تفاعلات داخلية تدور بشكل سريع داخل جماعة الإخوان المسلمين، ظهرت جليًا في 3 بيانات صحفية في أقل من 24 ساعة، يتخللها ردود متبادلة هو الهيكل الإداري للجماعة.
مش هانرجع ورا
كانت البداية، في بيان محمد منتصر المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين، الذي ثمن الموقف الذي اتخذه 150 عالم من 35 دولة على مستوى العالم بإصدار بيان يعلن الحكم الشرعي في انقلاب السيسي ومن معه.
وقال منتصر، عبر حسابه الرسمي على موقع التدوين المصغر تويتر “هذا هو ديننا وهؤلاء هم علماؤنا”، إلا أنه اختتم تغريداته بوسم “#مش_هانرجع_ورا”، الذي أشعل ردود أفعال متباينة عبر تويتر.
عزت مرشد الإخوان
وقال القيادي في الإخوان المسلمين، محمود حسين، إن “الجماعة تعمل بأجهزتها ومؤسساتها وفقًا للوائحها وبأعضاء مكتب الإرشاد، ودعمت عملها بعدد من المعاونين وفقًا لهذه اللوائح ولقرارات مؤسساتها”، على حد تعبيره.
وأضاف حسين، في بيان صحفي على صفحته بموقع “فيس بوك”، أن الدكتور محمود عزت نائب المرشد “وفقًا للائحة يقوم بمهام المرشد العام إلى أن يفرج الله عنه وأن مكتب الارشاد هو الذي يدير عمل الجماعة والتي أكدت على ثوابتها وأنه لا تفاوض مع القتلة ولا تنازل عن الشرعية وضرورة القصاص من القتلة”.
واختتم قوله بالآية القرآانية “واعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا”، صدق الله العظيم.
بديع هو المرشد
بعدها بساعات، أصدر محمد منتصر، المتحدث باسم الإخوان المسلمين، بيانًا قال فيه إن الجماعة حسمت قرار التمسك بالنهج الثوري بعد استطلاع رأي قواعدها، وأن “الخيار الثوري بشكله المعروف وبكل آلياته خيار استراتيجي لا تراجع عنه”، مشيرة إلى أنها أجرت انتخاباتها الداخلية بعلم جميع أعضاء مجلس الشورى ومكتب الإرشاد دون إستثناء.
وأضافت الجماعة، في بيان لها منذ قليل، أن “البيان الذي أصدره 150 عالم من علماء الأمة وما سبقه من فتاوى شرعية بأن مقاومة الظلم هو واجب شرعي، هو أحد المنطلقات الرئيسية التي أكدت صحة مسار الجماعة في كفاحها ضد الظلم والاستبداد والانقلاب”.
وأوضحت أنها تمرت “بظروف عصيبة منذ الانقلاب الدموي الغاشم على الرئيس الشرعي، وهو ما دفع الجماعة إلى تطوير هياكلها وآليات عملها للتناسب مع العمل الثوري للقضاء على الانقلاب”.
وأشارت إلى أنها أجرت “انتخابات داخلية في فبراير 2014 وقامت بانتخاب لجنة لإدارة الأزمة، مارست مهامها وقادت صمود الجماعة ضد الآليات العسكرية حتى الآن، وكانت نتيجة هذه الانتخابات استمرار الأستاذ الدكتور محمد بديع في منصب المرشد العام للجماعة وتعيين رئيس للجنة إدارة الأزمة وتعيين أمين عام للجماعة لتسسير أمورها”.
وتابعت الجماعة في بيانها، أنه تم “انتخاب مكتب إداري لإدارة شؤون الإخوان في الخارج برئاسة الدكتور أحمد عبد الرحمن، وقامت الجماعة بتصعيد قيادات شابة في هياكلها ولجان عملها الثورية ليتصدروا إدارة العمل الميداني للجماعة، مواكبة للروح الثورية، واعتمادا على حماسة وقوة الشباب وقدراتهم الميدانية المتقدمة”.
وأكدت الجماعة، أنها أجرت تلك الانتخابات -برغم الملاحقات الأمنية- بمشاركة وعلم جميع أعضاء مكتب الإرشاد ومجلس الشورى العام للجماعة دون استبعاد أحد، إلتزامًا باللوائح المنظمة لعمل الجماعة ومؤسسية اتخاذ القرار، والعمل على بناء جسم وتشكيل ثوري قوي للجماعة لتحقيق الهدف.
وقالت إن مؤسسات الجماعة التي انتخبتها قواعدها في فبراير العام الماضي تدير شؤونها، وأن المتحدث باسم الجماعة ونوافذها الرسمية فقط هم الذين يعبرون عن الجماعة ورأيها.
وشددت جماعة الإخوان على أن “قيادتها وشبابها بجميع صفوفها تلتف حول هدف واحد وهو الثورة ضد الظلم وكسر الانقلاب واستعادة الشرعية والقصاص للشهداء، وإعادة بناء المجتمع المصري على أسس سليمة حضارية”.
وتفاعل عدد كبير من المغردون على موقع التدوين “تويتر”، مع الهاشتاج الذي اطلقه منتصر “#مش_هانرجع_ورا“، حيث قال خالد المصري، إن ” بدأت المعركه من بعد الانقلاب العسكري وتذمز الشباب داخل جماعه الاخوان المسلمين”.
وأضاف أن “ضغط الشباب والصف الثوري بالجماعة دفع الجماعة لإجراء انتخابات هيكلية جديدة للداخل والخارج”، متابعًا ” المكتب الجديد كان له رؤيه تختلف عن رؤيه المكتب القديم الأكثر إصلاحًا”.
وأوضح المصري، أن ” المكتب القديم رفض تسليم الصلاحيات للمكتب الجديد خوفا من تهوره”، مشيرًا إلى أم “الصراع بدأ في الداخل والخارج وما زال بين هذا وذاك … صراع بين الاصلاحيين والثوريين داخل الجماعة”.
واختتم تغريداته “أما أن تكون بداية جديدة ومختلفة لجماعة الإخوان المسلمين … ولآما نهاية لها”.
وفيما قال محمد شطا، إن “الأرض لمن عليها مضحيًا، الأرض لمن يحكمها ليس لمن يتحدث عنها، الأرض لنا”، على حد تعبيره
وكتب أحمد موافي “كنت بقالي فترة بفكر أسيب الإخوان وأشوف أي جماعة تانية تعالج قصورها كنت محتار ومش لاقي، بس البيان جدد الأمل”.
وأوضح الإعلامي عبدالله الماحي مقدم برامج في قناة “الثورة”، أن جماعة الإخوان المسلمين تمر بأصعب فترة في تاريخها ، وقال رمزي عمارة، إن “الأمة الإسلامية وفي القلب منها الاخوان في مرحلة جديدة مبشرة بإذن الله تعالي”.