يعد قصر قارون، أحد معالم الفيوم السياحية، اسمه الحقيقي معبد ديونسياس، وتمت تسميته قصر قارون لوقوعة في منطقة قارون وقربه من بحيرة قارون، أنشئ في آواخر العصر البطلمي في عهد الملك بطليموس الثاني، خصص لعبادة الإله “سوبك” إله التمساح معبود المنطقة في هذه الفترة، ولا يزال المعبد يحتفظ بشكله وتفاصيله إلى الآن.
يقع القصر، في قرية أباظة التابعة لمركز يوسف الصديق، جنوب غرب بحيرة قارون، على بعد 50كم من مدينة الفيوم، و8كم من الساحل الشمالي لبحيرة قارون، يزين مدخله نقوش قرص الشمس المجنح ويوجد بمدخله كرسي العرش.
التصميم الهندسي
عند دخولك من باب القصر، أول ما يقع بصرك عليه هو كرسي العرش، على يمينه ويساره كرسيان، والقصر يتكون من 3 طوابق فوق الأرض والتي تم اكتشافها حتى الآن مكونة من 336 غرفة، ويقال إنه يحتوي على طابقين على الأقل تحت الأرض لم يتم اكتشافهما حتى الآن، وتم بناؤه بنفس طريقة بناء الأهرامات عن طريق تفريغ الهواء.
تتعامد الشمس على كرسي العرش سنويًا يوم 21 ديسمبر من كل عام، في الساعة السابعة إلا الربع صباحًا، وتستمر لفترة تقارب النصف ساعة، وهي تتعامد على الكرسي الأيمن وعلى كرسي العرش، لكنها لا تدخل ناحية اليسار، وذلك إعجاز هندسي يحسب لتلك الفترة التي بني فيها القصر أو المعبد؛ حيث إن المنطقة اليسرى للكرسي كان بها مومياء وسقوط الشمس عليها يؤدي إلى تلفها، كما أنه لا توجد شمس في الدار الآخرة في اعتقادهم، ولذلك لا تأتي الشمس عليها.
الترميم
قامت جامعة سيينا الإيطالية، بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار، بعمل مشروع لترميم القصر، وذلك عقب ثورة 25 يناير، وتمت عرقلة المشروع من قبل أهالي المنطقة؛ بسبب خوفهم من أن يكون ذلك المشروع مفتعل لنهب ثروة القصر في ظل غياب الأمن في مصر عقب الثورة، ولم يتم إلا ترميم بعض الحوائط في القصر بأحجار تم جلبها من أسوان لإصلاح بعض الانهيارات الجزئية أو تشوه السطح في بعض حوائط القصر.
ينتشر بالقصر بعض القوارض، والتي من الممكن أن تؤثر عليه مع الزمن، كما يفتقر القصر إلى أفراد الأمن وعمال النظافة؛ حيث إنه لا يوجد به إلا أربعة أفراد أو خمسة بمن فيهم أفراد الأمن والمرشد ومن يقطع التذاكر، الأمر الذي يجعل المنطقة عرضة للخطر؛ حيث إنه في شهر إبريل الماضي قام بعض المجهولين بمهاجمة المنطقة بالرصاص الحي.
التذاكر وأسعارها
كان سعر التذكرة جنيهًا واحدًا للفرد العادي، ونصف الجنيه للطالب المصري، وذلك حتى شهر مايو الماضي، وفي بداية شهر يونيو الجاري، تم رفع سعر التذكرة لخمسة جنيهات للفرد العادي، وثلاثة جنيهات للطالب، أما بالنسبة للأجانب، فسعر التذكرة أربعون جنيهًا للفرد.
تجدر الإشارة إلى تدني نسبة السائحين في الفترة الأخيرة القادمين لزيارة القصر، ويعتبر 90% من زوار المنطقة من الماليزيين والإندونيسيين خاصة طلبة الأزهر.
نهب الثروة التي به
لم تقم هيئة الآثار بضم القصر لها إلا منذ فترة قريبة؛ وذلك بعد أن تم نهب ثروات المنطقة من قبل الأهالي، وكانت المنازل قريبة جدًا، وكان أصحاب المنازل يقومون ليلًا بالحفر داخل منازلهم واستخراج الآثار وبيعها، كما نقبوا حول القصر وأخذوا أكثر آثار المنطقة، وتم خلع لوحة كبيرة بها نقوش أثرية كانت تزين الطابق الأخير للقصر، وكان القصر قديمًا دون إضاءة، فكان الناس يشعلون الأحطاب لكي تضيئ لهم القصر، مما أدى إلى تشويه الحوائط الداخلية للقصر، وبعد ضم القصر لهيئة الآثار، قاموا بعمل حدود للمنطقة وهدم المنازل الخاصة بالأهالي حول القصر وأبعدوهم بمسافة كافية كي يحموا باقي ثروة المنطقة من النهب.
خرافات
توجد بالقصر غرفة معتمة “مظلمة” لا يعرف عمقها، يقول أحد سكان المنطقة: “قبل ضم القصر لهيئة الآثار، حاولنا معرفة مدى عمق هذه الغرفة فقمنا بجمع حزمة كبيرة من الأحطاب وقمنا بإشعالها ورميناها في هذه الغرفة وظللنا ننظر إليها وهي تسقط لأسفل حتى غابت عن أنظارنا”، ويقول آخر: “في القصر غرفة عبارة عن نفق يصل القصر بعين مياه جوفية في الإسكندرية”.