كشف المفكر الإسلامي د. أحمد كمال أبو المجد -وزير الإعلام الأسبق- عن تفاصيل مبادرته السابقة للصلح بين الدولة وجماعة الإخوان المسلمين، مشددا على أنه من الممكن أن يطرح مبادرة أخرى بعد أن يأس الطرفان من فكرة قضاء أحدهما على الآخر.
وحذّر أبو المجد -فى حوار خاص لـ”ويكيليكس البرلمان”- من اندلاع ثورة جديدة بسبب سوء أحوال المواطنين، مؤكدا أن الأحكام القضائية المشددة التى تصدر بحق الشباب لها عواقب وخيمة، حيث إنها تهدف لـ”التخويف” الذى يعود بالبلد عشرات السنين إلى الوراء.
وقال المفكر الإسلامي إن “مصر استلفت من طوب الأرض، وبمبالغ ضخمة للغاية، وسيأتي يوم يطالبنا الجميع بهذه الأموال، فالعلاقات مع الدول متغيرة وأصدقاء اليوم يمكن أن يكونوا أعداء الغد”.
وتوقع أبو المجد أنه من الممكن جدًا حدوث ثورة جديدة وأسباب القلق موجودة، وليس من المستحيل خروج الناس للشارع إذا ضاق بهم الحال أكثر من ذلك.
وأكد أنه أصبح يكره لغة التشبيهات، لأنها أحد أبواب الضلال الرئيسية، نحن نهرب من الواقع إلى الماضي وللأسف هذه فى ثقافاتنا السياسية ولم ينج منها رئيس، مشيرًا إلى أن التاريخ لايعيد نفسه وتشبيه الرئيس السيسي بعد الناصر هو نوع من أنواع النفاق وقلة العقل.
وقال أبو المجد إن السلطة القضائية في محنة، وتفعل ما لا يجوز فعله، وحقوق الإنسان اليوم في أزمة كبيرة، والأحكام التي تصدر ضد هؤلاء الشباب فيها مبالغة وتشديد والرغبة في التخويف، وذرة من التخويف ترجع بالبلد خمسين سنة للوراء، ونحن لدينا الكثير من الذرات.
وذكر أبو المجد أنه من الممكن أن يقدم مبادة آخرى غير التي قدمها مسبقًا، ولكن ليس في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أنه “لما الطرفين ييأسوا ويتراجعوا عن فكرة القضاء على بعضهما”، يمكن أن أبادر، بعد أن تعود الصورة إلى الاعتدال والتوازن علي يد أصحاب الرؤى الجديدة، وأعتقد أن هذا يمكن أن يحدث على يد مؤسسة الأزهر، وفي المطلق يجب أن يكون للدولة الدور الأكبر في السعي إلى المصالحة لأنها ممثلة لكافة الأطراف.
وأضاف: “مستبشر لأنه أصبح هناك أناس لهم رؤى أخرى، ويمكن الصورة النهائية أن تعود للاعتدال ولو بعد حين، وأنا شاركت فى عمل مصالحة أصعب مما نحن فى ماليزيا.
وشدد أبو المجد أن فكرة حل الأحزاب الدينية فكرة خاطئة، لأنهم هيعملوا أحزاب تحت الأرض، وجودهم في النور أفضل لكي يتعلموا ممارسة السياسة، ويعرفوا أن رؤيتهم للإسلام رؤية محدودة للغاية وستتسع مداركهم، وسينتج عن ذلك نخبة من العقلاء.