جاءت عملية اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام المعين من قبل سلطات حكم العسكر، لتحمل 3 سيناريوهات وراء تلك العملية، الأولى هي نظرية المؤامرة التي تتهم النظام بارتكاب تلك العملية لتبرير مجازر جديدة ضد الإخوان ومؤيديهم مستقبلا، والسيناريو الثاني يكمن في الانتقام من النظام وخاصة من المنظومة القضائية التي شهدت تحت حكم العسكر، أما السيناريو الثالث وهو تورط ولاية سيناء فرع تنظيم “الدولة الاسلامية” في مصر في تلك العلمية خاصة بعد ارتكابه عملية شبيهة منذ أشهر في سيناء.

مؤامرة

وحمل الدكتور جمال حشمت القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، حكم العسكر المسؤولية الكاملة حول وقوع الحادث الشنيع، لافتًا إلى أن عملية الاغتيال إما أن جاءت عن بعض الأفراد الذين لجأوا للعنف بعض إنهيار العدالة، أو أيادي داخل النظام من أجل الانتقام من المتظاهرين بالشوارع.

وتوقع حشمت، خلال اتصال هاتفي مع شبكة “رصد”، أن يكون الحادث حجة لتوحش “النظام الانقلابي” قبيل تظاهرات 30 يونيو، ومن ثم سيكون هناك مجزرة جديدة، وهم بالفعل مستعدين بـ 190 ألف من قوات الداخلية والجيش للتصدي للمظاهرات في ذلك اليوم.

وقال الدكتور عماد شاهين، إن العنف إذا لم تتوفر له البيئة الحاضنة وظروف نجاحه يصب في النهاية في مصلحة المستبدين ويفشل، مؤكدًا أن عنف الدولة مُدان وعنف من يرد على العنف بالعنف كذلك مُدان بنفس القوة.

وأضاف شاهين، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أن هذا التصعيد هو بالضبط ما يسعى السيسي لأن يصل بالبلاد إليه، متابعًا “سد كل أفق لحل سياسي وأمعن في القتل والقمع كي يظل يلتمس لوجوده وفشله مبررًا ومن أجل أن يظل يحكم بالتفويض وبالحديد والنار”.

وأوضح أن “هناك من هو متطرف وأيضا من دُفع للتطرف أمام هذه الانتهاكات وأداء القضاء المشين الذي يفترض أن يصون حقوق الناس ويحترم العدالة، وغياب دولة القانون وقمعها العشوائي وتوحشها هو ما أوصلنا لهذا”، على حد قوله.

انتقام

“النظام الانقلابي لا يحتاج إلى مبرر لارتكاب مجازر”.. هكذا رأى الدكتور عطية عدلان القيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، مشيرًا إلى أن “طريقة التفكير في المؤامرة قديمة ولا يصح أن نعتمدها.

 وقال عدلان في تصريح لـ”رصد”، إنه لا داعي للتعجل بالتوقعات قبل أن يخمد غبار الحدث، لأن بناء الرؤية على التخمين والفروض التقليدية مثل وصف تلك الأحداث بالمخابراتية والمؤامرة.

ورجع عدلان، أن يكون الانتقام من النظام هو السبب الرئيسي في حدوث واقعة الاغتيال، قائلا “ممارسات النظام لا بد أن يكون لها رد فعل قوي، فهذا النظام يسيئ لنفسه ويترك صورته الوحشية في ذهن كل من وقع عليه ظلم في تلك البلاد”.

ولاية سيناء

ونشرت “ولاية سيناء”، مقطع فيديو عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تتوعد فيه القضاة بالقتل.

وقال أحد عناصر التنظيم، في الفيديو، إن القضاء من شريف الأعمال وأعلاها، ولكن شاء الله أن المجرمين حكموا بقوانين الكفر ولم يعدلوا، وحاكموا المسلمين المظلومين، وتركوا الفاسدين.

ولفت إلى أن جماعة الإخوان المسلمين “كثيرا ما  كانوا يطالبون بالشريعة سقطوا فى الفتنة جرت عليهم سنة الاستبدال”، وسط استعراض لصور الدكتور محمد مرسى، ولقطات من محاكمات، من بينها فتيات داخل القفص الحديدى، وجاء ذلك في شريط مصور لعملية تصفية قضاة بالعريش، فى الواقعة التى حدثت فى منتصف شهر مايو الماضى.

وقال طارق البشري، المفكر والنائب الأول السابق لرئيس مجلس الدولة، إن عملية اغتيال بركات تزيد من الأزمة الحالية بمصر التي يشترك فيها نظام الدولة والقوات المسلحة، والإسلاميين والليبراليين، الأمر الذي يصعب عملية.

وتابع البشري، في تصريح لـ”رصد”: “لا استبعد تورط عناصرتنظيم ولاية سيناء في تلك العملية خاصة، وأنهم العنصر المتطرف الأبرز في مصر الآن، ونجاحه في تنفيذ عمليات على نفس المنوال، الأمر الذي يتطلب من الدولة والمعارضة إيجاد سبل لإنقاذ ما تبقى من مصر”.