جاء إعلان المبادئ لسد النهضة الأثيوبى فى توقيت مهم لإزالة حالة القلق والتوتر التى خيمت على العلاقات المصرية ـ الأثيوبيه نتيجة للاختلافات حول سد النهضة ، ويؤسس الإعلان لأول مرة لمرحلة جديدة من التعاون والتنسيق فيما يتعلق بتشغيل السدود .
إن تأمل التحركات الدبلوماسية الحثيثة قبل وفى أثناء وعشية إعلان مبادئ سد النهضة يكشف عن نشاط ملحوظ لتفعيل دائرة حوض النيل ضمن دوائر السياسة الخارجية المصرية لدرجة أن الحركة الرئاسية أصبحت تفوق سرعتها وتواترها حركه المؤسسات الأخرى.
وتتجلى دبلوماسية المياه كذلك فى الزيارات التاريخية التى قام بها الرئيس المصرى لدولة أثيوبيا فى اليوم التالى للتوقيع على إعلان المبادئ فى البرلمان الأثيوبى وخطابه الذى وجهه للشعب الأثيوبى وتصريحه بالغ الدقة والدلالة حيث جاء تصريح الرئيس عبدالفتاح السيسى “إن توقيع إعلان المبادئ لسد النهضة الأثيوبى هو أولى خطوات طريق التفاهم والتقارب بين مصر والسودان وأثيوبيا”.
كانت هذه القرارات السابقة مقتطفات من مقاله لأحد أساتذة الجامعات لكلية من كليات القمة والتى التحقت بها أثناء معتقلى التى أدرجها ضمن مقرر دراسة مفاوضات نهر النيل وأزمة سد النهضة الاثيوبى.
هنا لفت انتباهى كما تلاحظون اقتحام وصلة من المديح المبالغ فيه للسيد الرئيس وتحركاته ودقة تصريحاته دون داع حقيقى لذلك ولكن تفهمتها فى اطار سلو بلدنا العزيزة مصر ولكنى كنت أتمنى أن يخرج أساتذة الجامعات عن هذا النهج المبتذل لكن المهم أنى أود مناقشة نقتطين هامتين النقطة الأولى .متعلقه بمضمون المقالة والتعليق عليها سأحاول إجمالها وإيجازيها سريعا حتى لا أرهق القارئ وهى تتأسس أولا على الهدف من إنشاء سد النهضة الذى أثبت بعد دراسات مستفيضة فنية واقتصادية هو الهيمنة على الهيدروبوليتيكية (المائية_السياسية) على حوض النيل وبالتالى تضييق الخناق على مصر ومحاصرتها اقتصاديا وهذا الكلام وفقا لمعادلة اوردها لاحقا .وهذة النزعة العدائية لأثيوبيا تجاة مصر داعمها التحريض ( الصهيو_امريكى).
فسد النهضه نتاج دراسات أجراها لأثيوبيا مكتب الاستصلاح الزراعى الأمريكى ١٩٦٤ ولكنه كان بسعة تخزينية أقصاها ١٧ مليار متر مكعب قامت أثيوبيا مؤخرا بعمل تعديل وصفه الخبراء الأثيوبيين انفسهم بأنه غير مبرر ومكلف جدا لزيادة السعة التخزينية ٧٤ مليار متى مكعب وهو هذا الخطر المحدق بمصر حين ملئ الخزان وأثناء التشغيل هذا التحرك السافر الذى يهدد الامن القومى المصرى وينتهك مبدأين أساسين من القواعد الدولية لإدارة الأنهار الدوليه وهما :
*حسن الجوار وعدم الحاق الضرر بالدول الاخرى
*الاخطار المسبق وهنا اهم كروت اللعب الاساسية التى يمتلكها المفاوض المصرى والتى تلقى قبول واقناع المجتمع الدولى ونقطة قوة فى صالح مصر هذا الاعلان للمبادئ يمثل اعتراف صريح بالمشروع وبالتالى ويرفع عن أثيوبيا الحرج لانتهاك قاعدة (الإخطار المسبق) وبالتالى يهدر كروت اللعبة التفاوضية.
إذن أقل ما يوصف به هذا الاعلان من وجهه نظرى التفريط المتعمد فى قضية من قضايا الأمن القومى المصري، العجيب أن المقالة قد أوردت هذة السلبيات والمخاطر ولكن بشكل هامشى وسرعان مابدد الاستاذ تلك المخاوف بدون رد مقنع يشفى صدور المتخصصين والمهتمين بهذا الشأن واللذين أوردوا تلك المخاوف.
والأمر الآخر الذى كتبت لأجله هذه المقالة هو ملمح التسيس السائد فى مناهج التعليم وهذا الانحياز فى الطرح حيث صادفت خلال مطالعتى لمعظم المنهج كلمة بفضل ثورة ٣٠ يونيو المجيدة والحديث بإسراف عن التحول الهائل الذى أحدثته على كل المستويات الداخلية والإقليمية والدولية لماذا هذا الكم من النفاق والتزلف ولماذا نقحم الأمور الخلافية فى مناهج الدراسة بهذا التحيز المثير للسخط حيث أنه فى الواقع كل هذا فى غير محله فما زادت الامور بعد ٣٠ يونيو إلا خرابا ووبالا وكأنه جاء ليحرق مصر لا لينقذها كما يدعى فأين مشروع قناة السويس أين الأمن والاستقرار، الأموال التى ستسقط علينا من السماء أين ….أين
ولماذا هذا المسلسل المتكرر بسخف من التطبيل والتزمير ثم العودة مرة آخرى إلى منصات ادعاء البطولة وأصوات المعارضة وما نباح مطبلين الرئيس الأمس معارضين اليوم منكم ببعيد والسؤال الذى يعنينى الآن هل أنا مضطر ان اكتب رأى الاستاذ الذى أخالفه فى مديح نظام أنا احد ضحاياه وغيرى من الشباب المعروف بوطنيتهم الموجوديين الآن رهن الاعتقال هل أنا مضطر لأن اكتب رأيه فى ورقه الأمتحان حتى أحصل على درجه النجاح ؟؟؟!!!