تشهد مصر حالة من التوتر المتصاعد والاحتقان؛ في ظل توقعات أن يشهد الغد موجة ثورية قوية، واشتباكات عنيفة بين قوات الداخلية ومعارضي الانقلاب.
حيث تحل غدًا الذكرى الثالثة لمظاهرات “30 يونيو” التي مهدت لانقلاب 3 يوليو 2013، واتخذها الجيش ذريعة للإطاحة بحكم أول رئيس مدني منتخب، الدكتور محمد مرسي.
معارضو النظام يتوعدون
وأعلن معارضو الانقلاب، استعدادهم لإحياء هذا اليوم على طريقتهم؛ حيث أكدوا على تنظيم فعاليات احتجاجية في كل المحافظات.
في المقابل، توعد النظام الحاكم بقمع أي تحرك معارض له بعنف شديد.
وبدأت قوات من الجيش والشرطة انتشارها لتأمين المنشآت الحيوية، وإقامة حواجز التفتيش والأكمنة الثابتة والمتحركة.
ورغم الحشد الأمني الكبير من قبل الجيش والشرطة، أعلنت أكثر من حركة شبابية مشاركتها في هذا اليوم؛ حيث أصدرت روابط الأولتراس والحركات الداعمة للرئيس مرسي، بيانات توعدت قوات الأمن بـ”مفاجآت نوعية”.
التظاهر بالميادين الرئيسية
وأكدت حركة “شباب ضد الانقلاب” استعدادها للتظاهر داخل الميادين الرئيسية، وفي مقدمتها التحرير ورابعة والنهضة، رغم التواجد الأمني المكثف المتوقع داخلها، وأشارت إلى تعاون ميداني وتنسيق بينها وبين باقي الحركات المعارضة.
ومهدت هذه الحركات، لفعاليات “30 يونيو”، بلافتات وكتابات انتشرت في عدد من المحافظات تدعو المصريين للتظاهر، في “نكسة 30 يونيو”، ونشرت ملصقات ضخمة تحمل صورة قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، وتحتها كلمة “الخازوق”، في إشارة إلى أن من أيدوا 30 يونيو تعرضوا لخديعة كبرى، ولم يشعروا بأي تحسن بعد مرور عامين من الانقلاب.
دعم الشرعية يدعو لموجة ثورية
ودعا التحالف الوطني لدعم الشرعية، إلى موجة ثورية بعنوان النصر والقصاص تمتد حتى الثالث من يوليو.
وقال التحالف -في بيانه، أمس- إن الموجة هي مطلب رئيسي للثوار، ولن يتوقفوا عن ثورتهم حتى تحقيقه، إلى جانب تحقيق الأهداف الأخرى من استرداد الشرعية والقصاص للشهداء، وإقامة حكومة مدنية منتخبة بإرادة حرة.
وأشار التحالف، إلى أن تلك الموجة ستبدأ بما سماه أسبوعًا ثوريًا بعنوان “عودوا إلى ثكناتكم”، فى إطار موجة ثورية ممتدة حتى 3 يوليو تحت شعار “النصر والقصاص”.
متحدث الجماعة يحذر من العنف
من جانبه، أصدر المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان، محمد منتصر، بيانًا، دعا فيه شباب الإخوان للابتعاد عن العنف في مواجهة النظام السياسي قائلًا: “ندعو جميع شباب مصر المخلصين ألا ينساقوا إلى الانزلاق في فخ العنف ونحن نرفضه تمامًا”، مضيفًا -في البيان الذي نشره على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”- “لن نترك بلادنا تقع في هذا المستنقع المصنوع والمخطط له”.
وتابع: “إن واجب كل وطني مصري مخلص شريف، أن يعمل من أجل بناء دولة مدنية حرة تعبر عن إرادة الشعب لا عن رصاص العسكر، قادرة على تلبية طموحات الناس وتحقيق الحرية والعدالة والعيش الكريم، وإننا ماضون من أجل حقوق الناس وكرامتهم ومستقبلهم دون تطلع حزبي أو مطلب فئوي”.
الداخلية تشارك بـ190 ألف شرطي
في المقابل، أعلنت وزارة الداخلية حالة الطوارئ في صفوف رجالها؛ تحسبًا للفعاليات المتوقعة الثلاثاء، وأكدت مشاركة 190 ألفًا من عناصرها، يشملون 180 تشكيل أمن مركزي، و120 تشكيلًا احتياطيًا و500 مجموعة قتالية، ومجموعات من العمليات الخاصة والتدخل السريع.
وقالت الوزارة -في بيان لها، اليوم الإثنين- إنها ستدفع بتشكيلات قتالية وقوات إضافية لتأمين الشوارع والطرق الرئيسية والميادين الكبرى، والمنشآت الحيوية، بالتعاون مع القوات المسلحة.
وهددت الوزارة بالرد بقوة على أية محاولة لاقتحام الميادين أو الخروج في تظاهرات غير مرخصة مسبقًا من الأجهزة الأمنية، تطبيقًا لقانون التظاهر، مشددة على أن القوات لديها تصريح بإطلاق الرصاص الحي على كل من يحاول إشاعة الفوضى أو ارتكاب أعمال عنف.
وعقد وزير الداخلية، اللواء مجدي عبدالغفار، اجتماعات مكثفة مع مساعديه لمراجعة الخطط الأمنية؛ للتصدي للتظاهرات المتوقعة في ذكرى 30 يونيو.
الجيش يهدد بسيطرة حديدية
وأعلنت القوات المسلحة، وضع خطة لتأمين البلاد في ذكرى “30 يونيو”، أطلقت عليها اسم “القبضة الحديدية”، سيشارك فيها 120 ألف عنصر من القوات المسلحة.
وقالت صحيفة “الوطن”، المقربة من النظام، إن خطة تأمين الجيش تركز على فرض السيطرة على شبه جزيرة سيناء؛ حيث تتعاون فيها قوات الجيشين الثاني والثالث الميداني مع وزارة الداخلية.
ومن المتوقع، أن تنشر القوات المسلحة عشرات الأكمنة الثابتة والمتحركة ودوريات التأمين، كما سيتم تشديد الحراسة على المجرى الملاحي لقناة السويس، بمشاركة القوات الجوية.
ونقلت عن مصادر عسكرية، تأكيدها على تكثيف الجيش والشرطة من تأمينهم لحدود مصر الغربية مع ليبيا والجنوبية مع السودان؛ حيث تم الدفع بقوات إضافية من حرس الحدود والعمليات الخاصة.