كشف سياسيون عن أسباب الصراع بين جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، وحزب النور الذراع السياسي للدعوة السلفية، بعد أن شكَّلا جناحي التيار الإسلامي صاحب الأغلبية في برلمان ثورة 25 يناير، والجمعية التأسيسية لوضع دستور 2012، مشيرين إلى أن أربعة أسباب دفعت للعداء بين النور والإخوان بعد ما يقارب من أربعة أعوام من ثورة يناير.
الدعم السعودي
عمرو عادل -القيادي بحزب الوسط- قال إن حزب النور والكثير من الاتجاهات السلفية لها علاقات بالسعودية، وهي أحد دعائم الانقلاب في مصر وبالتالي ذهب حزب النور في هذا الاتجاه مع مصالحه ضد مصلحة مصر.
وأضاف عادل أن النور هو العمامة الإسلامية للدولة العميقة، ولم يكن حزب النور صاحب السبق في هذا، فهي عادة قديمة للدولة المصرية أن تتحكم في مجموعة أمية مرتدية العمامة.
وتابع القيادي بحزب الوسط: “بالرغم من أن السلفيين في الإسكندرية قبل الثورة كان لهم موقفا قويا، إلا أن ما حدث بعدها يدل علي سيطرة الأمن الكاملة عليهم، وكشف عن ضعف قدرتهم علي العمل السياسي ما أوقعهم في أخطاء كبيرة سهلت اصطياد الأمن لهم.
الاختلاف الفكري والعقائدي
د. يسرى العزباوي -رئيس برنامج النظام السياسي المصري، والخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية- أوضح أن هناك اختلافا فكريا وعقائديا بين الإخوان والدعوة السلفية، ولهذا لم يسر النور فى فلك الجماعة، حيث إن السلفيين ليس لديهم الطموح السياسي في السيطرة على مقاليد الحكم، أو أستاذية العالم كالإخوان.
وأضاف أن الدعوة السلفية، حاضنة حزب النور، لم يكن لها حضورا قبل ثورة 25 يناير 2011، بخلاف جماعة الإخوان المسلمين، التي تعاملت مع نظام مبارك بالقطعة.
وأشار العزباوي إلى أن حزب النور كان له دور ورؤية مختلفة عن جماعة الإخوان المسلمين، وما أثبت ذلك، عدم خوضه الانتخابات البرلمانية عام 2012، على قوائم الإخوان، ومعارضته الجماعة قبل الانقلاب، لافتا إلى تصريحات رئيس الحزب الدكتور يونس مخيون، بخصوص تعيين 13 ألف إخواني في مؤسسات الدولة.
الاختراق الأمني
عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية مصطفى البدري، قال إن حزب النور يتعامل مع الأجهزة الأمنية ويتعاون معها على كل المستويات، حتى ينفردوا هم بالحديث باسم الإسلام.
واعترف البدري أن حزب النور تأسس بتمويل سعودي لمواجهة حزب الحرية والعدالة لعدم ترك الساحة للحركات الإسلامية الثورية، وهذه معلومات من أفواه قادتهم لي شخصيا.
وأشار إلى أن أسوأ دور يقوم به حزب النور قبل وبعد الانقلاب، هو شرعنة القضاء على كل الحركات الإسلامية الغير تابعة لسلفية برهامي، أو بمعنى أصح السلفية السعودية.
وتابع: “النور وسلفية برهامي يتسترون خلف شعار المطالبة بتطبيق الشريعة، رغم أن مواقفهم تفضحهم، وأوضح مثال على ذلك عداؤهم الشديد للشيخ حازم أبو إسماعيل رغم وضوحه في هذه القضية”.
وأشار البدري إلى أن الولاء المطلق للنور للسيسي، رغم حربه على الإسلام وشعائره ومقدساته من أول يوم في الانقلاب إلى يومنا هذا، ومازال مستمرا في تسليط أبواقه الإعلامية لهدم الثقافة الدينية الإسلامية عند عموم الشعب المصري”.
الثورة المضادة
بدوره، كشف د. ثروت نافع -البرلماني السابق- أن الثورة المضادة اخترقت الإخوان من خلال تصدير التحالف مع النور للداخل والخارج على أنها ثورة إسلامية ايديولوجيا لا صلة لها بثورة يناير، والبحث عن الحريات ووضع مصر على خريطة العالم الحر والمتقدم، فبدأ العامة من المصريين يفقدوا إيمانهم بالثورة تدريجيا بل وللأسف انضم لهم بعض الثوار الذين حملوا الغصة من غدر الإخوان لهم”، بحسب تعبيره.
وأضاف نافع: “بما أن حزب النور هو صنيعة أمنية حتي منذ قبل الثورة، فقد انتهت مهمته بقيام الانقلاب، كما بدأت خصومته للإخوان تطفوا علي السطح مع التحضير للانقلاب، ووصلت ذروتها مع وقوعه”.
وتابع: “للأسف الشديد غرور الإخوان واعتقادهم بأنهم الأذكياء دائماً، هو ما أوصل الثورة لهذا الحال، وهو أحد أهم أسباب استمرار الانقلاب، فحتى كلما أعلنوا أنهم يريدوا عودة روح الميدان يقوموا بأعمال تنافي ذلك تماماً”.
وأردف أن بعض الإخوان صدًّق أنهم كانوا ضحية وفريسة ولم يكن في الإمكان أفضل مما كان، الاخوان ظنوا منذ الثورة أنهم أذكي من كل الأطراف واتبعوا سياسة التحالف الوقتي مع المصلحة الخاصة بهم، وقد يكون هذا اُسلوب استراتيجي أو تكتيكي مقبول في المنافسات الانتخابية وليس في أعقاب الثورات.
واستطرد: “لذلك تحالفوا مع الشباب الثوري في أول أيام الثورة ورفعوا شعارات الحرية والليبرالية، ثم تحالفوا مع العسكر ضد هذا الشباب، ثم تحالفوا مع السلفيين وعلي رأسهم حزب النور ظناً منهم أنهم بهذا يكونوا قد ضمنوا كل الشارع الإسلامي الذي يستطيعوا الوقوف به ضد العسكر والشباب الثوري الذي أمن أن هذه ثوره للحريات وإرساء الديمقراطية وليست للسيطرة وفرض الرأي والقيود مرة آخرى”.
واختتم نافع: “كما بدا يظهر بعد أن سيطرة الإخوان على كل مراحل عملية التحول الديمقراطي الوليدة، وبالطبع كان هناك من يقرأ هذا التوجه الإخواني وعلي رأسهم كانت الثورة المضادة، وأذرعها الأمنية والتي هي علي دراية عميقة بالإخوان ربما أكثر من معظم فرقاء الثورة آنذاك”.