اعتبر نادر فرجاني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن موقف عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، بإصداره -مغتصبًا لسلطة التشريع- قرارًا بقانون يجيز له، شخصيًا، عزل رؤساء الجهات الرقابية، يعيد إلى الأذهان “سلوك أفظع طغاة الملكية الذي قامت على بشاعة حكمه الثورة الفرنسية العظيمة، لويس السادس عشر، صاحب العبارة سيئة الصيت: “الدولة ليست إلا أنا”.

وقال -عبر منشور له على “فيس بوك”-: القرار “يقوض أسس الدولة المدنية الحديثة القائمة على الفصل بين السلطات، التشريعية والتنفيذية والقضائية، وعلى علاقات التوازن والرقابة والمساءلة الدقيقة التي تقوم فيما بينها في الحكم الديمقراطي السليم خدمة للمصلحة العامة للوطن والشعب”.

وأضاف “فرجاني”، “وهو أيضًا يعترف بأن الاتهامات بالفساد الفاجر الذي أعلن عنها رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات مؤخرًا وتبلغ مئات مليارات الجنيهات، هي على الأرجح حقيقية يخشى من انتشار العلم بها الحاكم وحكومته، ناهيك عن المساءلة عنها، والآتية لا ريب في يوم ليس ببعيد”.

وتحدث فرجاني عن لويس المأفون، أحد حكام فرنسا، قائلًا: “هذا كان هو الآخر في غيبة عن الحقيقة وإنكار لما جرّه حكمه على فرنسا وأهلها من معاناة إلى حد أنه في اليوم الذي اجتاحت فيه الجماهير الثائرة القلعة- السجن، الباستيل، في 14 يوليو 1789 (تحل الذكرى بعد يومين، لمن يعتبر!) إيذانًا ببدء الثورة الشعبية الأم على حكمه، كتب في مفكرته اليومية عن أحدات ذلك اليوم كلمة واحدة: “لا شيء”، بالفرنسية “Rien”