تقدمت منظمة هيومن رايتس مونيتور بشكوى عاجلة مجمعة إلى الفريق العامل المعني بالاختفاء القسري في الأمم المتحدة، وكذلك للمقرر الخاص بالاعتقال التعسفي تضمنت 44 حالة من الاختفاء القسري الذي تعرض له 44 من المواطنين المصريين.
وأوضحت المنظمة- في تقرير لها- قلقها البالغ حول تزايد الظاهرة بشكل كبير في مصر، مشيرة إلى تزايد ظاهرة اختطاف مواطنين وإخفائهم قسريًا من قبل رجال الشرطة المصرية، في عدة محافظات مصرية دون التعرف على مصيرهم، الأمر الذي يصنفه القانون الدولي على أنه جريمة ضد الإنسانية.
وأعربت المنظمة عن أسفها كون قوات الشرطة المصرية والأجهزة الأمنية هم من يمارسون تلك الجريمة، رغم أنه منوطٌ بهم حماية المواطنين من التعرض للاختفاء تحت أي ظرف استثنائي كان بدلًا من المشاركة أو التذرع بالأساس في تلك الجريمة.
ووثقت المنظمة نحو 30 حالة اختفاء قسري خلال شهر مايو بينهم ثلاث فتيات، فيما وثقت استمرار اختفاء 13 مواطنًا من الشهرين السابقين، وذلك من ضمن عشرات الحالات التي أهدرت كرامتها واختطفت بشكل تعسفي خارج إطار القانون دون جريمة تذكر ودون إذن بالتوقيف أو قرار من أي جهة قضائية، الأمر الذي يقتضي مسائلة قانونية عاجلة ومعاقبة مرتكبي تلك الجريمة، مع الحفاظ على حق الضحايا في العدالة والتعويض، وضرورة الإفراج عنهم في أقرب فرصة.
الأسبوع الأول من شهر مايو اختطف 11 مواطنًا
وأشارت المنظمة إلى أنه في مطلع الشهر الجاري مايو اختطفت قوات الأمن الوطني بزي مدني المحامي “محمد لطفي توفيق عبدالغني – 40 عامًا” من أمام منزله الكائن في قرية جزيرة شارونة بمركز المغاغة بمحافظة المنيا المصرية، وقد أكدت الأسرة وجيرانه بالشارع أن رجال من الأمن الوطني قاموا بسحب المحامي في عربة ملاكي واقتادوه إلى مكان غير معلوم، فيما يؤثر اختطاف المواطن على أولاده الثمانية وزوجته، إذ أنه العائل الوحيد للأسرة التي وجهت عدة شكاوى لجهات رسمية لم تحرك ساكنًا تجاهها.
وتابع التقرير، أنه في أول يومٍ من الشهر كان “محمد طلبة عبدالشافي سلامة – 22 عامًا”، طالب كلية الهندسة، ضحية لجريمة الاختفاء القسري، بعد اعتقاله من محل عمله بمحافظة كفر الشيخ الذي يزاوله بجانب دراسته من قبل رجال الشرطة، ولم تتبين الأسرة من مكانه، حتى عرضه على نيابة دسوق في 16 من نفس الشهر وإخلاء سبيله بكفالة مالية.
كما تابعت المنظمة اعتقال قوات الشرطة بزيها الرسمي المواطن “عزت علي عبدالباقي- 27 عامًا” من منزله بحي فيصل بالجيزة، في الثاني من الشهر الماضي، وتأكيد جيرانه للمنظمة من رؤيتهم لرجال الشرطة يضعون أسلحة في شقته ويقومون بتصوريها على أنها ملكًا للشاب، فيما أشادوا للمنظمة بأخلاقه.
وأفاد التقرير أنه بتاريخ 3 مايو اختطف الطالب بالفرقة الثالثة كلية الهندسة بجامعة المنصورة “محمد فتحي عميش – 22 عامًا” من المدينة الجامعية، وتبين للمنظمة من خلال شهادات أصدقائه أن عدد من أفراد الشرطة بزيهم الرسمي قاموا باقتحام المدينة الجامعية لجامعة المنصورة ومن ثم اختطاف الطالب والاعتداء عليه بالضرب المبرح واقتياده إلى جهة غير معلومة.
وتابعت المنظمة ردة فعل أسرة الطالب المختطف على هذا الحادث، والتي قدمت شكاوى عدة إلى النائب العام والمحامي العام وكذلك وزيري الداخلية والعدل بالحكومة المصرية، الذين لم يبالوا جميعًا بتلك الشكاوى أو الجريمة المرتكبة من قبل الأجهزة الأمنية، وأشارت الأسرة لمندوبي المنظمة إلى أن أحد مخبري الشرطة قُدمت له الرشاوى المادية أبلغهم أن الطالب موجود بقسم أول المنصورة، فيما ينكر القسم وجوده ويرفض محاولات الأسرة والمحامي للاطمئنان عليه.
وأشار التقرير إلى اختطاف الطالب “سلام سيد علي عبدالقوي – 19 عامًا”، طالب الصف الثالث بالمرحلة الثانوية التجارية، بواسطة المخبرين والشرطة المتواجدين بقاعة المحكمة التي تنظر فيها قضية شقيقه المعتقل في إحدى المؤسسات العقابية بمدينة شبرا الخيمة بالقليوبية، وسردت والدته للمنظة القول أن ابنها سلام اختطف أمام عينها أثناء تصويره لشقيقه في جلسة المحاكمة بتاريخ 552015 فيما لم تتمكن من معرفة مكان احتجازه، وأكدت أن أنباءً وردتها بشأن اقتياده لقسم أول شبرا الخيمة تلاها ترحيله لمكان مجهول ولم يتثنوا من معرفة مصيره حتى اللحظة، مشيرةً إلى إصابته بحساسية صدرية، وتخوفها من تأثر الأمر على صحته حال احتجازه في ظروف غير ملائمة.
وأشار التقرير إلى أنه في الثالث من الشهر الماضي اختطفت قوات الأمن الطالب بكلية الطب جامعة عين شمس “إسلام ياقوت فرغلي عبدالمحسن – 24 عامًا” من شارع جامعة الدول بعد التعدي عليه بالضرب أمام الماره، واقتياده في مدرعة شرطة.
كما اختطف- بحسب المنظمة- الطالب بدار العلوم “أحمد مصطفى محمد غنيم- 21 عامًا”، من أمام جامعة السادس من أكتوبر بعد احتجاز أمن الجامعة له وتسليمه للشرطة، وأكد زملاؤه أنه اقتيد في عربة مصفحة إلى مكانٍ مجهول، فيما تعرب الأسرة قلقلها إزاء صحته وسلامته إذ يعاني من توقف تام في الغدة الدرقية، كما أنه لن يتمكن من إكمال امتحاناته.
وأيضا اختطف أيضًا الطالب بكلية حقوق جامعة القاهرة “أحمد يسري زكي محمد – 20 عامًا” في ثالث أيام الشهر المنصرف، بعد اقتحام قوة أمنية لمنزله بالشرقة بشكل مهين للغاية ودون إذن قضائي.
وبتاريخ 5 مايو اختطفت قوات الأمن “محمود محمد درة – 22 عامًا”، الطالب بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة أسوان من أعلى كورنيش أسوان، حيث رآه مجموعة من زملائه أثناء اختطاف قوة أمنية له، وتطالب أسرته بسرعة الإفصاح عن مكانه والإفراج عنه لكونه مريض بحمة روماتيزمية على القلب ومريض بثقب في القلب.
كما تم اختطاف عائل ثلاثة أطفال وزوجة يدعى “ماهر محمد مليجي أبوعامر- 42 عامًا”، في 5 مايو، من داخل قسم شرطة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، أثناء إنهائه إجراءات برائته من القضية الملفقة إليه، فيما تنكر إدارة قسم الشرطة تواجده لديها، أثر الاختطاف على أسرته نفسيًا وماديًا، كما يؤثر الأمر أيضًا على صحته، حيث أنه يعاني من أمراض الضغط والسكري، بالإضافة إلى استئصاله الكلى التي تحتاج إلى علاج خاص بشكل دوري.
الأسبوع الثاني من شهر مايو اختطاف 10 مواطنين
وتشير المنظمة إلى أنه في 9 من نفس الشهر اعتقل “أحمد السعيد محمد – 25 عامًا” المقيم بمنطقة المعادي بالقاهرة، وهو في طريقه لمقر عمله، ومع تقديم أسرته العديد من الشكاوى للجهات المسؤولة بالدولة واستمرارها في البحث عنه في أقسام الشرطة، لم يتمكن أحد من معرفة مصيره حتى الآن.
وأضافت “كما اختطف الطبيب الصيدلي “حسام الدين محمد جودة – 24 عامًا” في ذات اليوم من أحد شوارع القاهرة، دون أن يتوصل الأهل إلى ماهية مصيره أو أية تفاصيل تخص واقعة اختطافه”.
وتابع التقرير “بتاريخ 11 مايو الماضي، اختطف الشاب “مجدي عبدالنبي عبدالمجيد – 28 عامًا” بعد مطاردة أمنية استمرت أكثر من عام، وأكدت أسرته للمنظمة أنها تلقت آخر اتصال منه حينما كان بمحافظة الإسكندرية حينما كان مختبئًا من قوات الأمن التي تبحث عنه على ذمة اتهامه في قضية سياسية، ولم تتمكن من التوصل إلى أية معلومة عنه من بعدها.
وأفاد التقرير “قامت قوة أمنية بزيها الرسمي باعتقال الطالبة بكلية الدراسات الإسلامية “أبرار رضا خضر الشحات – 20 عامًا” من شارع المحافظة بمدينة المنصورة التابعة لمحافظة الدقهلية، في 12 من مايو الماضي، وقص شهود عيان على تلك الجريمة لمندوبي المنظمة القول أنهم تفاجئوا بقوة أمنية تقوم باعتقالها رغمًا عنها دون أي مبرر واضح للأمر، فيما وجهت أسرتها شكاوى للنائب العام والمحامي العام ووزير العدل دون مجيب”.
وفي نفس اليوم، 12 مايو وثقت المنظمة اعتقال المواطن “أحمد إسلام أحمد مصطفى عطية– 29 عامًا” من منزله بمنطقة سموحة بالإسكندرية، حيث تم اعتقاله من قبل قوة أمنية من الشرطة والجيش بعد تكسير محتويات المنزل وتهديد أسرته، التي قدمت على إثر تلك الجريمة 12 تليغراف وشكوى مختلفة لم تلقى اهتمام المسؤولين.
كما وثقت اعتقال المواطن “عبده عبدالستار مبارك حسين– 36 عامًا” من منزله بمحافظة قنا هو الآخر في نفس اليوم، بواسطة قوة من جهاز الأمن الوطني المصري، قامت باقتحام منزله وعبثت بمحتوياته بصورة همجية واقتادته لجهه مجهولة.
وتشير المنظمة إلى أن “نفس المصير لاقاه “محمود مصطفى عبدالمنعم الباري– 17 عامًا”، الطالب بالصف الثاني الثانوي، بعد اختطاف الشرطة له أثناء حضوره امتحانه بمدرسة المنهل بالإسكندرية بتاريخ 12 مايو، بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح أمام أعين زملائه، ويعاني الطفل من حساسية على الصدر ما يثير بواعث القلق لدى المنظمة”.
وأضافت “في نفس التوقيت الزمني ونفس المصير المجهول كان للمواطن “محمد منسي محمد حماد– 46 عامًا” المدرس بالثانوية التجارية والعائل لثلاثة أولاد وزوجة منه نصيب، حيث تم اختطافه من منزله بمنوف بواسطة رجال الأمن بع اقتحام منزله بلا أدنى احترام للخصوصيات في منصف الليل، واقتيد لمكان مجهول”، وتقلق المنظمة حول مصيره خاصةً وأنه مريض بمرض السكري.
واختطفت القوات الأمنية مريضًا آخرًا بمرضي الكبد الوبائي والضغط في 13 من نفس الشهر، وهو المواطن “محمد عطية والي – 56 عامًا”، والذي يعود 8 أبناء وزوجة، وذلك من مقر عمله وأمام تلامذته، حيث يعمل كأستاذ دكتور بكلية دارعلوم، بعد حصارهم مبنى الكلية وإطلاقهم الرصاص بشكل عشوائي.
وبتاريخ 14 مايو، وثقت المنظمة اختطاف المواطن “شادي محمود عدوي– 32 عامًا” العائل لطفلين وزوجة، بعد اقتحام قوة من الشرطة المصرية منزله بالوراق، وقامت باقتياده لمكان غير معلوم.
الأسبوع الثالث من شهر مايو اختطف 5 مواطنين وقتل أحدهم
وعلى نفس الوتيرة من القمع الأمني، وثقت المنظمة اختطاف قوات الشرطة “وليد أحمد رجب الزندحي” البالغ من العمر 38 عام من داخل مقر عمله بمعرض للأدوات الصحية الخاص بأسرته بجوار مسجد الفرقان بكرداسة، في 17 مايو 2015، وتخشى أسرة وليد من تعرضه للتعذيب وخصوصا بعد صدور بعض الصفحات التابعة للأمن تتهمته فيها بقتل أمين شرطة بكرداسة.
وأشار التقرير إلى اختطاف المواطن “سعيد محمد الصغير – 52 عامًا”من منزله بالإسكندرية، بواسطة الأمن الوطني بتاريخ 17 مايو، أثر بالطبع مداهمة المنزل بشكل همجي وتكسيره واعتقال العائل الوحيد له على الأسرة المكونة من 6 أبناء وزوجة نفسيًا وماديًا.
وفي اليوم الثالي اعتقل المواطن “سعيد سعيد العكش – 37 عامًا” أثناء مزاولته بعد الأعمال المتعلقة بعمله في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، وأكد شاهد عيان يعمل معه بمحله الخاص للمنظمة أنه تفاجيء باقتحام قوة أمنية للمكان واعتقال السالف ذكره دون سبب واضح.
وبتاريخ 19 مايو، وصل للمنظمة استغاثة تفيد اعتقال الطالب بكلية الهندسة بجامعة عين شمس”إسلام صلاح الدين عطيتو – 22 عامًا” من لجنة الامتحان بكليته على يد قوة أمنية، واقتياده إلى مكان مجهول، وفي اليوم التالي تفاجأت المنظمة بمقتل الطالب بتاريخ 20 مايو.
وأضافت “فيما خرجت وزارة الداخلية لتعلن عن مقتل شاب أثناء تبادل لإطلاق النيران أثناء اختبائه في أحد الأوكار في صحراء التجمع الخامس رغم كونه معتقل قبلها بيوم برفقة الجهات الأمنية، واتهمته بالانتماء لجماعة الإخوان وقتل العقيد وائل طاحون، رغم روايات الداخلية السابقة والمصادر الأمنية التي تحدثت عن أن مقتل ذلك العميد جنائي وليس سياسيًا ما يثير الشك في تناقض تلك الروايات”.
وتابعت “الروايات اختلفت هنا أيضًا لكن شهود العيان من زملاء الطالب بالكلية وأعضاء الاتحاد الذين تقدموا باستقالتهم على إثر تلك الجريمة تفيد بأن الطالب حضر معه الامتحان في 19 مايو وقام الأمن باعتقاله ذلك اليوم بمساعدة العاملين في شئون الطلاب في الكلية، وأكدوا للمنظمة أنهم بحثوا عنه في أقسام الشرطة ولم يتوصلوا لمعلومة عنه لتفاجئوا في اليوم التالي بجثته في الصحراء، تلك الرواية أكدها عميد الكلية بتصريحاته الصحفية عن أن الطالب أدى امتحانه بالفعل في يوم اعتقاله”.
وأضاف التقرير “المصير الكارثي وجده الطالب بكلية طب أسنان جامعة الأزهر “محمد عبدالإله علي – 25 عامًا”، بعد اختطافه في 20 مايو الماضي من مطار الإسكندرية أثناء سفره إلى خارج مصر، وتم إخفاء الطالب عدة أيام، فيما وردت معلومات لأسرته عن تواجده بسجن الحضرة بالإسكندرية تارةً وتارةً أخرى أنه بترحيلات الإسكندرية، فيما لم يتمكنوا بعد من التواصل معه”.
الأسبوع الرابع من شهر مايو اختطاف 5 مواطنين
ويشير التقرير إلى أنه في 22 من الشهر الماضي اعتقل الطالب بكليةالعلوم “أيمن إسماعيل عابدين – 21 عامًا”، دون التوصل أن أية معلومة تخص اعتقاله أو مكان احتجازه، فيما قدمت أسرته بلاغ في مركز شرطة كرداسة برقم 1864 وكذلك بلاغًا إلى النائب العام والمحامي العام ولا يوجد أي رد عليهم حتى الآن.
ووثقت المنظمة اعتقال طالب آخر من داخل الحرم الجامعي أثناء تأديته امتحانه بكلية الزراعة جامعة عين شمس، الطالب المدعو “منصور أشرف أبو منصور – 20 عامًا”، اعتقل في 24 من الشهر الماضي على يد رجال الشرطة المصرية، بعد التعدي عليه بالضرب المبرح أمام زملائه، فيما لم يتم التوصل إلى معلومات عنه.
وبتاريخ 27 مايو اعتقل الأخوين “أنس أحمد مصطفى – 22 عامًا– طالب بالفرقة الثالثة بالجامعة العالمية”، وشقشقه “حمزة أحمد مصطفى– 21 عامًا– طالب بالصف الثالث الثانوي”، من منزليهما بالإسكندرية بواسطة قوة أمنية دون قرار رسمي من النيابة، ورغم وردو أسرته معلومة عن تواجدهم في مديرية أمن الإسكندرية، إلا أنهم لم يتمكنوا من التواصل معهم أو التأكد من صحة هذه المعلومة.
وفي نهاية الشهر الماضي بتاريخ 31 مايو، وثقت المنظمة اعتقال الناشطة السياسية داليا رضوان من منزلها ولم يتعرف أحد على مكان احتجازها حتى الإفراج عنها من قسم شرطة بالإسكندرية بكفالة مالية في الـ 3 من الشهر الجاري.
استمرار اختفاء 13 مواطنًا من شهر مارس، وأبريل
وتشير المنظمة إلى أنه لم تتمكن أسر عدد من ضحايا الاختفاء القسري من التوصل إلى أي معلومات عنهم بعد أكثر من شهر على اختطافهم، فالمواطن “خالد أحمد صديق حسن – 34 عامًا”، العائل لثلاثة أطفال حيث اختطف من محل عمله بمدينة السلام2 في 24 من مارس الماضي بعد التعدي عليه بالضرب بواسطة الأمن الوطني ومن ثم اعتقاله دون قرار من جهة أمنية أو قضائية، ولم تتمكن أسرته من التوصل عن جديد عنه من حينها، فيما يتأثر وضعها الاقتصادي لكونه العائل الوحيد للأسرة.
ومنهم كذلك طالب كلية هندسة جامعة القاهرة “محمد مجدي عبدالله – 20 عامًا”، الذي اختطف بتاريخ 18 أبريل الماضي وهو في طريقه إلى منزله بالعريش، ولم تتحرك من حينها السلطات التي قدمت إليها شكاوى بشأن اختطافه للبحث عنه، حيث تقدمت أسرته بشكاوى لرئاسة الجمهورية ولوزير التعليم العالي.
وكذلك الطالب “محمد عبده الرفاعي محمد – 19 عامًا”، والذي اختطف من مدرسته التجارية بمدينة دمياط الشهابية، بعد قيام مدير مدرسته بتسليمه للشرطة على مرأى ومسمع من جميع زملائه بالمدرسة، ولم تتثنى الأسرة من التوصل إلى مكانه منذ اختطافه في 21 أبريل من الشهر الماضي، رغم تقديمها تلغراف للنائب العام برقم 009576.
وفي نفس اليوم اعتقلت قوة أمنية المواطن “هشام محمد عبداللطيف محمد – 29 عامًا”، من مستشفى السيد جلال بدار الشعرية، دونما يتم التعرف على مكان تواجده حتى اللحظة، فيما تؤكد أسرته للمنظمة تقديمها العديد من الشكاوى بينها شكوى لوزير العدل ولم يتم الاستجابة لأي منها.
كما لا يزال المواطن “فرحات فؤاد الديب – 56 عامًا” رهن الاختفاء القسري منذ اختطافه من منزله في 22 من أبريل من الشهر الماضي، وأوضحت أسرته لمندوبي المنظمة قيام قوة من الأمن الوطني باقتحام المنزل وتكسير محتوياته مساء ذلك اليوم، في انتهاك صارخ لحق المواطن وزوجته وأولاده الخمسة في التمتع بحريتهم والأمان الشخصي على أنفسهم، وقامت القوة كذلك باعتقال موجة التربية والتعليم بمحافظة كفر الشيخ المصرية، دون قرار رسمي من النيابة والجهات القضائية بالاعتقال، وما يزيد من قلق المنظمة إزاء تلك الحالة هو إصابة المواطن بمرض السكري، واحتمالية إصابته بغيوبية قد تودي بحياته لعدم تمكنه من أخذ الدواء المناسب.
وكذلك طالب الثانوية العامة “عمار فرحات فؤاد الديب – 18 عامًا”المختفي منذ 22 أبريل الماضي، بعد اختطافه من منزله بكفر الشيخ بواسطة قوة أمنية ملثمة أمام إخوته ووالدته.
بالإضافة إلى المصور الصحفي “إسلام جمعة عبدالهادي الدسوقي – 28 عامًا” الذي اختطفته قوات الأمن من منزله الموجود بمنطقة فيصل بالجيزة في 23 من أبريل من العام الجاري أمام طفليه وزوجته، كما تم التعدي عليه بالضرب المبرح إبان اعتقاله، وذلك دون قرارٍ رسمي صادرٍ من أي جهة قضائية بالاعتقال، فيما لم تتوصل زوجته أو محاميه من مكان احتجازه منذ ذلك اليوم، وقاموا بتقديم عدة شكاوى للنائب العام والمحامي العام المصري، دونما يتم إجلاء مصيره حتى الآن، ما يدعو لقلق المنظمة إذ أن المصور مريض بالكلى والضغط العالي، كما أنه أجرى عملية بالقلب من فترة ما يتطلب ظروف صحية مناسبة.
وأيضًا الطبيب البيطري “صلاح عطية الفقي – 55 عامًا”، المختطف من 23 أبريل الماضي بعد اقتحام منزله بكفر الشيخ وتكسير محتوياته بواسطة قوة أمنية من الشرطة دون إذن أو تصريح من الجهات القضائية، وتعبر المنظمة عن قلقلها إزاءه لمعاناة المواطن من الضغط والسكر ومشاكل في الهضم.
وكذا الحال بالنسبة لأسرة “محمد الخضري سعد الدين رضوان – 48 عامًا”، الأستاذ بكلية طب الأسنان جامعة المنصورة ورئيس الجامعة المصرية الحديثة لطب الأسنان، التي لم تتوصل إلى أي معلومة عن مكان تواجده منذ اختطافه من أحد شوارع منطقة الزهور بالمحافظة بورسعيد في 24 من أبريل الماضي، رغم تقديم الأسرة بلاغات للنائب العام برقم 00249107 وآخر للمحامي العام برقم 00246106 وثالث لنقابة الأطباء وكذلك وزير العدل بالحكومة المصرية الذين تجاهلوا الأمر كليةً، حيث أوردت أسرته للمنظمة القول: “صديق ولديه رأى الحادث كاملًا، وقص لنا أنه تم اختطافه أثناء العودة من العمل من قبل مجموعة من الداخلية بزي مدني التابعين لقسم الزهور، حيث أوقفو سيارته أثناء سيره للعودة إلى منزله ووكانوا يركبون دراجة بخارية، أطلقوا النيران عليه لإيقاف السيارة، ومن ثم اعتقلوه”.
وتعتبر منظمة هيومن رايتس مونيتور صمت الجهات القضائية المصرية عن جرائم الإخفاء القسري للمواطنين تستر على تلك الجرائم المستوجبة للمسائلة، فالنائب العام المصري تجاهل نداءات أسرة الطالب “أحمد سعد سعد شولح– 22 عامًا” بالتعرف على مصير نجلهم، حيث كانت الأسرة قدمت بلاغ برقم 1923058 للنائب العام، أفادت فيه اعتقال الطالب بالفرقة الرابعة كلية خدمة اجتماعية بجامعة بورسعيد، مع مجموعة من زملائه في 26 من أبريلنيسان الماضي من منزل أحد أقربائه بمدينة دمياط دون قرار من النيابة، وأوضحت الأسرة في تصريحاتها للمنظمة أن زملائه الذين اختطفوا معه ظهروا بعد يوم من الإخفاء مشيرين إلى تعرض الطالب إلى التعذيب والضرب المبرح، ما يقلق المنظمة حول حالة الطالب الصحية التي آلت إليها نتيجة التعذيب والإخفاء.
وتواصلت المنظمة كذلك مع أسرة الضحية “أحمد شعبان سليمان علي – 24 عامًا” الذي اختطف في 27 أبريل الماضي، دونما تتوصل الأسرة إلى أي شهود عيان على واقعة اختطافه كما لم يصلهم أي تفاصيل عن مكان احتجازه، مؤكدين في تصريحاتهم للمنظمة أن طالب بكالوريوس الهندسة كان مطارد أمنيًا قبل عام بسبب انتمائه السياسي، وأوضحت الأسرة أنها قدمت عدة شكاوى للنائب العام والمحامي العام المصري إلا أنه لا تحرك جدي حتى الآن للكشف عن مصير الطالب.
وأضاف التقرير “محمد موسى شحات عبدالعليم – 48 عامًا” العائل لزوجة و3 أبناء هو أيضًا ضحية لعمليات الإخفاء القسري الممنهجة التي تقوم بها الجهزة الأمنية المصرية، حيث وصلت استغاثة إنسانية من أسرته تفيد اعتقاله في 28 من أبريل من مدينة إسنا بمحافظة الأقصر على يد قوات الشرطة، مؤكدةً أنه ظهر وعرض على نيابة إسنا بعد يومين من اختفائه عقب تقديمهم بلاغات للنائب العام والمحامي العام، وكان معه 5 آخرين اعتقلوا معه، وقيدوا جميعًا في المحضر رقم 2681 لسنة 2015 إداري إسنا بتهم حيازة منشورات والاعتداء على منشآت الدولة، وأردفت الأسرة أنه أخفي وزملائه مرة آخرى عقب عرض النيابة، مؤكدين أنه وجدت آثار تعذيب على أجسادهم أثناء العرض على النيابة.
وأيضًا “أحمد شعبان سليمان علي– 24 عامًا”، طالب هندسة الأزهر، الذي اختطف في 27 من أبريل ولم تتثني أسرته من التوصل إلى أي معلومة عنه رغم تقديم شكاوى للنائب العام والمحامي العام، إلا أنها أكدت أنه مطارد أمنيًا منذ أكثر من عام سبب انتمائه السياسي
وتؤكد المنظمة أن جرائم الاختفاء القسري التي ترتكب في مصر جميعها مخالف للاتفاقيات الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري والتي صدقتها الجمعية العامة للأمم المتحددة برقم 61 177 في ديسمبر من العام 2006 والتي تستند إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وإلى العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وذلك طبقًا للمواد 1،2،3، 4، 5، 6 والتي تجرم تعرض أي شخص للاختفاء القسري وتوجب على الدولة اتخاذ التدابير اللازمة لتحمل المسؤولية الجنائية في ذلك.