بعد الدعوات التي سيطرت على مواقع التواصل الاجتماعي، لفكرة أطول مائدة إفطار في العالم بالإسكندرية، أمس، كان من القرر تواجد الأشخاص المدعوين إلى هذه المائدة بعد أن قاموا بملء استمارات عبر الإنترنت لحجز مكان على المائدة، والذي كان من المقرر بدء دخولهم الساعة الخامسة والنصف، أمس.
ما حدث كان غير متوقع نهائيًا، فعندما دقت عقارب الساعة الخامسة، بدأ توافد المواطنين الذين قاموا بحجز الدعوات عن طريق الإنترنت وأضعافهم ممن لم يقوموا بالحجز، وبدأ الصدام بين المنظمين والمواطنين على الأماكن.
واندلع الشجار بين المنظمين ومن لم يسعفهم الحظ بملء الاستمارة من أصحاب الطبقة فقيرة الحال التي تكاد أن تكون معدومة ولا تعرف ما هو الإنترنت في الأساس.
بدأ الشجار بكلمات من المواطنين للمنظمين والمواطنين الذين قاموا بالحجز: “إنتم عاملين ده عشان الفشخرة ولا عشان تأكلوا الغلابة”، وكان رد المنظمين: “دي دعوات كانت على الإنترنت”، أما المواطنون فكان ردهم أبلغ بكثير؛ حيث قالوا: “هو احنا لاقينا ناكل عشان يكون في نت.. انتم بتتمنظروا على حسابنا وتقولوا مائدة للغلابة”.
بدأ توزيع الوجبات على المواطنين في تمام الساعة السادسة والنصف، وبعد نزول أول سيارة محملة بالوجبات، قام بعض المواطنين بالتجمع حول السيارة لاستلام الوجبات، إلا أنه تم رفض إعطاء الوجبات للمواطنين وإجبارهم على الرجوع إلى أماكنهم، مما أثار الغضب لديهم، وإصرارهم على أخذ الوجبات من السيارة بالقوة، وسط حالة من التدافع بين المواطنين، وقفز البعض فوق السيارة، فقاد السائق السيارة بطريقة جنونية، مما جعل المواطنين يسقطون ويرتطمون بالأرض من شدة السرعة، فيما تكررت هذه الواقعة أكثر من ثلاث مرات، ولم يتم توزيع وجبات على المواطنين إلا في جزء بسيط جدًا؛ وهو المخصص للشخصيات المهمة، والذي أطلق عليه مقاعد VIP.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواجدت فيه قوات الأمن ومدرعاتها بكثافة، إلا أنه لم يتحرك لهم ساكن أثناء هذه المحادثات التي وصلت لحد الضرب بين المواطنين والمنظمين لهذه الدعوات.
قام فريق التنظيم – المتطوع للحفاظ على سير الأمور كما يجب – بإخراج جميع الفتيات من التنظيم لينصرفوا على الفور قبل أن تحدث مجزرة- على حد تعبير أحد المنظمين، مهاجمًا قوات الأمن التي لم تدافع عن المنظمين أو المواطنين أو حتى القيام بواجبهم وتأمين المكان، والحفاظ على الهدوء، إلا أنهم كانوا يقفون بالمدرعات والأسلحة يشاهدون ما يحدث وكأنه فيلم، على حد قوله.