يرفع اليمنيون في الجنوب صورًا للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، على الحواجز التي أقامتها القبائل المسلحة في عدن لصد تقدم مليشيات الحوثيين، وترفرف على تلك الحواجز أعلام السعودية الخضراء المميزة بالسيف وكلمة التوحيد، ما يعبر عن ترحيب سكان الجنوب بالضربات الجوية التي تقصف معاقل مليشيات الحوثيين.
وتقود السعودية حملة لقصف الحوثيين منذ شهر كامل، ونجحت في تدمير الكثير من معاقل الحوثيين؛ ورغم إعلان المملكة انتهاء عملية “عاصفة الحزم” التي قادتها ضد الحوثي المتحالف مع إيران، فإنها ستواجه اختبارًا لمهاراتها الدبلوماسية حين تحاول الترتيب لمحادثات بين فرقاء الأزمة باليمن.
وتقول السعودية إنها أوقفت عمليتها الجوية الأساسية “عاصفة الحزم” لكنها ستواصل قصف الحوثيين والموالين لصالح إذا قاموا بتحركات عسكرية؛ حسب موقع فرانس 24.
هل شوهت عاصفة الحزم وجه السعودية؟
ونشرت فرانس 24 ملفا تحت عنوان “هل تواجه السعودية صعوبة في لعب دور صانعة السلام؟”، وعلق السياسي السعودي باسم عالم، أستاذ القانون، قائلا إن “صاحب التقرير لا يفقه مفهوم السلام”، مؤكدا أن ما حدث في اليمن تم التعامل معه بالكثير من الصبر والتؤدة لعدة سنوات.
وأشار عالم في تصريحات لـ”رصد” إلى أن السعودية تحركت “عندما نفدت كل السُبل اضطررنا للتحرك في حملة عسكرية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه”.
وشدد السياسي السعودي على ضرورة عدم بناء الآراء على أي “ديماجوجية إعلامية”، مؤكدًا “نبني آراءنا على ما نراه هو الحق ومقبول دوليًا”، مضيفًا “حملة عاصفة الحزم منذ بدايتها وحتى الآن مبررة”.
وأتبع “نحن تحركنا لإنقاذ اليمن والمنطقة من الخطر الداهم الذي اعترف به الحوثي نفسه من قبل”، في إشارة إلى خطر التمدد الإيراني، خاصة وأن إيران أعلنت دعمها للحوثيين في غير موضع.
مؤيد ومعارض
يقول مؤيدو التدخل العسكري السعودي إنه يمثل اللحظة التي أخذت فيها المملكة زمام المبادرة بعد نمو النفوذ الإقليمي الإيراني على مدى سنوات. ويرون أن السعودية لم يكن أمامها خيارات تذكر بعد أن تقدم الحوثيون بسرعة صوب عدن آخر موطئ قدم لهادي.
بينما قال رامي خوري المحلل السياسي من الجامعة الأمريكية في بيروت، إن القادة السعوديين قرروا تنفيذ الحملة الجوية بعد أن حركتهم حاجة إلى استعراض القوة، وإظهار أن بمقدورهم إدارة مصلحتهم الوطنية دون انتظار الولايات المتحدة؛ حسب وكالة رويترز.
وأدى الحصار الجوي والبحري الذي فرضته السعودية – أغنى دول شبه الجزيرة العربية – على اليمن، أفقر دولها، إلى تحذير من اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن الوضع الإنساني في اليمن “كارثي”، بينما يطالب مؤيدو عاصفة الحزم باستمرارها.
وفي تصريح سابق للناشط الجنوبي بسام القاضي، أبدى تخوفه من استمرار عاصفة الحزم وتوابعها دون تحديد سقف بالموعد النهائي للقصف.