تشتهر الفيوم بالعديد من الحرف التي تضفى عليها طابعًا مميزًا، بداية من الفخار وتشكيله، وحتى القفاصين، تلك الحرفة التي يمارسها أهل الريف في الفيوم منذ زمن بعيد، ويتوراثها أجيالا بعد أجيال، وإذا مررت بميدان السواقي في وسط المدينة، ستجد الباعة منتشرين لعرض تلك المنتجات من الحرف.
ولكن في السنوات الأخيرة بدأت حرفة القفاصين في الاندثار لعدم اهتمام الحكومة بها وعدم تنميتها، وقلة الطلب عليها لعدم التسويق الجيد ، بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية التي يعيشها المواطن المصري.
تجولت “رصد” لمقابلة أصحاب تلك الحرفة، والتعرف على المشاكل والأزمات، إذ تنتشر تلك الحرفة في عدة قرى مثل: الأعلام والسليين، وقرى مركز يوسف الصديق.
ويحكي عم محمد سعيد، أحد الذين يشتغلون بتلك الحرفة، قصته معها، فيقول “أنا شغال في الشغل ده من ساعة ما وعيت على الدنيا، كنت بشتغل مع والدي هوه اللي عملني الحرفة، واللي علمها ليه والده، وأنا بعلمها كمان لولادي، وبقالي حوالى 50 سنة شغال فيها”.
وعن مشاكل تلك الحرفة قال: “عدد اللي شغالين في الحرفة بدء يقل عشان المقابل اللي بييجي من وراها بقى قليل، خصوصًا الأيام دي، أنا ولادي كانوا شغالين معايا في الأول، وبعدين سابوا الشغل هنا وبدأوا يسافروا عشان المقابل بتاعها مش هيعملهم مستقبل ولا هيفتح لهم بيت”.
وأضاف: “أنا كنت ببيع مثلا في اليوم قفصين ثلاثة بـ100 جنيه ولا حاجة، دلوقتى في اليوم ممكن أبيع واحد بس بـ30 جنيه ولا حاجة، واقعد عليه يوم ولا اتنين، الفلاحيين مبقوش يشتروا زى الأول، أحوالهم الاقتصادية في النازل أصلا، حتى الكراسي والتربيزات اللي معمولة من الجريد مبقاش في إقبال عليها زي زمان“.
وعن دور الحكومة فى دعم الحرفة، قال “الحكومة أصلا مش بتعتبرنا موجودين، مفيش لينا ضمان اجتماعي ولا تأمينات ولا في دعم من الحكومة لعرض شغلنا وبيعه، وكل اللي بيطلع من المحافظة وعود الاهتمام بأصحاب الحرف، غير كده الأماكن اللي الحكومة عملتها منافذ هى حكر على تجار معينين للبيع فقط”.