كشفت زيارة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، للقاهرة، عن التوجه الأميركي الجديد في التعامل مع مصر ودعم واشنطن اللا محدود لنظام عبدالفتاح السيسي.
وحمَّل سياسيون، الإدارة الأميركية مسؤولية انهيار الحقوق الأساسية للشعب المصري في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية، وتوقعوا أن تكون زيارة جون كيري وعدد من كبار مساعديه للقاهرة جاءت لوضع الرؤية الإستراتيجية الأميركية بما سيترتب عليه رسم علاقاتها لخمس سنوات على الأقل.
كانت جلسات الحوار الإستراتيجي بين مصر وأميركا بدأت فعالياتها، أمس الأحد، بمقر وزارة الخارجية المصرية بالقاهرة، برئاسة وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الأميركي جون كيري.
ويعد هذا هو أول حوار إستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة الأميركية منذ عام 2009، وفي ظل توتر العلاقات بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، في 3 يوليو 2013.
مصر وأميركا متفقتان في انتهاك حقوق الإنسان
يقول نجاد البرعي، الناشط الحقوقي، إن المؤتمر الصحفي لوزيري خارجية مصر وأميركا يثبت أنهما متفقتان، حتى فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان، مضيفًا “ببساطة المصالح تتصالح”.
وأضاف البرعي، في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أن حقوق الإنسان لا تشكل أي قيمة لدى الطرفين المصري والأميركي، والعلاقة بين مصر وأمريكا ستزداد قوة.
الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية سحق الشعب المصري
استنكرت الدكتورة مها عزام، رئيس المجلس الثوري المصري، الدعم الأميركي اللا محدود للقاهرة، معربة عن انتقادها زيارة جون كيري الأخيرة.
وحملت مها عزام -في خطاب مفتوح- الإدارة الأميركية، المسؤولية عن سحق وقتل الحقوق الأساسية للشعب المصري من خلال دعمها لنظام عبدالفتاح السيسي.
وقالت: إن “من بالغ أسفنا أن نرى العواقب الوخيمة للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه مصر، والتي يمكن وصفها بأنها تسحق الحقوق الطبيعية والبديهية لشعوب المنطقة في تحقيق الحرية والعدل”.
وأوضحت “مها عزام”، أن النظام السياسي الحالي في مصر هو المصدر الرئيسي للفوضى والقلق في المنطقة وسيبقى كذلك ولن يؤدي استمراره إلا إلى زيادة الغضب الشعبي من الولايات المتحدة.
واعتبرت مها عزام، أن استئناف الحوار الإستراتيجي بين الولايات المتحدة ومصر -المتوقف منذ العام 2009- يؤكد وبشكل واضح تأييد الولايات المتحدة لنظام السيسي وسياساته القمعية، على حد تعبيرها.
ودعت “مها عزام” الإدارة الأمريكية لإعادة النظر في سياستها تجاه مصر والضغط لإلغاء تنفيذ جميع الأحكام ولوقف التعذيب والاغتصاب والاختفاء القسرى والاعتقال التعسفي والقتل القضائي، والسعي لإعادة الديمقراطية من خلال طلب رفع القيود على جميع وسائل الاعلام والسماح بحرية التجمع والتظاهرات السلمية.
أميركا تقدم السلاح للنظام المصري
وأكد الدكتور أحمد رامي، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين، أن زيارة كيري للقاهرة تؤكد الدعم المستمر للنظام الأميركي للانقلاب في مصر، وأن النظام الأميركي لم يغير سياساته بدعم الأنظمة المستبدة رغم اعترافه بخطئه مع سقوط مبارك.
وأضاف رامي -في تصريح صحفي- أن تصريحات أميركا المستمرة عن حقوق الإنسان ودعم الديمقراطية هي مجرد تصريحات، وأن الواقع يقول إن أميركا هي أكبر الدول الداعمة للديكتاتوريات.
واعتبر رامي، أن “أميركا لا تقدم لمصر إلا سلاحًا لنظام قمعي، ولا دور لها فى تنمية حقيقية تعود على الشعب”.
وبشأن حديث كيري خلاله لقائه بالمسؤولين المصريين، تهكم رامي بقوله: “أي انتخابات يتحدث عنها السيد كيري في ظل غياب تام للحريات وانتهاك لكل الحقوق، ومنظومة تشريع قمعية ونشطاء من كل التيارات فى سجون الاستبداد”.
كيري والمشي على الحبل
وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، أن مهمة جون كيري، وزير الخارجية الأميركي أثناء زيارته لمصر تشبه “المشي على الحبل” لأنه يجب أن يظهر أمرين متناقضين في الوقت ذاته، وهما إظهار الدعم لحملة الحكومة المصرية ضد مسلحي سيناء وإبداء المعارضة ضد “إجراءات التضييق” ضد المعارضين السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان والإعلام.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية للصحيفة: “إننا مهتمون جدًا بالتطورات في سيناء، واحدة من المناطق الرئيسية وواحدة من أهم اعتبارات اتخاذ القرار التي جعلتنا نقرر المضي قدمًا نحو دعم ومساعدة مصر في محاولات مواجهة تهديد الجماعات المتصلة بداعش في سيناء”.