دعت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية في افتتاحية لها الحكومة الأميركية إلى النظر بجدية في تداعيات قمع الإسلاميين المصريين على يد قائد العسكر عبدالفتاح السيسي، وعدم الاكتفاء بالرد الخافت المتمثل في ” قلقها البالغ”، خاصة وأن واشنطن تقدم مساعدة عسكرية لمصر تقدر بـ 1.3 مليار دولار سنويًا.
واعتبرت الصحيفة أن إعدام الرئيس مرسي أول من انتخب ديموقراطيا في مصر سيكون إجحافا كبيرا بالنظر إلى المحاكمة الزائفة التي أوصلته إلى جناح المحكوم عليه بالإعدام.
وأوضحت الصحيفة أن قمع العسكر الكاسح والشديد للإسلاميين لأنهم خطيرون بالفطرة يتحول إلى نبؤة ذاتية التحقق، إذ يمكن لإعدام الرئيس مرسي أن يحوله إلى شهيد، الأمر الذي سيبث برسالة للمصريين الذين تخلوا عن السلاح أن حمله مرة أخرى هو الطريق الوحيد لإسماع صوتهم.
ولفتت إلى أن ارتفاع الهجمات الإرهابية على مدار العامين الماضيين وآخرها استهداف قضاة يشير إلى ان العنف المسلح بات رد فعل مقبول على نحو متزايد، مشيرة إلى مقتل ثلاثة قضاة في العريش بعد ساعات من الحكم على الرئيس مرسي بالإعدام.
وأشارت الصحيفة إلى فوز الرئيس مرسي بالرئاسة في أول انتخابات حرة نزيهة بعد حملات ناجحة وفوز حزب “الحرية والعدالة” بأغلبية مقاعد البرلمان، الذي حله القضاء في وقت لاحق، بعده استغل العسكر المشهد السياسي ليزيحوا مرسي عن السلطة قبل عامين.
وقالت الصحيفة إن الانقلاب وبعد اعتلائه السلطة شرع في حملة عنيفة ضد الإٍسلاميين الذين تم شيطنتهم من قبل وسائل الإعلام الحكومية واحتجزوا بشكل عشوائي وحكم عليه في محاكمات جماعية تفتقر للإجراءات القانونية الواجبة.
ونقلت الصحيفة تعليق الدكتور عماد شاهين على أحكام الإعدام التي وصفها ” بأنها خالية من الإجراءات القانونية الضرورية وتفتقر للدليل والحد الأدنى من العدالة”.
ولفتت الصحيفة أيضًا إلى سندس عاصم منسقة الإعلام في مكتب الدكتور مرسي والتي حكم عليها بالإعدام أيضا.
وشككت الصحيفة في إمكانية في وجود فرصة عادلة للمحكوم عليهم إذا ما تم استئناف القضية، وذلك وسط نظام قضائي مسيسي على نحو متزايد في مصر.
ولفتت الصحيفة إلى البيان الذي أصدرته جماعة الإخوان المسلمين والذي دعت فيه إلى ” تصعيد المقاومة الثورية كل يوم حتى هزيمة الطغمة العسكرية وإزاحة نظام الانقلاب العسكري غير الشرعي”، مشيرة إلى أن مؤيدي الجماعة على الأرجح سيفسرون البيان على أنه دعوة لمواصلة التظاهر السلمي، رغم منعه في مصر، مضيفة أن البعض الآخر قد يقرأ ما بين السطور على أنه دعوة لحمل السلاح.