أثارت زيارة الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولي ولي العهد، ووزير الدفاع السعودي، للقاهرة، أمس الخميس، العديد من التساؤلات حول أسباب الزيارة في هذا التوقيت في ظل الحديث عن توتر سياسي بين البلدين، وتراشق إعلامي بينهما.
الزيارة الأولى لولي ولي العهد
وتعتبر زيارة الأمير محمد هي الأولي لمصر منذ توليه ولاية ولاية العهد، في ظل السياسة الجديدة للمملكة السعودية والتحالف السني الذي تسعي المملكة لتكوينة ضد إيران.
التقارب المصري الإيراني أثار مخاوف السعودية
ويبدو أن التقارب المصري الإيراني قد أثار مخاوف العديد من دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، بحسب مراقبين، وذلك بعد التطبيع الإيراني الغربي ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، وغض الطرف عن تمدد نفوذ طهران في المنطقة العربية أو الشرق الأوسط.
وجاءت الزيارة المفاجئة وغير المعلنة لولي ولى العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة والظهور إلى جوار السيسي، فى حفل تخريج دفعة جديدة من طلبة كلية الحربية، لتطرح مزيد من علامات الاستفهام حول طبيعة العلاقات، ومدى تأثير التلاعب المصري بالورقة الإيرانية على تراجع المملكة وطبيعة التنازلات أو “الرز” الذى يمكن أن تقدمه للسيسي فى الأيام القادمة؟
شعرة معاوية
واعتبر مراقبون أن النظام السعودي رغم التغيرات السياسية التي يشهدها؛ حيث تخلص فى بداية حكمه من كافة الأوراق التى استغلها النظام المصري وعلى رأسها عراب 30 يونيو، خالد التويجري، قبل أن يلجأ إلى تعيين وزراء فى الحكومة الجديدة يعلنون عدائها للنظام فى مصر وتعتبر ما جري فى 3 يوليو انقلابا عسكريا، قبل أن تتغير البوصلة الدبلوماسية للمملكة ناحية تركيا وقطر، وتتصالح مع تيار الإسلام السياسي وجماعة الإخوان المسلمين فى اليمن وحماس، ودعم الثوار فى سوريا، رغم كل ذلك فإنها حافظت على شعرة معاوية مع النظام المصري، حيث أكدت أكثر من مرة دعمها للنظام المصري.
توقعات مجتهد
وقال المغرد السعودي الشهير “مجتهد”: إن زيارة محمد بن سلمان جاءت تلبية لدعوة عبد الفتاح السيسي التي وجهها إليه، لحضور احتفال للقوات المسلحة المصرية كـ”ضيف شرف”.
وأضاف مجتهد، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أول أمس الثلاثاء، أنه “سيرافق وزير الدفاع السعودي، خلال زيارته، التي لن تزيد عن يوم، وفد سعودي من 35 شخصا مع مئات الحقائب والصناديق التي تشتمل على هدايا قيمة للمسؤولين المصريين”.
وجاءت تدوينات “مجتهد” قبل إصدار بيان الديوان الملكي، مساء أمس الأربعاء، والذي أعلن فيه عن مغادرة الأمير محمد بن سلمان، الخميس، إلى جمهورية مصر العربية، “في زيارة عمل، يلتقي خلالها السيسي وعددا من المسؤولين في مصر، لبحث العلاقات وأوجه التعاون بين البلدين الشقيقين”، بحسب ما ورد بالبيان.
تباين المواقف يبقي قائمًا
وعلق ياسر الزعاترة، الباحث والمحلل السياسي، على زيارة “بن سلمان” قائلا: “وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان يصل القاهرة.. سيبقى تباين المواقف قائما؛ تحديدا في مفردات المواجهة مع مشروع إيران”.
كما قال جمال ريان، اﻹعلامي بقناة الجزيرة: إن “توجيه عبد الفتاح السيسي رسائل للمصريين والعرب بحضور ولي ولي العهد اﻷمير محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي لن تضفي شرعية على الانقلاب العسكري”.
وأضاف ريان “ليس هكذا تؤكل الكتف، كان أحرى بالسيسي عدم التحدث عن رسائل بوجود الأمير محمد، فالصورة أبلغ أنباء من الكتب، إلا إذا كان يقصد مزيدا من الرز الخليجي”.
وتساءل: “من هو ذلك المستشار الإعلامي الفاشل الذي أوعز للسيسي الحديث عن رسائل موجهة للمصريين والعرب والخليجيين بحضور شخصية بحجم الأمير محمد بن سلمان”.
وأكد الكاتب الصحفي جمال سلطان، رئيس تحرير صحيفة المصريون، أن زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، لمصر مفاجأة ولم يعلن عنها.
وقال سلطان: “كل التفسيرات مشروعة، لكثرة الضباب”.