رغم التصريحات التي تصدر من جانب السعودية، أن المناورة التي أعلنت عنها مصر ليس لها علاقة بالتدخل البري في اليمن، إلا أن معظم الخبراء أكدوا أن هذه المناورة تأتي في إطار التنسيق بين مصر والسعودية للتدخل البري في اليمن، في ظل إصرار المملكة علي ضرورة التدخل، ورفض باكستان المشاركة في التدخل، حيث لم يبق أمام السعودية إلا مصر للقيام بهذه المهمة.
وقال بيان رسمي، أمس الثلاثاء، إن مصر والسعودية اتفقتا على تشكيل لجنة لتنفيذ “مناورة استراتيجية كبرى” على الأراضي السعودية، تشارك فيها دول خليجية.
وصدر البيان بعد محادثات بين قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، ووزير الدفاع السعودي الزائر الأمير محمد بن سلمان، وحضرها القائد العام للجيش ووزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري الفريق أول صدقي صبحي.
وأضاف البيان، أنه في ختام المحادثات “تم الاتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لبحث تنفيذ مناورة استراتيجية كبرى على أراضي المملكة العربية السعودية، وبمشاركة قوة عربية مشتركة، تضم قوات من مصر والسعودية ودول الخليج”.
ومضى البيان يقول: “إن الرئيس المصري أكد أن أمن منطقة الخليج العربي خط أحمر بالنسبة لمصر، وجزء لا يتجزأ من أمنها القومي، حيث يرتبط أمن تلك المنطقة بشكل مباشر بالمصالح الحيوية المصرية، لا سيما في البحر الأحمر ومضيق باب المندب”، بحسب نص البيان.
نفي التدخل البري
ومن جانبه أكد الدكتور أنور ماجد عشقي، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية، أن اتفاق مصر والسعودية على تنفيذ مناورة كبرى بالمملكة بمشاركة خليجية، يأتي في إطار التنسيق المشترك في الأعمال الحربية العسكرية.
وأضاف “عشقي”، أن المناورة تهدف لخلق تفاهم وتعاون بين القوات وتوحيد العقيدة العسكرية بينهم، لتوحيد العمل العربي العسكري، موضحًا أن هذه المناورة ليس لها علاقة بالتدخل البري في اليمن، لافتًا إلى أن اليمن ليست في حاجة لمزيد من الأعمال العسكرية في الوقت الحالي، خاصة في ظل تراجع حالة المتمردين، حيث سيكون التدخل البري من القوات البرية اليمنية الشرعية نفسها.
السعودية ملتزمة بقرارات مجلس الأم
وقال مدير تحرير جريدة “الرياض” السعودية، تركي السديري، إن الحديث عن بدء مناورات عسكرية سعودية مصرية، تمهيدًا للتدخل البري في اليمن هو محض “شائعات”.
وأكد “السديري” أن السعودية ملتزمة بالقرارات التي خرج بها مجلس الأمن، أمس الثلاثاء، ضد نجل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وقيادات حوثية بارزة بحسب “صحيفة صدى”.
في الوقت نفسه، أكد عدد من الخبراء الاستراتيجيين، أن هذه المناورة تأتي في الأساس لخدمة التدخل البري في اليمن، وأن الهدف منها إحداث تعاون وتنسيق بين القوات المصرية والسعودية المشاركة في الحرب وأن المناورة تمهيد للتدخل البري.
تلويح باستخدام القوة
وقال اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد، أن مصر جزء من تحالف “عاصفة الحزم” ،الذي تقوده السعودية، لذا لابد من الزيارات المتبادلة والتنسيق المستمر بين أطراف التحالف، وأن هدف تلك المناورة هو الردع، حيث يتم خلالها إظهار القوة والتلويح باستخدامها دون استخدامها.
وأكد “فؤاد”، على أن المجموعات المصرية التي سافرت للسعودية كان هدفها المشاركة في التخطيط، لأن عمليات إعداد مسرح القتال، تستغرق فترات طويلة، والحرب مع ميلشيات الحوثيين غير متماثلة أشبه بحرب العصابات، تخوضها جيوش نظامية ضد جماعات غير نظامية، وبالتالى ليس لها حسابات.
تهديد للحوثيين للقبول بالحل السياسي
وقال محمد بلال – الخبير العسكري وقائد القوات المصرية إبان حرب الخليج الثانية 1990: “لا يمكن أن نغفل وجود مناورات سابقة بين القوات المصرية والسعودية قبل أحداث اليمن، وهو ما يعني أن التدريب المشترك بين البلدين مستمر، لكن حدوث هذه المناورة بالتزامن مع عاصفة الحزم سيكون له تداعياته، وهو ما يعلمه صانع القرار المصري” بحسب “الأناضول”.
وعن هذه التداعيات، تابع “بلال”، أن “إظهار التضامن المصري مع دول الخليج والتعاون العسكري بينهما مستمر تحت أي ظرف، حتى وإن كانت المناورات تتم بقوات رمزية، فهذا في حد ذاته يعد تلويحًا باستخدام القوة، قد يجبر الحوثيين على التفاوض والقبول بحل سياسي قريب”.