رصد مركز ستراتفور خمسة عقبات رئيسية تواجه تكوين قوة مصرية عسكرية قوية جديدة، في ظل الأوضاع والمتغيرات الراهنة:
(1) تحليل التهديد
تقدير الجيش للتهديدات؛ ربما يكون أكبر العوامل التي تسهم في استمرار التركيز على القدرات التقليدية، ومما لاشك فيه أن القادة المصريين يدركون أن التمرد والإرهاب يمثل التهديد الأكثر إلحاحا، لكن هذا لا يعني أنها التهديدات الأكثر خطورة. فلا تزال المعارك التي خاضتها مصر في القرن العشرين، بما في ذلك حربي 1967، و1973 مع إسرائيل، تلقي بظلالها على حسابات الجيش.
ورغم أن احتمالية شن هجوم تقليدي على مصر منخفضة جدًا حاليًا، إلا أن الظروف الجيوسياسية في الشرق الأوسط متقلبة بوضوح، ويرجح ألا يستبعد قادة مصر شن هجوم عسكري تقليدي باعتباره تهديدًا محتملا، صحيحٌ أن حركات التمرد، سواء في شبه جزيرة سيناء أو عبر الحدود الليبية، سوف تستمر، لكن من غير المرجح أن تمثل تهديدًا لقبضة الحكومة على السلطة.
(2) قصور مؤسسي
على مدى عقود، تم بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المصرية للتعامل مع الحرب التقليدية واسعة النطاق. وقد تردد صدى هذا التركيز في مجالات التعليم والتدريب والأيديولوجية والعقيدة العسكرية التي تُشَكِّل التصورات، وبالتالي الهيكل التنظيمي، كما أن تدريب القادة العسكريون على تثبيت وتعزيز براعة مصر في الحرب التقليدية؛ ألقى بظلاله على الأدوار التي لعبها القادة في مجال التخطيط العسكري.
(3) البحث عن الوجاهة
أن تكون قادرًا على التباهي بامتلاك أكبر جيش عربي، والأكثر تطورًا، يمنحكَ الكثير من الوجاهة، وبناء عليه، سوف تواصل الدولة والجيش في مصر السعي لامتلاك المزيد من القدرات التقليدية؛ في محاولة للاحتفاظ بهذا التصور الإيجابي وتعزيزه.
(4) مركزية هيكل السلطة
الجيش المصري في جوهره مؤسسة مركزية إلى حد كبير، على الرغم من الأدلة التاريخية الكثيرة، على أن، طبيعته المفرطة في المركزية أضرت ببراعته القتالية، وجعلت الجيش غير مستعد للتحوُّل إلى قوة أكثر مرونة من شأنها إفساح المجال للمبادرة الفردية على مستوى صغار الضباط.
ويرجع ذلك في الأساس، إلى؛ خوف القيادة من حدوث انقلاب؛ لأن أفراد الجيش جزء من الشعب، وعليه فليسوا محصنين من موجات السخط التي تقوض الاستقرار دوريًا في مصر. ورغم أن هذه المخاوف قد يكون لها ما يبرهنها إلى حد ما، فإن الحلول العسكرية- مثل؛ الانضباط المركزي الصارم، ومستويات الرقابة والإشراف، وتقييد تدفق المعلومات- أسفرت عن منظمة بطيئة الحركة، تواجه صعوبة في الرد على الفاعلين غير الحكوميين الأكثر مرونة الذين يهددون البلاد.
(5) المصالح الراسخة
مصالح الضباط والمجندين داخل الهيكل الحالي للقوات المسلحة تخلق ضغطًا إضافيًا على القادة المصريين للحفاظ على الوضع الراهن،على سبيل المثال، فإن التحول إلى قوة أكثر قدرة على مكافحة المتمردين؛ يُمَكِّن ضباط الصف وقوات العمليات الخاصة على حساب القيادة التقليدية، كما سيؤدي أيضًا إلى إغلاق العديد من المقرات والمحطات، وإزالة أي منصب يتقلده الضباط المرتبطين بها، وبالمثل، سيصبح مئات الآلاف من قوات المشاة التي تلقت تدريبًا سيئًا غير صالحة لحملات مكافحة التمرد المتطورة.