أثارت التغيرات التي حدثت اليوم الأحد، في قيادات الجيش المصري، جدلًا واسعًا، وردود أفعالٍ متباينة، بخاصة مع المشاركة المصرية الفاعلة في عملية عاصفة الحزم باليمن، والتي يُرجح تطورها لتدخل بريّ.
في إطار ذلك، أعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تداول تسجيل صوتي للبرلماني الكويتي السابق، ناصر الدويلة، توقع فيه إطاحة قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي بـ”نصف” أعضاء المجلس العسكري.
المقطع الصوتي المسجل، أُعيد تداوله، تزامنًا مع التغييرات التي طالت ثلاث قيادات بالقوات المسلحة، شملت تعيين اللواء أركان حرب محمد الشحات، مديرًا للمخابرات الحربية والاستطلاع، خلفًا للواء صلاح البدري، الذي عُيّن مساعدًا لوزير الدفاع، بالإضافة إلى تعيين اللواء أركان حرب ناصر العاصي، رئيس أركان الجيش الثاني الميداني، قائدًا للجيش الثاني، خلفًا للواء محمد الشحات، وأخيرًا تعيين اللواء بحري محمد مجدي عبدالسميع أحمد أبوالوفا، قائدًا للقوات البحرية خلفًا للواء أسامة الجندي.
حلفاء السيسي “أوراق مناديل”!
في ضوء ذلك، ربط عدد من السياسيين بين تصريحات ناصر الدويلة، والتي كانت منذ شهر، وشملت توقعه إحداث تغييرات داخل قيادات القوات المسلحة المصرية، خلال ثلاثة أسابيع من وقتها؛ وبين ما حدث اليوم من تغييرات، لم تطح بـ”نصف” القيادات، لكنها أبدلت ثلاثًا من أهمهم.
الناشط السياسي معاذ غنيم، أكد على وجود علاقة قوية بين تصريحات ناصر الدويلة، وتغيرات السيسي اليوم، موضحًا أن “هناك جزء من التسريبات لم نسمع عنه يعلمه الخلايجه جيدًا”.
وأضاف “غنيم” في تصريح لـ”رصد”، أن التغييرات في ظاهرها “إحكام لسيطرة السيسي على المؤسسة العسكرية، لكنها في باطنها تحمل عدم ثقته فيمن كانوا شركائه في مطبخ الانقلاب”، متابعًا: “من يتم الإطاحة بهم هم شخصيات لها نفوذها، والإطاحة بهم بهذه الطريقة يمثل إهانه شديدة لهم”.
وبيّن أن “الأخطر من ذلك أن التغييرات تعطي رسالة لكل حلفاء السيسي ومعاونيه أنهم بمثابة أوراق مناديل، يستخدمها السيسي ويلقي بها في القمامة بعد أن تصبح بلا قيمة”.
وضرب “غنيم” مثالًا على ذلك بـ”محمد إبراهيم، الذي كان الذراع اليمين للسيسي، وصاحب عمليه تزييف مكان احتجاز مرسي، تم إخراجه من المشهد بهذه الطريقة المهينة، وهذا أكبر ضرر لسياسة الانقلاب”.
في سبيل الحيطة
ومن جانبه قال الناشط الحقوقي هيثم أبوخليل، أن “السيسي يُغير مجموعة من أعضاء عصابة المجلس العسكري بعدما استنفدوا أدوارهم”، مضيفًا في تدوينة له على “فيس بوك”: “هكذا القتلة يتخلصون من بعضهم البعض على أمل الحيطة والنجاة”.
الخليج أدرى بشعاب مصر
بدوره لفت الصحافي سامر إسماعيل، المختص في الشأن الدولي، إلى أن حدوث توقعات “الدويلة”، إنما هو “دليل على صحة مصادره”.
وقال “إسماعيل” لـ”رصد”، إن “هذه التغيرات ليست بعيدة عن الخليج”، مشيرًا إلى أن “تمويلات الأمارات تتحكم في الجيش المصري، وأن هذه التغيرات لها علاقة بهم”.
الكاتب الصحافي أسامة عبدالرحيم، قال إن “غير المصريين يعرفون عن مصر أكثر بكثير مما يعرفه المصريين أنفسهم”، مشيرًا في حديثته لـ”رصد”، إلى أن “حركة الإطاحة التي جرت تثبت صدق توقعات ناصر الدويلة”.
واعتبر “عبدالرحيم” أن التغييرات الحاصلة اليوم، إنما هي إشارة إلى أنه ثمّة ما “يلوح في الأفق فالتغيرات المفاجئة لقادة بارزين في الجيش المصري في هذا التوقيت، الذي تتسارع فيه الأحداث الداخلية والخارجية، بجانب فقدان الانقلاب لداعميه في العالم والشرق الأوسط كله، تؤكد تعقيد الأمور وأنها لا تسير كما خطط لها في 30 يونيو”.
وأوضح: “لهذا لم يتم الإعلان عن أسباب هذه الإطاحات المفاجئة لقادة بارزين داخل الجيش المصري، والسؤال الأهم الذي ربما تجيب عنه تسريبات مقبلة: لماذا تتم التغيرات في هذا التوقيت؟”.