طالب بعض الشخصيات المصرية، بتطبيق قانون الطوارئ في البلاد؛ على خلفية حادث انفجار القنصلية الإيطالية وسط القاهرة، صباح اليوم السبت، فيما اعتبر آخرون أن التفجير “حقق هدفه بخروج مثل هذه الدعوات، حتى يتسنى للنظام تنفيذ أحكام الإعدام”.
وقع انفجار أمام القنصلية الإيطالية، بشارع الجلاء، بوسط القاهرة، في وقت مبكر صباح اليوم السبت، وقال المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية حسام عبدالغفار -حسب وكالة الأناضول- إن حصيلة الانفجار قتيل و9 مصابين.
وكان مصدر أمني، قال لوكالة الأناضول، إن حادث استهداف القنصلية الإيطالية، بالقاهرة، ناتج عن انفجار سيارة مفخخة تحمل 250 كيلو جرامًا من المواد المتفجرة.
وقال مصطفى بكري، رئيس تحرير صحيفة الأسبوع، والمقرب من النظام، إن “الانفجار الذي وقع أمام القنصلية الإيطالية اليوم، دليل جديد على حاجتنا إلى إعلان الطوارئ، لمواجهة ما يجري ولتمكين السلطات الأمنية من الإمساك بزمام المبادرة”.
وفي تغريدات على حسابه الشخصي بموقع “تويتر”، اتهم بكري “الحكومة المصرية بالتردد في اعتماد قانون الطوارئ، أو حتى قانون مكافحة الإرهاب، بعد أن سعى البعض إلى ابتزازها”، وفق تعبيره.
وتابع: “نريد حكومة حرب يا سادة، حكومة تواجه بكل شراسة، ما حدث اليوم مؤشر خطير، ورسالة لكافة البعثات الدبلوماسية بأن مصر غير آمنة، فلماذا الصمت وعدم التحرك في عدم إعلان حالة الطوارئ، لماذا تأخر إصدار قانون الإرهاب؟”.
وأقرّت الحكومة المصرية، في 1 يوليو 2015، مشروع قانونٍ لمكافحة “الإرهاب”، ورفعته إلى قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، للتصديق عليه، وذلك على خلفية أحداث عنف شهدتها البلاد مؤخرًا.
ومؤيدًا لذات الطرح، تساءل المطرب المصري محمد الحلو، عن موعد إعلان حالة الطوارئ، قائلًا في تغريدة على “تويتر”: “تونس أعلنت الطوارئ بعد انفجار سوسة، فهل ستعلن مصر الطوارئ أم ننتظر انفجارات قادمة في العيد”.
بينما دعا الناشط السياسي، ممدوح حمزة، في تغريدة له على “تويتر” لـ”دراسة تجارب المراقبة الشعبية للإبلاغ، ومراقبة المجاورة السكنية”، “حث المواطنين على مساعدة أجهزة الأمن وإبلاغهم عن أي شخص يرتابون فيه”.
بالمقابل، استنكر حاتم عزام، نائب رئيس حزب الوسط، تلك الدعوات، معتبرًا إياها هدفًا يقف خلفه منفذو الانفجار.
وقال عزام -في تغريدة على “تويتر”-: “سيمفونية الأذرع الأمنية اشتغلت فورًا في تناغم مع الحدث.. نبوس “نقبل” إيدك إلحقنا “أنقذنا” بالإعدامات”.
وأشار “عزام”، إلى أن السلطات المصرية أرسلت “خطابًا أول أمس الخميس، للسفارات الأجنبية لتبرير الإعدامات، وتفهم دوافعها بدلًا من إدانتها”.
كانت وزارة الخارجية المصرية، قد قامت بترجمة حيثيات الحكم بإعدام محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في مصر، وقيادات الإخوان في قضية “اقتحام السجون”، وأرسلتها لجميع دول العالم عبر سفاراتها في الخارج، وقالت الوزارة -في بيانها- إن هذا يأتي “في إطار الجهود المتواصلة التي تقوم بها لتوضيح حقيقة الأوضاع في مصر”.
و قالت المسؤولة الإعلامية بالسفارة الإيطالية في القاهرة، إن المبنى الذي استهدفه انفجار اليوم، هو مبنى قنصلي لا يزال العمل به قائمًا، وهو مختص باستقبال طالبي استخراج التأشيرات والجوازات وإنهاء الخدمات القنصلية.
وأوضحت هويدا حامد، المسؤولة الإعلامية بالسفارة -في تصريحات لوكالة الأناضول- أن الانفجار سيؤدي إلى توقف العمل في هذا المبنى، مع استمراره في كل المنشآت الأخرى التابعة للسفارة.
وأشارت إلى أن المبنى المستهدف ملحق به مبنى آخر تابع للمدرسة الإيطالية بالقاهرة، وهو الأكثر تضررًا نتيجة الانفجار؛ حيث تعرض جانب المبنى لتلفيات بالغة، لافتة أنه لم يتم تقدير حجم الخسائر المادية حتى الآن.