إسراء في رسالتها أنها بحاجة لمن يسندها أثناء حركتها وأنها لا تستطيع التحرك بمفردها، قائلة:” أنا في زنزانة 3× 5 تقريبا كلها صراصير وحشرات والأكل اللي معانا كله في الزنزانة وحبل الغسيل كإن الواحد عايش جوه مطبخ في حمام في سرير، والأيام هنا كلها شبه بعضها، نسخة من بعض فعلاً.. ساعات بافكر طب أنا ليه باكل؟! ايه اللي يخليني Survive وعلشان إيه؟”.
وتابعت: “بدأت أحس إن الحياة بتموت جوايا، مع إن وأنا في أمن الدولة كان أقصى أمانيَّ إني أشوف مامتي تاني وعيلتي وكل يوم وأنا هناك يقولولي هتروحي البيت خلاص احنا عارفين مالكيش في حاجة وإن عمر واحد هلاس وانتو الاتنين هتخرجوا، وكل يوم بيبقوا كدابين ومبروحش البيت، السجن رخم أوي”.
وتحكي عن معاناتها فتقول: “ممنوع يدخلي أي كتب، ممنوع الراديو حتى مجلات ميكي ممنوعة، والتفتيش الحيوان اللي بتفتشه لينا كوثر وأم يحيى وسيد وعامر، والمسؤول عن إن مفيش حاجة تدخلي هو رئيس المباحث حتى صوري منع إنها تدخللي، السجن وحش أوي والحياة بتفقد معناها، يعني مافيش حياة وبقيت زي الأموات كل واحد بيخرج بس ساعة الزيارة وخلاص”.
وزادت في حديثها عن تفاصيل المعاناة فقالت: “المياه في السجن سيئة جدًا وتسبب التهابات في الجسم وريحتها مجاري فبنضطر نجيب زجاجات مياه معدنية الواحدة مننا بتحتاج على الأقل 6 زجاجات مياه كبيرة معدنية عشان الشرب والاستخدام الشخصي زي المضمضة وغسيل الوش، ومبيسمحوش لأهالينا يجيبولنا مياه من بره عشان لازم نشتري من السجن، والكهربا بتقطع بالتلات وأربع ساعات متواصلة عن زنزانتنا في الحر ده.. والسجن كله فيه مولدات كهرباء بتشتغل إلا زنزانتنا وبنموت من الحر ومفيش هوا خالص ومن غير مراوح.. والحشرات والصراصير والنمل والدود بينتشروا وبيملوا المكان وبيزيدوا جداً بسبب إن الأكل بيبقى معانا جوه في الزنزانة ومفيش تلاجة لينا.. مع إن الأهالي اشتروا 3 تلاجات للزنزانة لكن إدارة السجن بقالها شهور مش عايزين يدخلوا التلاجات مع إن إجراءات دخولها خلصت!”.
وأردفت تحكي عن جانب آخر من جوانب المعاناة، حيث تقول: “وفي السجن القذر ده كمان بيحصل إن الجنائيات قليلين الأدب بيعملوا حاجات مش كويسة وبيتحرشوا بينا وفيهم، تلاقيها في الحمام تلاقيها شالت هدومها قدام الناس وقذرين جداً مع بعض وفيهم ناس بتتحرش بينا كمان وإدارة السجن ساكتة على ده”.
وطالبت إٍسراء في رسالتها بإخلاء سبيلها، قائلة: “أنا بطلب انهم يخلوا سبيلي مع استمرار التحقيق ولو صعب يبقى على الأقل إقامة جبرية في البيت لغاية ما التحقيق في التهم الباطلة الموجهة ليا يخلص”.