كتب: عبدالله سعد
يشهد الإعلام المصري حالة من الارتباك، في ظل عدم وضوح الموقف مع النظام السعودي، خاصة بعد زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي إلي مصر أمس ولقائة مع عبد الفتاح السيسي،قائد الانقلاب العسكري ، والتأكيد الرسمي علي عمق العلاقات بين البلدين.
زيارة سلمان تربك الإعلام
تحولت العديد من وسائل الإعلام إلي منصات لمهاجمة السعودية والملك سلمان، في حين واصلت صحف ووسائل إعلام أخري دفاعها عن النظام السعودي، في ظل غموض الموقف ما يشير إلي تضارب مماثل في التوجيهات التي يصدرها النظام للصحفيين والإعلاميين، ما يشير بدوره لوجود خلافات النظام والذي لا يزال مستمرا منذ وصول الملك سلمان للحكم وقبل وصولة.
ومع التقارب السعودي مع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن وسوريا بخلاف التقارب مع حركة حماس وتركيا وقطر، وموقف مصر المتضارب من عاصفة الحزم وعلاقتها مع الحوثيين وإيران، ظهر الخلاف بشكل واضح في وسائل الإعلام المصرية والسعودية، وبدأ الهجوم من الطرفين.
استقبال شعبي لسلمان
ومن جانبة انتقد الإعلامي محمود سعد علي قناة النهار حالة الهجوم التي تشنها بعض وسائل الإعلام المصرية علي النظام السعودي،
وطالب باستقبال شعبي للملك سلمان بن عبدالعزيز، العاهل السعودي، أثناء زيارته لمصر لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة.
وأضاف “سعد”، خلال تقديمه برنامج “آخر النهار”، المذاع على فضائية “النهار”، أن الاحتفال الشعبي بالملك السعودي ليس نفاقًا وإنما لأن مصر والسعودية وجهان لعملة واحدة.
وصف محمد فايق ، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، والذي شغل منصب وزير الإعلام في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، مشاركة مصر في العملية العسكرية عاصفة الحزم باليمن بأنها “ضرورة للثأر لشهداء الجيش المصري الذين سقطوا خلال مشاركتهم في حرب اليمن في عهد الرئيس جمال عبد الناصر”.
وقال إن الحديث عن تغيير السياسة للمملكة بعد تولي الملك سلمان أمر لا يعقل، مشيرا إلى أن القمة الاقتصادية خيبت ظن من ادعى تغيير سياستها.
الدفاع عن عاصفة الحزم
وقال الإعلامي أحمد المسلماني المستشار الإعلامي للرئاسة سابقا في عهد الرئيس المؤقت عدلي منصور، إن موقف الكاتب محمد حسنين هيكل برفض عاصفة الحزم والضربة العسكرية التي تشارك فيها السعودية ومصر وعدد من الدول العربية ضد جماعة الحوثيين باليمن، “ترجع لمواقف هيكل المؤيدة لإيران وعمله السابق كمستشار إعلامي للإمام الراحل الخميني”، بحسب قوله.
وأضاف المسلماني، في برنامجه “صوت القاهرة” المذاع على قناة “الحياة”: “الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل انتقد الضربة الموجهة للحوثيين، وقال لماذا لم تنتظر السعودية والدول المشاركة القمة العربية لتحصل على موافقتها على الضربة العسكرية باليم؟.
هجوم الإعلام المصري
سبق وأن شن عدد من الإعلاميين المصريين الموالين للنظام المصري هجوما حادا على المملكة العربية السعودية خلال الأيام الماضية، كان أبرزه الكاتب الصحفي محمد حسنيين هيكل أحد أهم رجال النظام الحالي والمقرب من السلطة.
وتوقع هيكل سقوط النظام السعودي منتقدًا حرب اليمن ومتهمًا النظام السعودي بدعم المتطرفين.
الإعلامي المصري الموالي للنظام “إبراهيم عيسى”قال عبرة “أون تي في” :إن السعودية “لم تنتظر القمة العربية وضربت الحوثيين، لتفرض على العرب موقفا معينا وتسيطر على المشهد العربي”، مشيرا إلى أن الحوثيين ليسوا إرهابيين بل هم جزء من الشعب اليمني، وقال إن الضربات السعودية لا توجه إلى معسكرات الإرهابيين بل إلى البنية الأساسية اليمنية مثل المطارات والمنشآت.
واتهم عيسى السعودية بالإرهاب ضمنا وقال: “إن غالبية الإرهابيين ومفجري أنفسهم في العراق وسوريا هم من السعوديين”، مشيرا إلى أن الأزهر أيضا مخترق من الفكر الوهابي ولا أمل منه، بحسب تعبيره، مضيفا: “الفكر الوهابي هو من يحض على الإرهاب والتطرف.
اتهام سلمان بمساعدة الإخوان
الكاتب الناصري “أحمد عز الدين”، قال إن مصر شاركت في عاصفة الحزم “لتوقيف وعرقلة السعودية وعدم إطلاق العنان لها”، على حد تعبيره.
وأضاف “عز الدين” في مقابلة على قناة “القاهرة والناس” أن السعودية تقوم بهذه العملية للهيمنة على اليمن وإعادة تشكيل خريطتها السياسية وأن دخول مصر في العملية جاء لكبح جماحها“، مؤكدا أن “السعودية ستخسر الحرب في اليمن لأنها لا تعرف طبيعة الشعب اليمني الذي سيتحالف جميعه ضدها؛ ولذلك فالوجود المصري في العملية مطلوب لهذه اللحظة“، على حد قوله.
وبحسب “عز الدين”، فإن السعودية تقوم بقصف وتدمير البنية التحتية للشعب اليمني ونشر الفوضى من خلال ضرب السجون ومعسكرات الأمن المركزي وحتى الطيران اليمني، مضيفا:”السعودية تعمل ذلك لخدمة جماعة الإخوان المسلمين التي قال إنها تسيطر على اليمن وتسرق ثرواته وأن قادة الإخوان وهم “آل الأحمر” يقيمون بالسعودية حاليا بعدما سرقوا ثروة الشعب اليمني وقبيلتهم التي انقلبت عليهم وتساعد الحوثيين في الحرب الحالية “، علي حد قوله.
وأضاف أن عاصفة الحزم جاءت بتدخل خارجي مما سيفتح الباب لوصول “الإخوان المسلمين” إلى الحكم، واستبعد أن يكون الهدف من الحرب هذه هو الحرب ضد إيران، وقال إن الهدف الاستراتيجي المعلن هو وقف تمدد “الحوثي” إلى جهة الجنوب، منوها لاستحالة “إفناء فصيل يمني يكاد يمثل 30% من الشعب اليمني، في إشارة للحوثيين.
رفض عاصفة الحزم
وصف الإعلامي توفيق عكاشة عملية “عاصفة الحزم” العسكرية بأنها: ما هي إلا “زعابيب” مصيرها التوقف، موضحًا أنها ليست عاصفة راسخة تطيح بأعداء العرب، وأوضح عكاشة خلال مقابلة أجرتها معه المذيعة حياة الدرديري في قناته الخاصة “الفراعين” إن مصر ستسحب قواتها من “عاصفة الحزم”.
وألقي عكاشة اللوم على السعودية بسبب عدم تغيير سياساتها تجاه أميركا، قبل عاصفة الحزم، وقال إنها (عاصفة الحزم) سوف تشهد تدهورًا كبيرًا في الأوضاع بسبب وجود خيانات (اختراقات) من الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا بين دول العاصفة.