“فيلا شبرا”.. اسم يدل معناه وموقعه المميز بكورنيش النيل على الرقي، إلا أن الحديث عنه أمام الكثيرين من المعتقلين السياسيين في محافظة القليوبية سيجعلهم يتذكرون حلقات التعذيب التي تعرضوا لها من قبل جهاز الأمني الوطني “أمن الدولة سابقًا”، فهو بمثابة “سلخانة بشرية”، لا تجد من يوقفها حتى الآن.
السيد الرصد
وفتح استشهاد السيد الرصد، 46 عامًا، بابًا مرعبًا على حلقات تعذيب تقوم بها وزارة الداخلية ضد المعارضين لعبد الفتاح السيسي، إذ أكدت مصادر لشبكة “رصد” أن “الرصد” الذي لفظ أنفاسه الأخيرة يوم 8 يونيو الجاري، تم اصطحابه من قبل رجال الأمن الوطني صباحًا إلى مقر أمن الدولة بشبرا الخيمة، وتعرض لتعذيب شديد بعد 3 أيام من اعتقاله.
وقالت المصادر إن الكثير من المعتقلين الذين دخلوا إلى “فيلا شبرا”، رأوا “الرصد” في ذلك اليوم، مشيرة إلى أن المقر أصبح مكانا للاختفاء القسري، حيث شوهد أيضا 12 شخصًا اختفوا قسريا من مركزي طوخ وقها.
شلل جزئي
مأساة أخرى وقعت في هذا المقر “سيئ السمعة”، إذ تقول حسنية إبراهيم، والدة المعتقل “م.س” الذي قضى 70 يومًا في “فيلا شبرا”، إن ابنها تعرض لكل أنواع التعذيب، إذا تم اعتقاله عقب أحداث ذكرى 25 يناير الماضية، من منزله بشبرا منت، ومن هنا بدأ مسلسل التعذيب.
وأضافت حنسية أن ابنها تعرض للتعذيب بأسلاك الكهرباء مع المياه، إذ تم ربط يديه بأسلاك الكهرباء، بخلاف الضرب بالكرابيك والتعليق، الأمر الذي أدى إلى إصابته بشلل جزئي، ومنذ إخلاء سبيله بعد التأكد من عدم انتمائه للإخوان المسلمين منذ شهر حتى الآن تحت العلاج الطبيعي.
وأشارت والدة المعتقل إلى أن كل أهالي القليوبية يعرفون مقر “فيلا شبرا”، فكل أهالي من يتم القبض عليهم يتوجهون إلى السؤال عنهم هناك.
الثلاثي عبد الله
وحكى 3 طلاب في الثانوية الأزهرية اسمهم جميعًا “عبد الله”، لشبكة “رصد”، ما حدث بعد اعتقالهم من مدينة العبور بمحافظة القليوبية، حيث يقولون إنه تم اصطحابهم إلى “فيلا شبرا” وتعرضوا إلى التعذيب لمدة 4 أيام دون العرض على النيابة.
وقالوا إنه تم تعريتهم من ملابسهم وظلوا طوال فترة احتجازهم بالشورت، مضفين أن رجال الأمن الوطني كانوا يلقون عليهم المياه ويمنعون عنهم الطعام ويضربونهم على ما يسمى بـ”الفلكة”، وذلك قبل نقلهم إلى معسكر الأمن المركزي في بنها الذي يعد مقر احتجاز مخصص للمجندين.
أنواع التعذيب
من جانبه، أكد هيثم أبو خليل، الناشط الحقوقي، أن “فيلا شبر” إحدى السلخانات التي كانت قد توقف نشاطها بعد ثورة يناير حتى الثالث من يوليو 2013.
وقال أبو خليل، في تصريح لشبكة “رصد”، إنها “فيلا شبرا” تضاهي سلخانة المطرية، إذ تعرض فيها المعتقلون لكل أنواع التعذيب والانتهاكات الجسدية، وعار على النخبة أن تكون تلك السلخانات موجودة وعلى مرآى ومسمع الجميع، دون أن يتدخلوا.
وأشار إلى أن هناك العديد من البلاغات قدمها الأهالي للمنظمات الحقوقية والنائب العام دون أن يتم البت فيه، مطالبًا بتشكيل لجنة تقصي جقائق للمرور على تلك المقرات، خاصة بعد رفض سلطات الحكم العسكري بالسماح لأي مراقبين دوليين للتحقيق في البلاغات المقدمة لهم.
وكانت مصادر خاصة، قالت لـ”رصد”، إن الزميل محمد البطاوي الصحفي في مؤسسة “أخبار اليوم” و11 شخصًا اختفوا قسريًا خلال الأسبوع الماضي من مركزي طوخ وقها بمحافظة القليوبية، في مقر أمن الدولة المعروف بـ”فيلا شبرا”.
والمختطفون قسريا هم: كريم محمد محمد، وأسامة صلاح، ومحمد البطاوى، وأحمد جعفر، والشيخ فريد، ومحمود عبد الحليم يحيي، ووائل عبد الرازق، ومحمود عبد الحكيم، وشخص يدعى تامر، والشيخ رضا، وأيمن الطوخي، ومحمد عامر.
وقالت المصادر إن المختفيين قسريًا تعرضوا لأشد أنواع التعذيب في عنابر مقر أمن الدولة، لإجبارهم على الاعتراف بتهم لم يرتكبوها.
وتنضم سلخانة القليوبية لباقي السلخانات والتي أبرزها:
مديرية الأمن بالإسكندرية
سلخانة الدور الرابع بمديرية أمن الإسكندرية، هي مقر مباحث أمن الدولة، وهي أشهرهم على الإطلاق؛ حيث يحتجز المعتقلون الرافضون لحكم العسكر بها لعدة أيام قبل عرضهم على النيابة، يتعرضون فيها للتعليق دون ملابس والضرب المبرح والكهرباء والتحرش.
سلخانة المطرية
ويعتبر الدور الثاني بقسم بشرطة المطرية، واحدًا من ضمن عدة مقرات هي الأبشع في عمليات التعذيب، يقودها عدة ضباط أبرزهم إسلام مقبل وإيهاب مينا، وأمين شرطة يدعى عادل محمد أمين، كما ينضم قسم المرج لقائمة سلخانات داخلية الانقلاب.
قسم المنصورة
ويتعرض المعتقلون داخل قسم أول المنصورة، بمحافظة الدقهلية لعمليات تعذيب وحشية بداخله، ومؤخرًا تم احتجاز عدد من طلاب جامعة المنصورة، حيث تعرضوا بداخله لعمليات تعذيب لعدة أيام متواصلة لإجبارهم على الاعتراف بقائمة من التهم، وتم عرضهم على النيابة فجر اليوم بالمخالفة للقانون وسط غياب محاميهم.
سجن العازولي
يعد سجن العازولي العسكري ومقر الكتيبة 101 -الذي تعرض للتفجير مؤخرا- ومقر النيابة العسكرية بالجلاء من أشهر السلخانات، وفي ببورسعيد يعتبر مركز شرطة الزهور واحدًا من الأقسام التي تشهد عمليات تعذيب وحشية لعدد من معارضي حكم العسكر بالمحافظة، خاصة الأطفال، يقودها ضباط يدعى محمد سليمان.