فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة ومقتل الآلاف واعتقال نحو 40 ألفا من معارضي حكم العسكر، وانتهاكات في السجون وتعذيب، كلها وقائع شهدتها مصر في عهد النائب العام المستشار هشام بركات الذي كان عاملًا فاعلًا بها.
بركات الذي قتل اليوم عقب استهداف موكبه بسيارة ملغومة، قال في أول تصريحاته الصحفية عقب توليه منصبه، إنه سيسعى لإجراء تحقيقات موسعة بمعاونة أعضاء النيابة العامة، من أجل الانتهاء من جميع القضايا المفتوحة.
نشأته
ولد هشام محمد زكي بركات في 21 نوفمبر 1950، وهو متزوج وله ثلاثة أبناء، والتحق بكلية الحقوق وتخرج فيها عام 1973 مع تقدير جيد.
وتولى العديد من المناصب داخل سلك القضاء، فقد عين وكيلاً للنائب العام، وتدرج في السلك القضائي حتى وصل إلى رئيس بمحكمة الاستئناف، انتدب بعدها رئيساً للمكتب الفني بمحكمة استئناف الإسماعيلية لمدة تقارب أربع سنوات.
واصل بركات مشواره في تسلق سلم القضاء المصري حيث عين رئيس المكتب الفني لمحكمة استئناف القاهرة.
فض رابعة
منذ تعيينه عمل على إصدار سلسلة قرارات أسهمت في وقوع “جرائم حرب” -حسبما ذكرت منظمات دولية حقوقية- كان أخطرها قراره بفض اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة بالقوة، مما أسفر عن مقتل آلاف المصريين وإصابة واعتقال عدد كبير من المعتصمين.
مرسي وقيادات الإخوان
وتولى النائب العام قضية غرفة عمليات رابعة التي حكمت بالإعدام على 13 قياديًا بالإخوان منهم محمد بديع، بالإضافة إلى المؤبد على 37 آخرين، وكذلك دعوى أحداث مكتب الإرشاد التي تم الحكم فيها على 4 من قيادات الجماعة بالأشغال الشاقة المؤبدة لـ14 متهمًا آخرين، على رأسهم المرشد العام للجماعة.
وتولى التحقيق أيضا في مجموعة من القضايا من بينها قضية هروب المساجين من سجن وادي النطرون، وأصدر قرارًا بإحالة مرسي إلى محكمة الجنايات بتهمة “التخابر مع منظمات أجنبية بغية ارتكاب أعمال إرهابية”.
قرارات التحفظ على الأموال
كما أصدر بركات قرارًا بالتحفظ على أموال عدد من القيادات الإسلامية، من بينهم المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع ونائباه خيرت الشاطر ومحمد رشاد بيومي، والقيادي بالجماعة محمد عزت إبراهيم والمرشد السابق مهدي عاكف.
وفي المحصلة أحال بركات نحو 40 ألفا من معارضي حكم العسكر للمحاكمة، وصدرت أحكام بالإعدام على مئات منهم.
بركات ومذبحة بورسعيد
ارتبط اسمه بعدد من القضايا الهامة أيضا التي شغلت الرأي العام، أبرزها قضية “مذبحة بورسعيد” التي راح ضحيتها العشرات من رابطة مشجعي النادي الأهلي “الأولتراس”، حيث كان بركات خلالها رئيسًا للمكتب الفني والمتابعة لمحكمة استئناف الإسماعيلية التابع لها محكمة جنايات بورسعيد التي كانت تنظر القضية.
بيانات تتهم الإخوان في أحداث الدفاع الجوي ودار القضاء
كان المستشار هشام بركات أول من أعلن في بيان له تورط جماعة الإخوان المسلمين في أحداث استاد الدفاع الجوي، التي سقط فيها 20 مشجعًا من الزمالك قبل مباراة الزمالك وإنبي في شهر فبراير الماضي.
وفي خطوة مشابهة أيضًا، كان النائب العام أول من أعلن تورط جماعة الإخوان في العملية التي استهدفت دار القضاء العالي وقت خروج الموظفين مطلع العام الحالي.
التحقيق مع “بداية”
كما أحال النائب العام البلاغ المقدم ضد حركة “بداية”، التي لم تكمل عامها الأول بعد، إلى نيابة أمن الدولة العليا.
ووجهت النيابة لهم تهمًا عديدة إلى أعضائها، منها “التظاهر وبث الشائعات والأكاذيب التي من شأنها أن تزعزع استقرار مصر، والدعوة للفوضى والعنف وقلب نظام الحكم، ومساندة جماعة الإخوان”.
مساءلات حقوقية
خلال زيارته لفرنسا قدم فريق محامي المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا في 13 مارس 2015 شكوى للمدعي العام الفرنسي ضد بركات بتهمة الاشتراك مع آخرين في ارتكاب جرائم قتل جماعي وتعذيب مواطنين مصريين عقب تعيينه نائبا عاما في 10 يوليو 2013، وطالب المحامون بسرعة إلقاء القبض عليه قبل مغادرته الأراضي الفرنسية.
واليوم وقع انفجار في موكب بركات في القاهرة مما أدى إلى مقتله، ونقل على إثره برفقة عدد من حراسه المصابين إلى المستشفى.
وقبل يوم واحد من الانفجار أصدر بركات قرارا بحظر النشر بالقضية 250 أمن دولة عليا، تتعلق بوقائع التمويل الخارجي، واقتحام مقار أمن الدولة في ست محافظات والاستيلاء على وثائق مهمة تضر بالأمن القومي المصري.