منذ انقلاب الثالث من يوليو 2013، وهناك أذرع إعلامية مأمورة بدعم هذا الانقلاب، عن طريق تكليفات تصلها من جهات سيادية، وهو ما كشفت عنه تسريبات قناة “مكملين”، والتي أوضحت دور اللواء عباس كامل، مدير مكتب السيسي، في التنسيق بين هذه الأذرع الإعلامية، ودور كل واحد.
وبخلاف تسريبات “مكملين”، نرى بين فترة وأخرى، خاصة منذ تولي قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، مقاليد الأمور في مصر، توحد عناوين معظم الصحف الداعمة للانقلاب، في مناسبات مختلفة، كان آخرها مانشيت “مصر والسعودية جناحا الأمن العربي”.
زيارة الأمير
عقب زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، للقاهرة، خرجت معظم الصحف المصرية الداعمة للانقلاب بعنوان واحد: “مصر والسعودية جناحا الأمن العربي”.
أكد قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، الخميس الماضي، أن مصر والسعودية يمثلان جناحي الأمن القومي العربي، مشيرًا إلى تطابق المواقف بين البلدين فيما يخص مجمل قضايا المنطقة.
جاءت تصريحات السيسي خلال حفل تخريج دفعة جديدة في الكلية الحربية في القاهرة، بحضور ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ليست هذه المرة الأولي التي تخرج فيها عناوين الصحف الداعمة للانقلاب موحدة، ما يعني أن هذه الصحف تتلقى أوامر من جهات سيادية بتكليفات معينة.
المؤتمر الاقتصادي
عقب انتهاء اليوم الأول من المؤتمر الاقتصادي الذي عقد بشرم الشيخ، مارس الماضي، توحدت عناوين صحف الانقلاب بمانشيت “مصر تستيقظ”.
اغتيال النائب العام
عقب اغتيال النائب العام، هشام بركات، خرجت صحف “التحرير” و”الوفد” و”المصري اليوم” و”الشروق” و”الوطن تحت عنوان رئيسي “الإرهاب يغتال محامي الشعب”.
أحمد منصور
عقب توقيف أحمد منصور من قبل السلطات الألمانية، خرجت صحف النظام تحت عنوان “تسلم السلطات المصرية الإعلامي أحمد منصور، بعد ترحيله من ألمانيا”، وهو ما لم يحدث؛ حيث أفرجت السلطات الألمانية عن منصور بساعات عقب صدور مثل هذه العناوين بساعات.
“مكملين”
بثت قناة “مكملين” الفضائية تسريبًا من مكتب السيسي، يمثل فضيحة جديدة لنظام الانقلاب العسكري وتورط الجيش في التأثير على وسائل الإعلام؛ حيث إن التسريب عبارة عن حوار بين كل من اللواء عباس كامل، مدير مكتب السيسي، والعقيد أحمد علي، المتحدث العسكري السابق.
وبحسب التسريب الذي تم بثه مساء الإثنين 19-01-2015، فإن كامل يطلب من المتحدث العسكري أحمد علي أن يوعز للإعلاميين التابعين لهم أن يبدؤوا حملة على القنوات التلفزيونية للدفاع عن السيسي، وأن يزعموا بأن هناك حملة تستهدف السيسي.
ويقول كامل بأن الفكرة جاءت بناءً على لقاء انتهى لتوه بينه وبين المشير؛ حيث يطلب كامل من علي أن يكتب الأفكار المطلوب أن يقوم الإعلاميون المحسوبون على الجيش وعلى السيسي بترويجها على المشاهدين، ومن بين هذه الأفكار أن البناية السكنية التي كان يشغلها قبل توليه الرئاسة أثارت ضجة، وما هي سوى “سكن إداري للجيش، والسيسي يستخدمها كواحد من ضباط الجيش”.
الانتخابات
بدا واضحًا من سياق الحديث، أن المكالمة الهاتفية حدثت قبل الانتخابات الرئاسية، وأن السيسي كان قلقًا مما يتم تداوله بين الناس؛ حيث كلف كامل، أحمد علي، بأن يطلب من الإعلاميين أن يتساءلوا على الشاشات: “إحنا ليه بنعمل في رموزنا كده؟.. فيه حملة بتستهدف المشير السيسي، يرضيك كده يا شعب مصر؟”.
وكشف التسريب عن عدد من الإعلاميين والقنوات ممن يعملون لحساب السيسي؛ حيث أورد اللواء كامل اسم الإعلامي أحمد موسى، ووائل الإبراشي، وإبراهيم عيسى، وذكر بالاسم قناة “أون تي في”.
وأضاف اللواء عباس كامل “عندك رولا، وعندك البت بتاعتنا عزة مصطفى، ومحمود سعد”، ورولا هي الإعلامية رولا خرسا المذيعة في قناة “صدى البلد” التي كانت تهاجم الثورة المصرية منذ اندلاعها في يناير 2011.
شبكة “رصد”
وربطت قناة “مكملين” التي بثت التسريب، بين ما جاء على لسان اللواء كامل قبل الانتخابات بفترة وجيزة، وتسريب آخر انفردت به شبكة “رصد” على الإنترنت في بداية العام 2014، وتحدث فيه السيسي عن “أذرع إعلامية” من أجل الترويج للجيش والانقلاب، وهو ما يعني أن السيسي نجح في تأسيس أذرع إعلامية، ليست سوى الأسماء التي تم الكشف عنها على لسان اللواء كامل في حديثه مع أحمد علي.
وأكدت قناة “مكملين”، أن التسجيل يعود إلى الأول من إبريل 2014 صباحًا، مؤكدة أن “الأذرع الإعلامية” بدأت بالتنفيذ على الفور مساء اليوم ذاته، وذلك بدليل أن الإعلامية نائلة عمارة تحدثت بالكلام الذي طلبه اللواء عباس في حلقتها مساء اليوم ذاته على قناة “القاهرة والناس”.