اتهم الناشط زياد العليمي، جماعة الإخوان المسلمين بارتكابها جرائم سياسية منذ ثورة يناير حتى الآن، معتبرًا أنها أثرت بالسلب على مسيرة الثورة، على حد قوله.
وقال العليمي، في مقالة له تحت عنوان “كيف يفكر قادة الإخوان”، نشر اليوم في موقع مصر العربية: “ويظل التفسير الأسهل دائمًا على أي مشارك أو مراقب، أن جماعة الإخوان المسلمين معروفة بنقض العهود، وبالتالي فإنها خانت الثورة لصالح تحالف مع قوى الثورة المضادة؛ بما يضمن لها السيطرة على مقاليد الحكم. قوى الثورة المضادة سرعان ما نفضت يديها من هذا التحالف؛ لتستغل تحرك ملايين المواطنين ضد حكم الجماعة، من أجل العودة إلى الحكم بصيغة جديدة، تماما مثلما استغلت الجماعة ثورة المصريين، للتحالف مع قوى النظام القديم كي تصل إلى السلطة”.
ومضى في مقالته قائلًا “وسوف تفسر لنا ظروف النشأة، وبدايات العمل السياسي -قبل إعلان الجماعة رسميًا بداية العمل السياسي بجانب الدعوي- الكثير من المواقف التي أراها متسقة مع هذه النشأة. فقد أعلنت الجماعة، منذ البداية، أنها تنتمي للقومية الإسلامية لا القومية المصرية! وبالتالي فهي ترى مصر جزءا من مشروعها الكبير. هذا الولاء جعل اختياراتها دائما تنحاز إلى المشروع الكبير، إذا اصطدمت بالمصلحة الوطنية. كما أن معاداتها المبدئية -التي تخلت عنها ولو ظاهريًا في ما بعد- للآليات الديمقراطية، نابعة من رؤيتها أن الأمة الإسلامية بحاجة إلى حاكم يطبق شرع الله فقط، وما دام يطبق شرع الله فإن معارضته قد تصل بنا إلى معارضة إرادة الخالق! وبالتالي يصبح التحزب خطرا على الأمة، ومعارضة ولي الأمر مكروهة، ودعمه واجبا دينيا، وإذا رأى الناس أن الشعب يجب أن يكون مع زعيمه السياسي النحاس، فالله بالطبع مع الملك المسلم الذي ولاه رب العباد على شعب هذه الأرض، ومن ثم فدعمه واجب المسلمين”.
ويرى العليمي أنه بمراجعة مواقف جماعة الإخوان من زاوية صانع القرار الإخواني، واضعين في الاعتبار ظروف النشأة ورؤيتهم، سنجدها متسقة مع قواعد القرار الإخواني في كل العصور، الجماعة تحمل على عاتقها مهمة بناء وهداية الأمة الإسلامية، لذا يجب أن تعزز وجودها لإنجاز المهمة السامية، وبالتالي فإن الاختيار الصحيح هو أن تحقق الجماعة مكاسب في طريقها لإقامة المشروع، حتى لو كان ذلك عن طريق الوقوف، ولو مرحليًا، ضد ما تقتضيه مصلحة البلاد.
وتابع قائلًا: “لن ينصلح حال الجزء إلا بانصلاح حال الكل، وهنا يجب أن تُعلي الجماعة المصلحة العليا للأمة الإسلامية على المصلحة الأقل لمصر”.
وفي رد على مقالة العليمي انتقد دكتور خليل العناني -أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية- المقالة التي اتهم فيها جماعة الإخوان المسلمين بخيانة الثورة، واصفا أسلوب العليمي بالوقاحة والغطرسة.
وقال العناني في تدوينة له عبر صفحته الرسمية على موقع “فيس بوك”: لم أر وقاحة وغطرسة كتلك التي يتحدث بها “ثوار” يناير وطريقة تعاطيهم مع غيرهم من القوى السياسية”.
وأضاف العناني:” الأستاذ زياد العليمي يتحدث، بدون حياء أو استحياء، بنبرة متغطرسة عن الإخوان ويتهمهم صراحة بخيانة الثورة. غباء الإخوان لا جدال فيه، لكن استخدام لفظ “الخيانة” إذا جاز استخدامه أصلاً فأحق به أولئك الذين دعموا وصمتوا على قتل الإخوان واستحلوا دماءهم والتنكيل بهم لمجرد الاختلاف معهم. لا وحضرته عامل فيه “مؤرخ” وقاعد يهري في كلام تاريخي عن الإخوان بطريقة مقززة”.