وصف سياسيون، قرار رئيس البرلمان الفيدرالي الألماني نوربرت لامرت إلغاءه اللقاء الذي كان مقررًا مع عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب، خلال زيارة الأخير المنتظرة لألمانيا الشهر المقبل، بأنه صفعة جديدة لنظام السيسي.
الدكتور ثروت نافع، البرلماني السابق، وصف قرار البرلمان الألماني بأنه صفعة جديدة لنظام الانقلاب، معتبرًا أن البرلمانات في العالم الحر هي مؤسسات معبرة عن شعوب وتقدم مسألة الحريات وحقوق الإنسان علي المصالح المشتركة.
وأضاف نافع، في تصريحات لشبكة “رصد” الإخبارية، أنه لم يعد ممكنًا للمجتمع الدولي أن يتوارى من خجل أمام ما يقترفه النظام العسكري في مصر من إهدار لمفهوم العدالة وحقوق الإنسان، فيصيح ضمير الشعوب متمثلًا في برلمانات ومنظمات حقوقية محلية ودولية منتقدًا هذا النظام.
وتابع أنه يعتقد أن الدعم الغربي والذي بدأ غير معلنًا لنظام السيسي في بداياته ثم تعامل معه أما بتآمر أو بمفهوم الأمر الواقع عاد مرة أخرى للتراجع العلني عن دعمه بعد أن تورط في صورة انعكست بسلبية كبيرة أمام شعوبهم.
وأشار نافع، إلى أن كل قياسات الرأي لدي المجتمع الدولي تتنبأ بأن نظام الانقلاب في مصر يفقد شعبيته الزائفة والتي روجها للعالم الخارجي من خلال فزاعة الإسلاميين وأن الشعب المصري كسر حاجز الخوف في يناير ٢٠١١ ولم يعد يقبل بديكتاتورية عسكرية في زي مدني كما أراد العسكر.
وأكد أنها رسالة تخلي عن الدعم غير المشروط للنظام، وكذلك اعتراض على إحراج هذه الدول أمام شعوبها، مما يفقد النظام الانقلابي مشروعية زائفة اكتسبها من الدعم الخارجي له ويؤكد علي انه نظام لثورة مضادة لثورة القيم والحريات والديمقراطية في يناير.
وقال الدكتور أحمد رامي، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، إنه رغم كون قرار البرلماني الألماني بعدم لقاء السيسي خطوة فى الطريق الصحيح، إلا أنه من الواجب تجاه ما ترفعه ألمانيا من شعارات الحرية والديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان، الامتناع عن استقبال قائد الانقلاب.
وأضاف رامي، في تصريحات لشبكة “رصد” الاخبارية، أنه “من اليقين إذا لم تلغى تلك الزيارة سيتم فى مرات قادمة إلغاء زيارات السيسي، لأن العالم لا يستطيع تحمل تبعات الجنون الذى يمارسها جنرال الدم الذى يتوقع أن يمتد أثره المدمر إلى خارج حدود مصر، ما لم يتحمل العالم مسؤوليته الأخلاقية لمنعه عن أفعاله”، على حد قوله.
وأشار إلى أن القرار يؤدي إلى مزيد من العزلة الدولية للسيسي، معتبرًا ما تم جاء على إثر تواصل تجمع البرلمانيين السابقين في تركيا مع أكثر من 20 برلمان دوليًا، بالإضافة لرؤساء دول وحكومات وكانت تفاعلهم إيجابيًا، بما يعنى تضيق الخناق على نظام السيسي عما هو ضيق في الأساس.
وتابع رامي أن السيسي أصبح عبئًا ليس على مصر وشعبها بل على العالم الحر الذى حتما مع صمود وتضحيات المتظاهرين فى مصر، متوقعًا أن ينحاز يومًا للقيم والمثل الإنسانية ليس وفاء لمبادئ فقط ولكن لخطورة تبعات التنصل من تلك المبادئ والقيم على مصر والمنطقة والعالم.
من جانبه، اعتبر الدكتور سعيد اللاوندي، المتخصص في الشؤون الدولية بمركز الأهرام للدرسات السياسية والاستراتيجية، إعلان البرلمان الألماني إلغاء لقاء السيسي خلال زيارته لألمانيا، ليس معنيًا به قائد الانقلاب، لأنه مدعو من جانب أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية.
وقال اللاوندي، في تصريحات لشبكة “رصد” الإخبارية، إن قرار البرلماني الألماني وربطه بالأوضاع الداخلية في مصر، يعد تدخلًا في الشؤون الداخلية للبلاد.
وأضاف اللاوندي، أن ألمانيا لن تفلح في الضغط على القاهرة والتضييق عليها دوليًا، نظرًا للعلاقات العسكرية والتجارية بين النظام العسكري في مصر ودولًا أوربية أخرى، على رأسها فرنسا التي أجرت صفقة طائرات “رافال” في الفترة الأخيرة، وكذلك روسيا، والصين وأثيوبيا.
كان البرلمان الألماني أصدر الثلاثاء، بيانا أفاد أنه بعث خطابًا إلى السفارة المصرية في برلين، يشير إلى أن “لامرت قرر إلغاء اللقاء مع السيسي، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، خاص بعد قرار الإعدام الصادر السبت الماضي، بحق محمد مرسي”.
وأضاف البيان أن السلطات المصرية لم تحدد الانتخابات النيابية منذ فترة طويلة، وتعتقل عناصر المعارضة بدون اتهامات واضحة، بينهم رئيس البرلمان المصري السابق سعد الكتاتني، وقررت إعدام عدد كبير من الأشخاص.
وأكد البيان أن ما تقوم به السلطات المصرية لا يساهم في تعزيز الاستقرار والديمقراطية والسلام الداخلي في مصر، وأن رئيس البرلمان الألماني “لامرت” لا يرى أي ضرورة لمقابلة السيسي.
ويذكر أن الدكتورة مها عزام رئيس “المجلس الثوري المصري كانت قد توجهت” بـ “خطاب مفتوح” إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حثتها فيه على إلغاء الدعوة الموجهة إلى السيسي لزيارة ألمانيا يوم 3 يونيو المقبل.