رغم ما يتعرّض له أهالي مدينتَي رفح والشيخ زويد من انتهاكات جراء الحملات العسكرية، ومعاناتهم من قتل واعتقال عشوائي على يد قوات الجيش، فإن ذلك لم يثنهم عن الحزن والتعاطف مع ضحايا الجيش الذين راحوا ضحية عمليات مسلحين ولاية سيناء، حسب ما صرحوا لشبكة “رصد” الإخبارية.
وخلق مقتل النقيب أحمد عبد السلام، جراء انفجار مدرعة فجر الإثنين، حالة من التعاطف بين سكان الشريط الحدودي حيث مكان خدمته.
ويقول “ع. ف الشاعر”، أحد سكان الشريط الحدودي: “عندما جاءت قوات الجيش لحصار منزلنا بالمرحلة الثانية، ظل صامتًا (النقيب القتيل) يتأمل جدران المنزل، لم يكن يلقى أوامره للعساكر كعادته، وكان يقول عن عمليات التهجير، والله ما بأيدينا دي أوامر جاية لنا من فوق أكبر مني”.
وأضاف الشاعر: “الضابط أحمد قمة في الأدب والاحترام، يؤدي عمله بإخلاص حسبي الله ونعم الوكيل، في آخر لقاء لي معه قلت له مازحًا إيه يا باشا إنت عجبتك القعدة في رفح، فقال لي خلاص ده آخر شهر لي، وصدق في كلامه كان آخر شهر له في الدنيا”.
ويؤكد “م.س الشاعر” أن “الضابط أحمد كانت له مواقف رجولية تحسب له، وكان كتير محترم عن اللي شفناهم”.
محمود الدسوقي، ملازم أول، قتل أيضًا في هجمات نفذتها “ولاية سيناء” تنظيم بيت المقدس سابقًا، في الثاني من إبريل، يقول عنه معتقل سابق في معسكر الساحة، رفض ذكر اسمه “كان ضابط زي العسل كان يحب مدينة الشيخ زويد، وعندما كان يحدثنا عن الوضع الحالي كنا نخاف عليه أن يفعلوا له شيئا”.
ويعد العميد “محمد سلمي” أكثر ضحايا “ولاية سيناء” الذين حزن عليه أهالي مدينة الشيخ زويد عامة وقبيلة السواركة خاصة، حيث إن العميد محمد سلمي أحد أبناء قبيلة السواركة، والذي اغتاله مسلحون في رمضان الماضي.
يوصف مواطن من الشيخ زويد، رفض ذكر اسمه، “سلمي” بأنه “من أكثر الشخصيات المحترمة اللي قابلتها، وعمره ما استخدم سلطته في أذية حد، بل اختار قسم بعيد عن التعامل مع الناس”.
ويضيف المواطن: “نعاني الويل من ظلم الجيش تجاه أهلنا فيهم الفاسد، لكن منهم أيضا من يتقي الله ومعه الأسف بيروحوا ضحايا لعمليات ولاية سيناء”.
