فند عيد المرزوقي الخبير في شؤون سيناء، الأسباب التي دفعت عددا من أهالي سيناء لمبايعة أبو بكر البغدادي واتباع فكر تنظيم “الدولة الإسلامية” في سيناء تحت مسمى “ولاية سيناء”، لافتا إلى أن القتل والتهجير وسياسة التمييز، حولت شمال سيناء لأرض خصبة ينمو بها تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وكشف المرزوقي في حوار مع “رصد” عن المخطط الصهيوني الذي يهدف إلى تهجير أهالي سيناء لتصبح موقع أمن للاحتلال، مؤكدًا أن بقاء عبد الفتاح السيسي مرهون بإستمرار الأزمة وزراعة الإرهاب في أرض الفيرزو، كما ربط المرزوقي تورط محمد دحلان القيادي السابق بحركة فتح الفلسطينية بزعزعة الاستقرار في سيناء لمصلحة إسرائيل.
وإليكم الحوار..
في البداية كيف ترى الوضع في سيناء؟
مايحدث في سيناء هو تركمات لسياسات استمرت الي أكثر من 30 عام ومازالت نفس السياسات مستمره الي الآن فعقب ثورة يناير وانهيار جهاز أمن الدوله الذي كان يدير الملف الأمني في سيناء شهدت سيناء عقبها تدخلات خارجيه، هدفها الإضرار بالأمن القومي المصري فرصدت تحركات كثيره لخلايا الامن الوقائي التابعه لدحلان، والتي هربت من غزه عام 2007 بعد سيطرة حماس علي القطاع.
وعاشت في سيناء بقرار سياسي من الرئيس السابق مبارك وكانت تحول لهم رواتبهم من السفاره الفلسطينه في القاهره الي مقر اقامتهم بسيناء وبالتحديد مدينة العريش، وكانت جوازت سفرهم وتجديد أوراق اقامتهم يتم عن طريق مكاتب المخابرات في سيناء، فقد قامت هذه العناصر في عام 2011 و20012 بعدة عمليات مسلحة داخل سيناء وأيضا عمليات تجسس استخباراتيه في مناطق شرق العريش والتي تشهد توتر أمني حتي اليوم.
ومنها توزيع شرائح جوال لشبكة أورانج الاسرائيليه بكثافه وكانت تباع في مناطق الشيخ زويد ورفح تحت عين الامن المصري الذي لم يتدخل في شيء برغم البلاغات التي كانت تصل لهذه الاجهزة بعد ذلك قامن عناصر دحلان بعمليات اطلاق نار علي بعض الارتكازات الامنيه في شمال سيناء وبالتحديد في رفح والشيخ زويد..
فماذا كان الحال مع قدوم الرئيس مرسي؟
عقب الانتخابات الرئاسيه وفوز الدكتور مرسي، رئيسا للبلاد شهدت سيناء نوعا أخر من التدخلات الخارجيه فبعبد أقل من شهر من تنصيب الدكتور مرسي حدثت مذبحة رفح الاولى، وهذه الثكنه العسكريه كانت تعيش وسط عشائر البدو منذ أكثر من 30 عام وهي ثكنه مسالمه تماما.
ومنها نستطيع أن نقول أن هذه العمليه وكذلك التدخلات الخارجيه لعناصر دحلان هيئت سيناء لمزيد من العنف ومزيد من التوتور ففي ظل غياب منظومة قضاء عادلة و غياب تام للتحقيقات في مقتل جنود رفح، بالرغم من استلام الدولة المصرية لجثث منفذي هجوم رفح حتي هذه اللحظة لم تعلن الدولة هوية هؤلاء المجرمين.
ما دليلك على ارتباط التدخلات الخارجية في سيناء؟
سأستشهد بتصريح لعبد الفتاح السيسي عقب تعينه وزيرا للدفاع عقب هذه الحادثه، قائلا في إحدي اللقائات مع قبائل سيناء من نفذ الهجوم علي الجنود في رفح هو جهاز مخابرات كبير علي حد قوله، ومن هنا قرر الرئيس مرسي ادخال قوات كبيره من الجيش إلى سيناء لأول مرة منذ اتفاقية كامب ديفيد التي تمنع تواجد الجيش المصري في معظم مناطق سيناء وخاصة المنطقة الحدودية فيما تسمي بعملية نسر الأولى.
وطوال عام من حكم الرئيس مرسي كان وزير الدفاع ينفي معرفة الدولة بهوية منفذي هجوم رفح، وقد نفت الجهادية السلفيه في سيناء وقتها مسؤوليتها عن الحادث وقالت أنها لا تستهدف الجيش المصري نهائيا.
ما تأثير الانقلاب على سيناء؟
من هنا كانت سيناء هيا الجغرافيا الهامه وطوق النجاة لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي في إقناع الغرب بشرعية ماحدث فسريعا ربطت اسرائيل ماحدث في القاهرة بمطالبها في سيناء، ودعمت السيسي خارجيا للاعتراف بشرعية ما فعل.
وتجاوب السيسي سريعا مع مطالب اسرائيل في سيناء وبالمناسبه اسرائيل كانت تطلب من نظام مبارك نفس هذه الطلبات وهي غلق الانفاق مع قطاع غزه واقامة منطقه عازلة وتهجير قبائل رفح والشريط الحدودي التي يقوم أفراد منها بعمليات تهريب مختلفه إلى قطاع غزة.
فقدم السيسي نفسه الي اسرائيل كمخلص لها من هذه المشاكل التي تزعجها .. فأعلن الحرب علي مايسمي بالارهاب، وذهب بحشود كبيره من الجيش المصري إلى سيناء في أكبر وأشرس حمله عسكرية داخل القطر المصري يقوم بها الجيش في تاريخه.
فمنذ اللحظه الأولي بدأت قوات الجيش في تفجير المنازل، وإعتقال المئات والقصف بالطائرات واطلاق النار بشكل عشوائي كل هذه الاجرائات والسياسات والأهداف الخارجيه، والتي تمثل مطالب إسرائيل في سيناء.
من المسئول عن حفر الانفاق وعلاقة الجهاديين بهذا الأمر؟
الأنفاق هندسها عمر سليمان مدير المخابرات، وكانت العناصر الجهادية تقوم بعمليات تهريب، ومنهم علي سبيل المثال شادي المنيعي، ويعتبر اكبر مورد مواد بتروليه إلى قطاع غزة.
وكل شيء كان يتم بعلم المخابرات وكان نظام مبارك يستخدم الأنفاق كورقة ضغط علي حلفائه لتحقيق مكاسب سياسيه ومادية، ان أردت فقل بزنس التهريب او التهريب بتنسيق أمني، وفي نفس الوقت كانت المخابرات تأمر أمن الدوله باعتقال من يقومون بعمليات التهريب عندما تضغط اسرائيل علي النظام المصري
كيف انتصر “الدولة الإسلامية” عسكريا في معاركه بسيناء؟
أعتقد أن المسلحين كان السبب الرئيسي في قوتهم العسكرية هيا ممارسات الجيش المصري في سيناء ضد المدنيين العزل، وتهجير السكان واعتقال الالاف وتصفية المعتقلين كل هذه الامور كانت وقود لنتظيم “ولاية سيناء” لتجنيد عدد أكبر من المقاتلين.
وشنت هجمات أوسع علي قوات الجيش بعد تحييد الغالبيه العظمي من السكان بسبب ممارسات الجيش ضدهم فالبتالي أصبح الجيش لدية نقص شديد في المعلومات الاستخباريه، وكذلك فقدانه للحاضنه الشعبيه كل هذه الامور أدت الي مانراه اليوم من نقله نوعية في الصراع فالمسلحين اليوم باتوا أكثر عدد فكان يقدر عددهم في بداية الحمله بالعشرات الان نتحدث عن مئات من العناصر.
وكذلك استخدام اسلحة نوعيه مثل مضادات للطائرات وصواريخ “كورنيت” التي استخدمت في عمليه اقتاحم الشيخ زويد الاربعاء الماضي، فمصادر تسليح التنظيم متعدده ولكن أهمها عمليات التهريب الواسع للسلاح من دولة ليبيا بعد انهيار نظام معمر القذافي وكذلك دول مثل تشاد والنيجر.
ومازالت هذه الخطوط تعمل في تهريب الاسلحه للمنظمات الجهادية المسلحه في الشرق الاوسط بما فيها ولاية سيناء خاصة بعد تممد هذه التنظيمات بشكل واسع في مناطق مختلفه.
حدثنا عن أزمة قبيلة السواركة؟
السواركه، هي أكبر قبائل سيناء، وتعيش في مناطق شرق العريش وجنوب رفح صنفتها اسرائيل، و عقب الانقلاب العسكري أنها قبيله داعمه للارهاب من خلال تقرير أمني بالاعلام الاسرائيلي العجيب في الامر أن نظام السيسي والجيش المصري تعامل مع السواركه، بنفس التصنيف وصنفها الجنرال وصفي قائد الجيش السواركه رقم واحد ارهاب وهذا تصنيف جماعي لقبيلة بالكامل عددها بالالاف.
وهي سياسة متبعة في سيناء فعادة يتم تصنيف جميع سكان سيناء في خانة الجاني والتعامل معهم علي هذا الاساس، منذ أحداث طابا حتي اليوم وهذه الامور ادت الي مزيد من التوتور وصناعة العنف المضاد ضد الجيش.
لماذا يقتصر الأمر على مثلث “العريش والعوجة ورفح”؟
وهنا أقول المعروف ان الارهاب فكر وليس جغرافيا ، فلماذا سيناء بالكامل لا تشهد اي عمليات مسلحه سوي هذه الجغرافيا، وهى مثلث “العريش- رفح- العوجه” بمسافة 40 كيلو من العريش حتي رفح و30 كيلو جنوبا وشمالا، فلماذا لا يتم استهداف القوات المنتشرة في غالبية مساحة سيناء لماذا فقط هذه المنطقة.
وهذا أكبر دليل علي ان المشكلة محليه في سيناء وان العنف محلي وان الجيش لدية مشكله حقيقيه مع سكان هذه المنطقه، فقررات التهجير تستهدف هذه الجغرافيا والقتل العشوائي والاعتقال، وتفجير المنازل وتجريف أشجار الزيتون تم في هذه الجغرافيا.
وكذلك تعتبر هذه المنطقه هيا المتنفس الوحيد لقطاع غزة وتمثل بعد انساني لسكان القطاع لوجود نسب بين سكان هذه المنطقه وسكان غزة، وبالأخص رفح المصريه، فأعتقد أن قرار الجيش بتفريغ هذه المنطقه سبب رئيسي لما تشهده هذه المنطقه من عنف مضاد ضد الجيش ردا علي ممارساتة فالمسأله ثأريه بامتياز وإن غلفت بطابع جهادي.
ما هي سيناريوهات مستقبل سيناء؟
أعتقد أن اسرائيل عندما سمحت للجيش المصري بدخول قوات عسكرية في منطاطق تعتبر منزوعة السلاح وفق كامب ديفيد، كان هدفها جر الجيش الي مستنقع سيناء وحرب أهليه مع سكانها، وتهدف إلى تحقيق عدة اهداف منها قطع العلاقه مع أهالي سيناء تماما.
وهنا أكبر اهداف سعت اليها اسرائيل جعل سيناء منطقة هشه ورخوه صناعة العنف بشكل واسع، و تهجير سكان الشريط الحدودي ومن ثم استغلال ذلك عالميا من قبل اسرائيل لتنفيذ تلك الأهداف، وأقربها التدخل الدولي لمكافحة الارهاب الذي يهدد أمن اسرائيل .
وهناك احتمال آخر قوي وهو نية اسرائيل لتصفية القضيه الفلسطينة في اقامة دولة في قطاع غزة، وتوسيع القطاع واستقطاع أراضي من سيناء وضمها، فيما يسمي بمشروع الوطن البديل، وهنا أستشهد بتصريح خطير يثبت صحة ما اقوله لمحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينة ففي شهر سبتمر 2014، أعلن محمود عباس في لقاء مع اعضاء بحركة فتح ان قيادة مصرية بارزة عرضت عليه توطين اللاجئين في سيناء.
وهذا التصريح تناقلته عدة وسائل اعلام وقتها .. ويبقي الانفصال الكلي لسيناء عن مصر قائم وفق السياسات الامنيه لحلفاء السيسي في المنطقه وكذلك مشروع الدولة الفلسطينة فسيناء بها عدة بها عدة سيناريوهات مختلفة.
فعلي جميع المصريين أن يدركوا جيدا أن هناك خطر حقيقي علي ضياع سيناء، ويجب علينا جميعا انت نتحرك للحفاظ علي وحدة التراب المصري والحل ليس بسيناء الحل في عودة حكم الشعب وحكم رشيد في القاهرة يستطيع اعادة الحقوق والكرامه الي المصريين جميعا في سيناء وباقي ربوع مصر هذا هو الحل الوحيد حتي نستطيع الحفاظ علي مصر ووحدة ترابها ..