“لم تعد الأعياد في مصر” بعد الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو 2013 موعدًا للفرح والبهجة والسرور، لكنها أصبحت مناسبات تمتلئ بالحزن والبكاء على معتقلين غيبتهم أسوار السجون، أو شهداء قتلوا برصاصات الجيش والشرطة، أو مجندين طالتهم رصاصات المسلحين من هنا أو هناك.
وفي أرض سيناء المصرية، كان العيد مختلفًا عن باقي محافظات الجمهورية، فعلى الرغم من خروج مظاهرات في معظم محافظات الجمهورية ضد النظام، وسقوط شهداء، ومصابين، ومعتقلين، إلا أن العيد في سيناء يختلف بشكل كبير من حيث عدد القتلي والتعامل الأمني، والحظر المفروض علي أراضي سيناء.
قتل 59 سيناويًا
وأكد المتحدث باسم قوات الجيش، اليوم الأحد، قتل قوات الجيش لـ59 مسلحًا من ولاية سيناء، في حين أكد نشطاء أن الكثير منهم من أهالي سيناء، واعتقال 4 آخرين، بزعم انتمائهم للجماعات الإرهابية، وذلك خلال العمليات العسكرية التى نفذها الجيش، أمس السبت ثاني أيام عيد الفطر، بقرى رفح والشيخ زويد والعريش بمحافظة شمال سيناء.
وقال المتحدث العسكري، العميد محمد سمير، في تصريح له منذ قليل، عبر حسابه على موقع “فيس بوك”: إن العمليات العسكرية أسفرت عن مقتل 59 فردًا وصفهم بـ”إرهابيين تكفيريين”، بالإضافة إلى تدمير سيارتين “كروز وتايلاندي”، وقتل من كانوا بداخلهما، فضلًا عن تدمير سيارة ثالثة و4 دراجات بخارية.
واستهدفت العمليات العسكرية مناطق “المهدية- التومة- الزوارعة- جبل العليقة- جنوب المساعيد- جنوب اللفتات- الوادي الأخضر- الجورة- الترابين- المركز الحضري- البراهمة- جرادة- المقاطعة- قرية أم شيحان”.
كما ألقت قوات الجيش القبض على 4 أشخاص -وصفهم البيان بالإرهابيين- بينهم شخص يدعى أحمد جمال سالم.
7 قتلى من الجيش
وأكد المتحدث العسكري، أن قتلى قوات الجيش قد ارتقوا إلى 7 قتلى، لافتًا إلى أنه حتى الآن لا يوجد حصر نهائي لعدد القتلى ممن وصفهم بالإرهابيين نتيجة القصف الجوي.
كانت مصادر قبلية قد أكدت، أمس السبت، أن 7 من قوات الجيش قد لقوا مصرعهم إثر قصف بالخطأ من طائرة “f16” تابعة لقوات الجيش على كمين “أبو الرفاعي”.
اختلاف الروايات حول كيفية استهداف الكمين
وتضاربت الأنباء عن الكيفية التي تم بها استهداف كمين أبو رفاعي بمنطقة جنوب الشيخ زويد بشمال سيناء.
بينما أعلن بيان لما يعرف بـ”ولاية سيناء”، تبني التنظيم للهجوم على عدة مواقع وتحصينات للجيش بمنطقة الشيخ زويد، بينها كمين أبو رفاعي بمختلف الأسلحة، وأعقبه اشتباك مع قوات إسناد من الجيش جاءت لمؤازرة قوات الكمين.
كما تبنى التنظيم الهجوم على كمين الظهير بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وكذلك الهجوم على قوات الجيش المتمركزة بمحيط مطار “الجورة” بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وأكد التنظيم وقوع قتلى في صفوف الجيش لم تقدر أعدادهم.
بينما ذكر شهود عيان، أن القتلى في قوات الجيش سقطوا نتيجة خطأ بعد قصف طائرة F16 للكمين خلال محاولتها التصدي لإحدى الهجمات التي استهدفته.
وأكد أبو الفاتح الأخرسي -ناشط سيناوي- وقوع عشرات القتلى والجرحى في صفوف ضباط وجنود الجيش نتيجة القصف الخاطئ الذي كان يحاول التصدي لإحدى الهجمات التي ينفذها مسلحو ما يعرف بـ”ولاية سيناء” على عدد من الأكمنة بالشيخ زويد.
وحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، فإن قوات الجيش شنت غارات جوية بالطائرات الحربية على الأفراد الذين هاجموا الكمين بعد أن لاذوا بالفرار.
حملة أمنية صباح اليوم
وقال مصدر أمني بشمال سيناء، إن حملات أمنية موسعة انطلقت، صباح اليوم، وشملت عدة مناطق جنوب وغرب وشرق العريش، ومناطق غرب وجنوب الشيخ زويد وغرب وجنوب رفح ومحيط الطريق الدولي العريش رفح.
وأضاف المصدر -في تصريحات صحفية- القوات تقوم بملاحقة مجموعات وصفتها بـ”الإرهابية” وتمشيط هذه المناطق إلى جانب تأمينها ضد أية تحركات ومحاولات لاستهداف القوات والمواطنين.
وتمكنت القوات -بحسب المصدر- خلال عملياتها التي رافقها غطاء جوي إلى جانب مشاركة آليات برية وقوات خاصة، من إلحاق خسائر بشرية في صفوف العناصر المسلحة، على حد قول المصدر، فضلًا عن تدمير مخازن أسلحة وإبطال عبوات ناسفة وإحباط هجمات، لافتًا إلى أن بيانًا رسميًا تفصيليًا سيصدر في وقت لاحق بحجم ما تكبدته العناصر في تلك المناطق.