اختلف خبراء وسياسيون حول دور الإمارات في التفجيرات التي شهدها مسجد القطيف بالمملكة العربية السعودية، والتي راح ضحيتها العشرات من السعوديين، ففي الوقت الذي استبعد فيه خبراء أن تكون للإمارات أي دور في هذه التفجيرات، أكد آخرون أنه ليس من المستبعد أن تكون الإمارات شريكًا ضالعًا في هذه التفجيرات، في ظل التوترات التي تشهدها البلدين، وسعي السعودية لتكوين تحالف سني لموجهة التمدد الشيعي.
وكشفت مصادر أمنية مصرية – بحسب بعض وسائل الإعلام السعودية – تفاصيل مثيرة ومهمة تذكر للمرة الأولى عن الهجوم الذي تشنه وسائل إعلام مصرية ضد الحكام الجدد للمملكة العربية السعودية، مؤكدة وقوف دولة الإمارات ضد هذا الهجوم، الذي وصل درجة غير معهودة خلال الأيام الفائتة.
دحلان كلمة السر
وقالت المصادر إن الفلسطيني المفصول من حركة فتح، محمد دحلان، الذي يعمل مستشارًا أمنيًا لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، يتواجد حاليًا في القاهرة لإدارة الهجوم ضد السعودية، والعمل على تفعيله من وراء ستار، بتنسيق سرّي مع جهاز المخابرات المصرية، وبمباركة قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي.
وأضافت أن دحلان التقى بالفعل مدير المخابرات المصرية، خالد فوزي، وكبار المسؤولين الأمنيين، بحضور رؤساء ومديري القنوات الفضائية المصرية الممولة إماراتيًا، من أجل تركيز الهجوم على الرياض.
وقال أحد المصادر إن أبو ظبي تستخدم الإعلام المصري الذي تموله ضد الرياض، لقناعتها بأن الحكام الجدد للمملكة العربية يعملون خارج أجنداتها وحساباتها في المنطقة.
وأضاف: ” لدى محمد بن زايد قلق من تقارب العلاقة بين السعودية وحركة حماس” .
وقال مصدر آخر إن أبو ظبي أوفدت دحلان إلى القاهرة لأنه يعتبر همزة الوصل بين جماعة السيسي وأبناء زايد.
ويرتبط محمد دحلان بشبكة علاقات قوية مع العديد من الإعلاميين المصريين وملاك الصحف والقنوات الفضائية الخاصة.
وكان السفير السعودي في مصر أحمد قطان قد أعلن قبل أيام عن غضب المملكة من تطاول بعض الإعلاميين المصريين عليها، وأنه قدم احتجاجا رسميا للرئاسة المصرية، وأن الأخيرة مهتمة بالأمر.
الإمارات المستفيد الأكبر
ومن جانبه أكد الكاتب الصحفي أسامة عبد الرحيم أن الدور الذي تلعبه الإمارات في المنطقة العربية يتقاطع مع مصالح السعودية بعد تولي سلمان، ويتوازى مع مصالح ايران.
وأضاف أسامة في تصريح لـ”رصد” :” رأينا ذلك في اليمن حيث كانت الإمارات السند والداعم الرئيس للمخلوع صالح ولازالت تدعم ميلشياته الى الأن، كما لعبت الامارات وسيطا لإيران في عدة ملفات في المنطقة، ولا ينكر دور الامارات في تفجير القطيف إلا أعمى سياسياً، وذلك يأتي ردا على سياسة عض الأصابع التي قام بها الملك سلمان فور توليه، والإطاحة بكل رجال دبي من القصر السعودي وعلى رأسهم التويجري، فتش عن المستفيد ستجد الامارات في المقدمة”.
الخوف من النفوذ السعودي
واختلف معه في الرأي الباحث في الشؤون الدولية، أبو بكر أبو المجد قائلاً: “إنه لا شك أن الإمارات بينها الآن والسعودية خلافات جذرية خاصة في الملف السوري والتوجه نحو تركيا أو التحالف السني الذي تسعى السعودية لتكوينه لمجباهة النفوذ الإيراني”.
وأضاف في تصريح لـ”رصد” أنه لا شك أيضًا أن إيران قريبة لقلب وعقل الأسرة الحاكمة في الإمارات وبينهما تقارب كبير ومصالح مشتركة.
وأوضح أنه من الصعب أن تتورط الإمارات بشئ كهذا، فالسعودية ليست بالدولة الصغيرة حتى تتخذ قيادات إماراتية قرارا باللعب بأمن المملكة خاصة وأن المملكة السعودية لديها أوراق من شأنها إشعال الإمارات.
وأشار بكر ردًا علي الدور الإماراتي في تركيا، أن اللعب ضد مصالح العدالة والتنمية شئ واللعب ضد السعودية شئ آخر، فاللعب مع المعارضة التركية مبارك من قبل كل القوى الغربية
وحتى العملاء في بلاد الشرق والعرب، ولكن اللعب ضد السعودية غير مرحب به بالمرة على الأقل في هذا الوقت.
خلية سابقة لـ”تنظيم الدولة”
وكانت السعودية قد كشفت في وقت سابق عن عن تفكيك إحدى أكبر الخلايا التابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، المعروف باسم “داعش”، وتوقيف 93 شخصاً، بينهم امرأة وعدد من الأجانب، كانوا يخططون لتنفيذ هجمات ضد مجمعات سكنية ومصالح أجنبية في المملكة.
وقال المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية إن الأجهزة الأمنية تمكنت من “الكشف المبكر عن أنشطة إرهابية في عدة مناطق من المملكة، يقوم بها عناصر من الفئة الضالة”، لافتاً إلى أن تلك الأنشطة “بلغت مراحل متقدمة في التحضير لتنفيذ أهدافها”، وتم “إحباط مخططاتهم الإجرامية قبل تمكنهم من تنفيذها.”
ولفت المتحدث، بحسب بيان أذاعه التلفزيون السعودي الثلاثاء، إلى أنه تم مطلع العام الجاري، القبض على “خلية إرهابية”، تطلق على نفسها اسم “جند بلاد الحرمين”، تنتمي لتنظيم “داعش”، ومكونة من 15 شخصاً، جميعهم سعوديون، ويتزعمهم شخص متخصص في صناعة العبوات المتفجرة.