حرب شرسة يقودها كُتاب ومفكرون سعوديون، ضد نظام الحكم العسكري في مصر، بسبب سياساته “الخفية” ضد المملكة العربية السعودية، ليلمح البعض إلى أن النظام “يتآمر على المملكة في الخفاء”.
ولم يعد توتر العلاقات المصرية السعودية أمرًا خافيًا على أحد، بخاصة بعد أن حاولت المملكة الاستعانة بالجيش الباكستاني في حربها ضد اليمن، بادئ ذي بدء، متجاهلة حتى إخبار مصر بموعد انطلاق العملية العسكرية (عاصفة الحزم).
وعلى ما يبدو فإن الجانب المصري، يسعى على قدم وساق، إلى تقديم كل ما يدفع به نحو مشاركة فاعلة في عاصفة الحزم، بمبادرات تبدو ذاتية من جانبه، وبعد رفض البرلمان الباكستاني، اليوم، تدخل جيش بلاده في اليمن، لتبرز تكهنات بلجوء السعودية إلى الاعتماد على الجيش المصري بشكل أساسي في عمليتها العسكرية.
وزير الدفاع صدقي صبحي، عقد اجتماعًا مع نظيره السعودي، الأمير محمد بن سلمان آل سعود، لبحث سبل التعاون العسكري بين البلدين. وحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، فإن الاجتماع تطرق أيضًا إلى تطورات العملية العسكرية (عاصفة الحزم) ضد الحوثيين في اليمن.
وجاء الاجتماع عقب وصول “صبحي” قادمًا من باكستان، إذ بحث التعاون العسكري بين القاهرة وإسلام آباد. وفي وقت سابق، طلبت السعودية من باكستان الإسهام بسفن وطائرات وجنود في إطار الحملة العسكرية التي شنتها ضد الحوثيين. لكن البرلمان الباكستاني صوت بالإجماع لمصلحة قرار يقضي بعدم التدخل العسكري في اليمن.
على جانب آخر، ذكر موقع ميدل إيست بريفينج الأمريكي، أن هناك خلافًا رئيسًا بين السعودية ومصر ينصب بالأساس على تفسير التهديدات التي تواجه البلدين بصفة خاصة والمنطقة بصفة عامة.
وأضاف الموقع في تقرير له، أن نظام عبدالفتاح السيسي (قائد الانقلاب العسكري) يعتبر “الإرهاب والتطرف الإسلامي” هما الأكثر تهديدًا لمصر والاستقرار الإقليمي، في حين ترى السعودية في التوسع الإيراني التهديد الأكبر في المنطقة.
وتابع التقرير، قائلًا إن “السعوديين، وبناءً على الرؤية السابقة، يعتبرون الإخوان حليفًا محتملًا، في المعركة ضد التوسع الإيراني بالمنطقة، في حين ترى مصر أن جماعة الإخوان هي التهديد الرئيس لاستقرارها الداخلي، وسبب الأزمة في كل من ليبيا وسوريا”، مشيرًا إلى أن هذا الخلاف من شأنه أن يعرقل قرار تشكيل قوة عربية مشتركة، الذي تمت الموافقة عليه بالقمة العربية الأخيرة.
إلى ذلك، شهدت الفترة السابقة، تصعيدًا من إعلام الجانبين المصري والسعودي، إذ هاجم بعض الإعلاميين المصريين عاصفة الحزم، كما اتهم المحلل السياسي المصري أحمد عزالدين، السعودية بـ”تدمير البنية التحتية للشعب اليمني لنشر الفوضى لصالح جماعة الإخوان في اليمن”.
وفي مقابلة معه على قناة القاهرة والناس، اتهم “عزالدين” السعودية أيضًا، بمحاولة الهيمنة على الدولة اليمنية، رافضًا ربط الحرب ضد الحوثيين بأنها حربٌ ضد إيران، مضيفًا: “إذا كان الهدف من الحرب هو تغيير الطبيعة السكانية والمذهبية، أو إفناء فصيل يمثل 35% من الشعب اليمني، فهي حرب مستحيلة”.
واستطرد المحلل السياسي المصري، قائلًا إن “الدور المصري في عاصفة الحزم هو للفرملة، لأن الطريقة التي يُعامل بها اليمن مذلة، ولا يمكن التعامل مع هذا الشعب بهذه الطريقة”.
في المقابل، هاجم النائب الكويتي ناصر الدويلة، قائد الانقلاب العسكري، عبدالفتاح السيسي ووسائل إعلامه التي شنّت هجومًا واسعًا ضد السعودية، واستهدفت الملك السعودي شخصيُا في الآونة الأخيرة، قائلًا إن “نعال الملك سلمان أشرف من لصوص الشرعية ومن كل إعلام الانقلاب المتجرد من الأخلاق”.
وقال “الدويلة” في مداخلة له على فضائية مكملين، المعارضة لنظام الحكم العسكري في مصر، يوم الأربعاء الماضي،، إن العلاقات المصرية السعودية “في طريقها نحو التوتر الشديد والقطيعة أصلًا، ولولا حكمة ورزانة السياسة السعودية في عهد الملك سلمان، لكانت العلاقات قُطعت منذ زمن”.
واستدرك بالقول، إن “الملك سلمان له هدف، وغايته إبعاد النفوذ الإيراني عن الجزيرة العربية، وأطال باله كثيرًا على الإعلام المصري الذي توجهه الاستخبارات المصرية”، مؤكدًا أن “الأشخاص الذين وجههم عباس كامل في التسريبات التي تداولها الإعلام، هم ذاتهم الذين يهاجمون السعودية اليوم ودول الخليج”.
واتهم النائب الكويتي نظام عبدالفتاح السيسي، بأنه “يقتل شعبه ويحاصر غزة”، متسائلًا: “كيف سيدافع أمثال هؤلاء عن الأمة وينصروا قضاياها في اليمن وغيرها؟”. ثمّ عرج إلى التهكم بقوله: “هم يعلمون أن الرز بتاعنا يملأ بطونهم وهم ينتظرون خطوة القطيعة من السعودية”.
وأثارت محادثة على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، بين الكاتب السعودي جمال خاشقجي، المقرب من دوائر صنع القرار بالمملكة، ورجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
بدأ الخلاف على تويتر، بعد رد “ساويرس” على تغريدة لـ”خاشقجي”، قال فيها، إن “الجزائر بلد مريح، تختلف معنا بكل وضوح فنتعامل معها باحترام لوضوحها رغم العتب، المشكلة مع حليف يبطن مالا يظهر”، إذ ردّ نجيب ساويرس: “عيب الكلام دا”.
فأثار رد رجل الأعمال المصري، حفيظة “خاشقجي”، الذي وجه لـ”ساويرس”، رسالة حادة، في تغريدة قال فيها: “أخ نجيب، أرجو ألا تكرر رسالة كهذه لي مرة أخرى، يومًا ما ستتكشف تفاصيل اجتماعات وطلبات وأدوار تدخل في دائرة العيب والمحاسبة”.
أيضًا، كان الكاتب السعودي، هاجم الشرطة المصرية، في تغريدة أخرى له على “تويتر”، إذ قال: “لا يقولن أحد إنها حرية رأي، إو إنهم إخوان، القاعدة التي تعمل بها الشرطة المصرية: تتظاهر تقتل”.
كما أنه انتقد قبل ذلك الإعلام المصري، واصفًا إياه بـ”إعلام النظام”، مطالبًا باتخاذ إجراء بحق الإعلامي والصحافي إبراهيم عيسى، على خلفية انتقاد الأخير للسعودية.
وغرّد جمال خاشقجي قائلًا: “تجاوزات الإعلامي المصري إبراهيم عيسى على المملكة، والأمير سعود الفيصل، أمس، يستلزم تدخلًا”، مضيفًا: “ولو كان الإعلام هناك حرًا لما قلت ذلك، ولكنه إعلام النظام”.