قبل عشرة أيام فقط من الموعد المقرر لبدء تسليم أولى وحداته السكنية للمواطنين، أقر الجيش المصري بفشل مشروع إنشاء مليون وحدة سكنية، بالتعاون مع شركة “أرابتك” الإماراتية، وهو المشروع الذي قدمه السيسي إلى الشعب المصري، عندما كان وزيرا للدفاع.
وكان السيسي وعد الشباب المصري بإنشاء مليون وحدة سكنية، خلال خمس سنوات، وتعهد بتوزيعها على محدودي الدخل بتيسيرات كبيرة.
وأعلن اللواء كامل الوزير رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، توقف المشروع مؤقتا، وعدم جاهزية 200 وحدة كدفعة أولى كان من المقرر تسليمها يوم 10 من الشهر الماضي.
وعاد الحديث اليوم الأحد، حول مصير المشروع مجددا، حيث نقلت مصادر عن مسؤولين في وزارة الإسكان تأكيدها انسحاب شركة “أرابتك” الإماراتية من مشروع المليون وحدة سكنية، وتراجعها عن تنفيذه بسبب ما أسمته بالخلافات حول تفاصيل المشروع، خاصة المتعلقة بالتمويل البالغ 280 مليار جنيه (77.3 مليون دولار) حسب تقديرات سابقة للشركة.
وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، مصطفى مدبولي، نفى هذه الأنباء بشكلق قاطع، وقال إن شركة “أرابتك” الإماراتية أخطرت الوزارة بعزمها وتصميمها على تنفيذ مشروع “المليون وحدة سكنية”، وطالبت بمنحها مهلة لترتيب البيت من الداخل بالشركة، بعد تغيير مجلس إدارتها للمرة الثانية.
وفي تطور لاحق قال مسؤول في شركة “أرابتك” للمقاولات الإماراتية، التي تتفاوض معها الحكومة لتنفيذ المشروع، اليوم الأحد، إن شركته لم تتلق أي مخاطبة رسمية من الحكومة المصرية بشأن توقف مشروع إقامة مليون وحدة سكنية في مصر، في حين يقول مسؤولون مصريون إن الشركة طلبت مهلة لترتيب البيت الداخلي لها قبل البدء في تنفيذ المشروع.
وكانت صحيفة المال ذكرت اليوم، أن التفاوض مع الشركة الإماراتية توقف نهائيا، وذلك نقلا عن مصدر مسؤول في وزارة الإسكان، وذلك لعدم اتخاذ الشركة خطوات فعلية وجادة لتنفيذ المشروع.
وأوضح مسؤول الشركة الإماراتية، أن مرحلة المفاوضات انتهت بالفعل مع إعلان موافقة الحكومة على المرحلة الأولى من المشروع خلال شهر أبريل الماضي، وفق الشروط المتفق عليها بين الطرفين، مشيرا إلى أن الشركة لا تزال حتى الآن في انتظار إتمام التوقيع النهائي للبدء في المشروع.
وبالإضافة إلى الخلافات بين الشركة والحكومة حول مصادر تمويل المشروع، إلا أن هناك تطورات أخرى قد تعرقل تنفيذ المشروع، منها الوضع المالي لشركة أرابتك، حيث تتعرض لخسائر في مركزها المالي خلال الفترة الماضية.
وحسب البيانات فقد سجلت شركة “أرابتك القابضة” أكبر شركة مقاولات في إمارة دبي، خسائر قدرها 279.8 مليون درهم (6.1 فلس/للسهم) بنهاية الربع الأول 2015، مقارنة بأرباح قدرها 137.9 مليون درهم تم تحقيقها خلال نفس الفترة من عام 2014.
وقالت الشركة، الأسبوع الماضي، إن ربحية مشاريعها، تتعرض لضغوط قوية جراء ارتفاع التكاليف، في ظل الضغوطات المستمرة على عائدات المطالبات، وأوامر التغيير من المطورين العقاريين.
وحصلت أرابتك الشهر الماضي على موافقة مجلس الوزراء المصري على تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع المؤلفة من 100 ألف وحدة سكنية، في مدينتي العبور وبدر في مصر.
رضا حجاج، أستاذ التخطيط العمراني والبنية الأساسية بجامعة القاهرة، قال إن مشروع المليون وحدة سكنية جرى منحه للشركة الإماراتية “أرابتك” مجانا من البداية، وإن البنك المركزي المصري هو من كان سيتولى التمويل، بهامش ربح 7.5% لأرابتك.
وقال حجاج، في تصريحات لـ”رصد”، إن هناك فشلا في التخطيط للمشروع من بدايته، حيث إنه نظرا لارتفاع الكلفة لشريحة الشباب مقابل صغر المساحة، التي قيل في وقت سابق إنها قد تصل لـ40 مترا، في حين أن غالبية الوحدات الموجود حاليا على مستوى مصر خاوية.
وأوضح حجاج أن القاهرة لوحدها تحتوي على 5 ملايين ونصوف المليون وحدة خاوية بلا سكن وعلى مستوى مصر كاملة هناك 8.3 مليون وحدة بلا شاغل يكفوا لتغطية الطلب حتى عام 2040.