مرت نحو 690 يومًا على حصار مخيم اليرموك، إحدى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وما زال يواجه قصفا واعتداءات مزدوجة من نظام بشار الأسد وعناصر داعش وجبهة النصرة.
أنشئ المخيم عام 1957، على مساحة تقدر بـ2.11 كم مربع فقط لتوفير الإقامة والمسكن للاجئين، وتحاصره طائرات النظام السوري منذ أكثر من عام ونصف العام، بينما عناصر داعش وجبهة النصرة والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حاصرته منذ 300 يوم.
وأكد أبو جوليا، عضو مركز شهداء مخيم اليرموك، أن عدد شهداء الجوع وصل إلى 177 شهيدا، و36 شهيدا جراء القصف والقنص، لافتا إلى أن أهالي المخيم يعانون الأمرين جراء ذلك الحصار، خاصة مع انقطاع المياه منذ 300 يوم ولجوء الأهالي إلى مياه الآبار.
وقال أبو جوليا، في تصريح لشبكة “رصد”، إن داعش يسيطر على 90% من المخيم، منذ 300 يوم، موضحًا أن جبهة النصرة تقوم بتادل المهام مع أعضاء داعش، مما أدى لنزوح نحو 200 أسرة من المخيم حتى الآن.
وأكد أبو جوليا أن “داعش أصبح حجة النظام السوري لاقتحام اليرموك والسيطرة عليه”، لافتا إلى أنه منذ عام ونصف العام لم تشتبك ميليشيات النظام السوري مع “داعش” في منطقة الحجر الأسود الذي يسيطر عليه الأخير بالرغم من قرب المسافة بينهم.
ولا تزال قوات المعارضة والكتائب السورية في جنوب دمشق، تتخلى عن مخيم اليرموك الذي يعاني من حصار منذ 8 أشهر، إذ نقضت كل كتائب جنوب دمشق اتفاقية الدفاع المشترك التي أبرمتها منذ 6 أشهر، واكتفت بالدفاع عن معسكراتها فقط.
ومنذ 7 أشهر أبرمت كل الكتائب المسلحة في سوريا اتفاقية الدفاع المشترك، ولكن ما حدث باليرموك يعتبر خيانة كبيرة ومشاركة في القتل، على حد قوله.
وأوضح أبو جوليا أن “كتائب المعارضة جيش الرسول وجيش الإسلام وجيش أبابيل”، لا يتقدمون عن حدود معسكراتهم والمناطق التي يسيطرون عليها فقط، مؤكدًا أنهم لم يلبوا كل النداءات والإغاثات التي طلبها لاجئو “اليرموك”.
وساهمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القياد العامة، في حصار مخيم اليرموك مع النظام السوري لمدة 150 يومًا، كما منعت وصول الغذاء والدواء والمياه إلى المخيم.
كما استعان النظام السوري بـ”الكتائب الناعمة”، وهي قوات أقرب إلى الميليشيات تنشط في مخيمات الفلسطينيين في لبنان، وكان دورها يقتصر على تأمين المخيمات الفلسطينية كمخيم عين الحلوة ومخيم المية ومخيمات صيدا وغيرها.
وهي تتكون من “كتائب الشهيد جهاد أحمد جبريل” و”وحدات المهام والعمليات الخاصة”.
وكان قد تم تجهيز هذه الميليشيات الفلسطينية من قبل قادة عسكريين في قوات النظام السوري، وتم نشرها على محاور قتالية في جبهتي التضامن ومخيم اليرموك تمهيدا لعمليات اقتحام المخيم.
واعتبر المراقبون الدوليون أن ما حدث في مخيم اليرموك هو رد فعل طبيعي على حصار المخيم الذي أكمل شهره الثالث من قبل جيش النظام ومقاتلي الجبهة الشعبية، نافيًا أي صجة أخبار بمواجهة الجبهة الشعبية لتنظيم “داعش”.
وتمكن الجمعة الماضية 155 طالبا من الخروج سيرا على الأقدام من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، الجمعة 15 مايو، متجهين إلى دمشق لإجراء امتحانات الشهادة الرسمية المتوسطة.
وحسب المتحدث باسم منظمة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” كريس جنيس، فإن “الطلبة الـ155 غادروا المخيم بمساعدة السلطات السورية”، ومن المقررة أن يجرى الامتحان يوم الأحد المقبل.
وترجل الطلبة حاملين حقائبهم وكتبهم برفقة مدرسيهم مسافة 3 كيلومترات، من مخيم اليرموك المحاصر منذ نحو عامين وصولا إلى حي يلدا الواقع شمال المخيم، حيث استقلوا الحافلات باتجاه دمشق.
وقال جنيس إن الطلبة يقيمون في مبنى مدرسة رسمية في دمشق، وتتولى منظمة “أونروا” توفير الطعام والمساعدة لهم.
وتعد هذه المرة الثانية التي يحصل فيها طلبة المخيم على موافقة خاصة من السلطات السورية لإتمام امتحاناتهم الرسمية في دمشق.