أجرت “إسرائيل” سلسلة من التجارب لفحص تأثير وأضرار استخدام القنبلة الإشعاعية، وذلك في إطار مشروع يحمل اسم “الحقول الخضراء” والذي تم العمل عليه طوال أربع سنوات في المفاعل النووي في ديمونا.
وحسب أقوال العلماء الصهاينة الذين شاركوا في البحث، فإن التجارب تهدف إلى الاحتماء وليس لشن هجمات بعبوات من هذا النوع.
وتم في إطار المشروع أيضًا، إجراء تجربة أخرى، أطلق عليها اسم “البيت الأحمر”، وتهدف إلى اختبار سيناريو يتم في إطاره وضع مواد إشعاعية في مكان مزدحم، ولكن دون تفجيرها.
وجاء أيضًا في إطار التجربة التي أجريت بالتعاون مع قيادة الجبهة الداخلية، نشر مواد مشعة تم خلطها بالماء في نظام التهوية في مبنى يتألف من طابقين في قاعدة قيادة الجبهة الداخلية.
وتشير نتائج الدراسة، إلى أن هذه الطريقة ليست فعالة، ومعظم الإشعاع يبقى على مصافي مكيفات الهواء.
وتأتي هذه التجارب وفق هآرتس ، وسط تخوف “العالم من استخدام المنظمات الإرهابية للقنابل الإشعاعية، والمعروفة أيضا باسم “القنابل القذرة”، واستعدت إسرائيل أيضا لإمكانية استخدام المواد الإشعاعية، وفي عام 2006 أصدرت وزارة الصحة نظاما للتعامل مع حالات الهجوم الإشعاعي.
وتنشر قيادة الجبهة الداخلية الصهيونية على موقعها إرشادات بشأن كيفية التصرف في هذه الحالات.
وفي عام 2013 حذر وزير الحرب “موشيه يعلون” خلال لقاء في كندا، من أن “الإيرانيين يريدون تحت المظلة النووية التي سيمتلكونها، تعزيز الأنشطة الإرهابية، وعلى سبيل المثال استخدام القنبلة القذرة ضد أهداف مختلفة في جميع أنحاء العالم، لذلك يجب ألا نكون متسامحين أمام احتمال تحول إيران إلى دولة نووية، وهكذا بهذه الطريقة أو تلك، يتحتم وقف المشروع النووي الإيراني”.
وفي عام 2010 بدأت “اسرائيل” بإجراء التجارب في مفاعل ديمونة بهدف دراسة الآثار المترتبة على تفعيل قنبلة إشعاعية، وانتهى المشروع، المعروف باسم “الحقول الخضراء”، في عام 2014، ونشرت نتائجه في المؤتمرات العلمية وقواعد بيانات العلماء النوويين.
وتم في إطار هذه التجارب تفعيل 20 عبوة ناسفة يتراوح وزنها بين 15 و 25 كغم، من خلال دمجها مع المواد المشعة الشائعة ” تكنيتيوم 99m”، التي تستخدم للتصوير الاشعاعي في مجال الطب.
وتم إجراء جزء من التجارب باستخدام أفضل تكنولوجيا مبتكرة للمفاعل، بما في ذلك طائرات غير مأهولة بحجم صغير لقياس الاشعاع وأجهزة استشعار لقياس شدة الانفجار.
وأجريت معظم التفجيرات في الصحراء، بينما تم إجراء إحدى التجارب داخل منشأة مغلقة، وأظهرت التجارب ظهور إشعاع بكثافة عالية، في مركز الانفجار، بالإضافة إلى انتشار كمية صغيرة من الإشعاع بواسطة الجزيئات التي تحملها الرياح.