رفض عدد من السياسيين، وعلى رأسهم قيادات بجماعة الإخوان، دعوة عبد الفتاح السيسي لمعارضي حكم العسكر، بالتصالح والعيش بسلام في الوطن مجددًا، معتبرًا تلك الخطوة بأنها “محاولة للهروب من الحساب والقصاص، خاصة بعد شعوره بعدم الطمأنينة والاستقرار في ظل الحراك الثوري المستمر”.
وقال جمال حشمت، إن السيسي “يحاول إيجاد طوق نجاة لخروج أمن ولكن ليس أمام الثوار سوى استكمال ثورتهم وإستعادة مكتسباتها جميعًا وعلى رأسها القصاص من القتلة جميعًا وهو على رأسهم”.
وأضاف حشمت، لـ”رصد”، أن “لا سلام ولا أمان مع خائن، كما إننا مستمرون في النضال الثوري، فالثوار أصحاب النفس الطويل وليس الظالم، والأيام تثبت ذلك فماذا بعد القتل والقمع والانتهاكات المستمرة بحق الشعب، وكل يوم عما قبله يزداد الصمود في وجه ذلك القاتل والأيام بيننا”.
من جانبه، قال عطية عدلان القيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، إن فشل السيسي في إدارة الدولة وتنفيذ أبسط الوعود الوهمية، أصبح أمرًا معلومًا للجميع، مشيرًا إلى أن قائد الانقلاب يواجه حراكًا ثوريًا منذ عامين، أدى إلى تراجع حكومته عن مشاريع عديدة وأخرها “العاصمة الجديدة”، بخلاف الأزمة الاقتصادية الطاحنة.
وأوضح عدلان، لـ”رصد”، أن السيسي لا يعرف مصالحات أنما يمارس القمع الأمني بحق المواطنين، مؤكدًا أن عقليته العسكرية لا تعرف إلا للقهر والبطش وتلبية احتياجات قواته ومعاونيه من “زبانية النظام”، على حد قوله.
ورأت نيفين ملك الناشطة الحقوقية، إن السيسي لا يعادي الإخوان بعينهم، لكنه يرفض فكرة القبول بتيارات إسلام سياسى، مضيفة أن “العملية السياسية السلمية الباحثة عن التوازن لا تقصى الآخر ولا تشيطنه ولا تجتث الخصم السياسى”.
وأشارت نيفين، إلى أن السيسي ونظامه ارتكب العديد من الجرائم والتي تنوعت من قتل وتعذيب وإخفاء قسري وقمع وسيحاسب عليها عاجلًا أم أجلًا، متسائلة “كيف يتم التصالح مع المعارضين قبل أن يستردوا حقهم منه”.
وقال عبد الفتاح السيسي، خلال إفطار الأسرة المصرية بفندق الماسة في مدينة نصر “إحنا محتاجين دايما نفتكر، أنا مش بقلب المواجع، بس السنتين اللي فاتوا علموا في جسمنا، وافتكروا 3 يوليو و8 يوليو و26 يوليو و14 أغسطس ولغاية دلوقت، وبقولكم عايزين تعيشوا معانا في أمان أهلا وسهلا، والأرض تسعنا كلنا وتكفينا وزيادة، لكن تفرض إرادتك علينا مش هينفع، ده رب الخلق خيّر الناس في عبادته”.