أكد أهالي معتقلي بني سويف داخل سجن “طره شديد الحراسة 992” والمعروف باسم “سجن العقرب“، أن ذويهم يمارس ضدهم أشد أنواع التعذيب والتنكيل، وخاصة الإسلاميين منهم، من قبل الضباط.
ويقبع داخل سجن العقرب من بني سويف، ما يقرب من 15 معتقلًا، منهم: خالد عُمر، ومحمود حسب الله، ومحمد القاضي، وسيد قُرني، وعبدالرحمن سلامة، وأسامة شاهين، وأسامة عبدالعليم، وعبدالرحمن هلاين، وعبدالعظيم الشرقاوي.
الزيارة ممنوعة منذ 3 شهور
وقالت (م. ش)، إحدى أهالي المعتقلين: “3 شهور مش عارفين أي حاجة عنهم، ولا بنحضر الجلسات ولا المحامين بيحضروها، والزيارات ممنوعة عن المحامين كمان، والدي جوا وزملاؤه الضباط بيمارسوا عليهم أشد أنواع التعذيب، آخر زيارة كانت من 3 شهور، والدي خرج لينا وعلى جسمه آثار التعذيب، ومش قادر يرفع ضهره”.
حرمان من الطعام
فيما قالت زوجة أحد المعتقلين، (ش. أ): “ولا بيدخلوا الأكل ولا دواء ولا أي حاجة، آخر زيارة لزوجي قال لنا إن المعاملة بقت صعبة جوه، كل يوم تفتيش في الزنزانة، ويبوظوا الأكل ويرموه وبيضربوهم وبيحسوهم حبس انفرادي، ومفيش لا ميه ولا نور معظم الوقت، واللي بيتكلم بيتعرض للتعذيب أشد”.
وقالت شقيقة أحد المعتقلين، (ي. ل): “أخويا كانت حالته وحشة قوي في آخر زيارة، قاللي لازم تتصرفوا بنموت جوه، الحياة عندهم صعبة أوي، الأكل بيجيبوا لهم وجبة في اليوم لكل 3 أفراد، وجالهم هزال، ومش بيقدورا يصلوا وبيجيلهم هبوط، كما يدخل بعض مرضى السكر في نوبات غيبوبة”.
وقال نجل أحد المعتقلين الذي تم ترحيله من فترة قصيرة للعقرب، (م. ع): “اتقطعت كل الصلة بينا وبين والدي، بقينا عايشين مش عارفين عنه أي حاجة، نروح السجن معاملة زبالة، ويضربونا واللي يتكلم ممكن ياخدوه، ونسأل على والدى محدش بيرد علينا”.
تعذيب بالكلاب
فيما كشف أحد المعتقلين المفرج عنهم من العقرب، (م. ف)، أن “سجن العقرب ليس سجنًا عاديًا؛ لكنه من الممكن يطلق عليه اسم “مقبرة”.
وتابع، في تصريحات خاصة لـ”رصد”-: “أي حاجة تتخيلها في التعذيب بيمارسوها، التشريفة في السجن بتاعت قدوم أي معتقل بيضرب ضرب شديد قوي، ويسيبوا عليه الكلاب وممكن يموت فيها، مفيش أي منبع تهوية خالص في السجن بنكون 40 واحد في غرفة واحدة مش مكملة 3 متر”.
وأضاف قائلًا: “أي معتقل بيعترض على سوء الخدمة أو أي حاجة بيودوه عنبر اسمه الإعدام، دى مقبرة تانية داخل سجن، العنبر ده مفيهوش أي تهوية ولا شفاطات هواء، وتُغلق الفتحات اللي في الأبواب عليهم، ويخرجون للزيارات مرتدين بدلة الإعدام الحمراء، وتمارس ضدهم أشد أنواع التعذيب”.
يذكر أن بناء سجن العقرب استغرق أكثر من عامين، وتم افتتاحه عام 1993 على الطراز الألماني، في عهد وزير الداخلية الأسبق حسن الألفي، وبمساعدة وزير الداخلية بعهد نظام مبارك حبيب العادلي، والذي وصف فكرة إنشاء سجن شديد الحراسة في مصر بـ”الفكرة الخلاقة”؛ ليكون مقرًا للتنكيل بالجماعات الإسلامية المسلحة، والتي شكلت خطرًا على النظام المصري في تسعينيات القرن الماضي.