أطلق عدد من النشطاء حملة تحمل اسم “بداية” وترفع شعار “السكوت لم يعد ممكنا”، موجهين نداءهم في البيان الأول لكل شباب مصر الذين شاركوا في ثورة 25 يناير وأيدوها ودافعوا عنها وحلموا معها بوطن أكثر عدلا وحرية.
أثارت الحملة منذ الإعلان عنها حالة من الجدل بين من اتهمها بأنها مدعومة من المخابرات وأمن الدولة، ومن قال إنها إحدى أذرع جماعة الإخوان المسلمين.
إلا أنه من خلال طرح الأسماء المؤسسة للحملة يتضح أن أغلبهم تابعون للتيار الشعبي، الذي أسسه حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، في وقت انطلق فيه هاشتاج “#حمدين_يمثلنا” بالتوازي مع ظهور الحملة في العلن، حيث ربط متابعو الصفحة بين انطلاق الحملة والهاشتاج، الأمر الذي تبرأت منه الحملة في ما بعد.
وأكدت الحملة عبر صفحتها على موقع “فيس بوك” أنها لا تنتمي لأي طرف من الأطراف المتصارعة حاليا، كما أنها لا تدعم شخصا بعينه أو حزبا أو حركة، قائلة في بيان: “مؤسسو الحملة هم من شباب الثورة الذين شاركوا في ثورة 25 يناير الخالدة ضد الظلم والطغيان والفساد، وهم أيضا من شاركوا في تظاهرات 30 يونيو عندما رأوا أن الثورة تحيد عن طريقها، وأن حكم الإخوان المسلمين لا يعبر عما خرج من أجله الشباب في 25 يناير، وهم أيضا الذين شاركوا جموع الشباب المصري العظيم في مظاهرات محمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء، وغيرها من موجات ثورة يناير الخالدة”.
وأضافت الحملة أنها لا تقبل كل ما حدث بعد 30 يونيو من انتهاكات واعتقالات وقمع ودم ومصادرة للحياة السياسية وفرض لدولة بوليسية بغيضة تعادي الحريات ولا تحترم حقوق الإنسان، بل وتعادي الفقراء، والبسطاء وحقهم في الحياة، بداية من الغلاء مرورا برفع الدعم عنهم ونهاية بالقوانين التي تستغل الفقراء لصالح الكبار.
مَن مؤسسها؟
أعلنت الحركة عن مؤسسيها وهم: “عمرو بدر، أسماء محفوظ، شريف دياب، محمود السقا، محمد دومة، إبراهيم الشيخ، أحمد حمدي، محمد رشاد، شيرين الجيزاوي، محمد رضا، هشام الجيزاوي، وليد صلاح، سارة مهني، إنجي أحمد، محمد عواد، دعاء مصطفى، عبد اللطيف أبو هميلة، عزة السلمي، سماح عامر”.
كما انضم كل من أحمد فوزي، الأمين العام للحزب المصري الديمقراطي، ومحمود كامل عضو مجلس نقابة الصحفيين بصفته الشخصية، وزياد العليمي، البرلماني السابق، والصحفي تامر أبو عرب.
وأشارت الحركة إلى أنه تم تشكيل هيكل تنظيمي للحملة وإطلاق عدد من اللجان لكي يكون هناك تنظيم يضمن سلامة العمل، كما تم تشكيل لجان للتنظيم وشؤون العضوية والمصريين بالخارج ومكتب إعلامي ولجنة تواصل سياسي، فضلا عن المتحدث الرسمي باسم الحملة.
أهداف الحملة
ووفقا لصفحة الحملة على “فيس بوك”، فإن أهدافها المعلنة “الإفراج عن كل سجناء الرأي، وإسقاط قانون التظاهر، وإعادة هيكلة وزارة الداخلية، ومحاكمة تنظيم التعذيب بداخلها، إعداد مشروع قانون للعدالة الانتقالية يقتص لدماء الشهداء، ومحاكمة كل من تورط في الفساد والنهب والدم بداية من عهد المخلوع مبارك حتى الآن، والضغط من أجل عدالة اجتماعية تضمن إنهاء البطالة، ومكافحة جادة للفقر والانحياز لحق الفقراء في الحياة، ووضع قانون جديد للعمل يضمن الحق في الأجر العادل والتأمين والإجازة، وكل سبل تأمين حياة كريمة لكل العاملين بأجر”.
ما موقفهم من حكم العسكر؟
قال الناشط محمد دومة إن المطالبة بإسقاط النظام غير مطروح على أولوية أجندة الحركة في البداية، مضيفا: “آلية معارضة النظام ستكون عبر صفحة الحملة وتواصل غير معلن بين باقي فئات الشعب ومنظمات المجتمع المدني لعدم الاستهداف الأمني”.
شريف دياب، أحد مؤسس الحركة، كتب عبر صفحته على موقع فيس بوك، أن الحملة تسعى لإسقاط حكم العسكر، لكنه سريعا ما قام بحذف تدوينته، الأمر الذي أثار شكوك متابعي الصفحة من موقفهم من حكم العسكر.
ماذا عن انضمام الإخوان؟
رحبت الحملة عبر صفحتها على “فيس بوك” بانضمام كل التيارات، بما فيها جماعة الإخوان المسلمين، شريطة عدم تبني موقف الجماعة الحالي، والتنازل عن مطالبها في شرعية الدكتور محمد مرسي.
مَن يدعمها إعلاميا؟
منذ انطلاق الحملة وتبنتها إعلاميا صحف معروفة بتأييدها للنظام، أبرزها اليوم السابع والشروق والوطن والبوابة نيوز، وحملت مضامين الصحف تأييدا لتحركات الحملة، كما كتب عنها الإعلامي عبد الرحيم علي في مقال في صحيفة البوابة: “لقد خرجت إلى النور منذ أيام حركة بداية، ولا أشك أن وراءها شبابا لديهم أفكار بريئة، فهم يطالبون بالإفراج عن سجناء الرأي، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتشغيل الشباب، وهيكلة وزارة الداخلية، وهي المطالب التي لا تزال مرفوعة منذ ٢٥ يناير”.