جيبوتي.. الملاذ الآمن والأقرب الذي بات يأوي كثيرًا من اليمنيين عقب بدء عملية عاصفة الحزم السعكرية، التي تقودها المملكة العربية السعودية، منذ نحو أسبوعين، بمشاركة عربية على رأسها مصر، ضد مليشيات الحوثيين في اليمن.
يفصل الدولة العربية وشقيقتها ممرٌ مائيٌ هو مضيق باب المندب، الذي يُعد واحدًا من أكثر الممرات المائية حركة في العالم، بخاصة بعد استخدام اليمنيين له بغية الهرب من الحرب، ولخوفهم من عبور الحدود، خشية الموت برصاصة طائشة، أو قصف جوي.
الرحلة
تتم الرحلة عبر مضيق باب المندب من اليمن إلى جيبوتي، بمراكب صيد، يسع الواحد منها، في كل مرة، من أربع إلى خمس أسر، لتستقبلهم مدينة أُبُق الصغيرة، شمال جيبوتي.
وحسب سي إن إن، فإن نحو 50 عائلة يمنية، هربت من بلادها نحو البلدة الصغيرة في جيبوتي، يسكنون جميعهم في مبنى واحد، على أمل بناء مخيم للاجئين بالمنطقة.
آمنة، هي إحدى الفارّين من اليمن، تقول إنها تنسى ما حصل في اليمن منذ انقلاب الحوثيين، وبعد القصف الجوي، عند رؤية أفراد عائلتها يجلسون معًا للغداء، فيما يصف ابنها ماجد، الرحلة الطويلة للعائلة عبر قارب الصيد الصغير الذي حملهم إلى جيبوتي، بأنها كانت “نافذة على جهنم”.
السبب
الناشط اليمني، بسام القاضي، أوضح أنه، ورغم تأييد اليمنيين لعملية عاصفة الحزم، إلا أنهم “يلجؤون لأي مكان يستطيعون الفرار إليه من نيران القصف التي ربما تخطئ، وكذا الفرار من جحيم الحوثيين”.
وأضاف “القاضي” في حديث لـ”رصد”، أنه “حتى الآن لم يتم التنويه من قوات التحالف بموعد انتهاء القصف، فضلًا عن أن الحوثيين ينتقمون من الشعب اليمني بسبب تأيده لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، ضد انقلاب الحوثيين المسلح”.
ودعا الناشط اليمني، كافة القوى الدولية، للتحرك سريعًا للانتهاء من العملية جوًا وبحرًا، و”إجبار الحوثيين على التعامل مع شرعية هادي”، مؤكدًا أن “الحوثيين فصيل من الشعب اليمني، لكنه بغى قليلًا، ونريده أن يعود لأكناف الشعب”.
والحل؟
يرى طارق يوسف، الإعلامي الأردني، والخبير في الشؤون الدولية، أن الحل أمام تلك الأزمة “عملية خاطفة برية ضد الحوثيين من مختلف دول التحالف”.
وأضاف يوسف لـ”رصد”، أن “الإبقاء على الحوثيين في جحورهم يُبقي الوضع كما هو عليه، ربما لسنوات عديدة، مثلما حدث في أفغانستان”.
وأوضح الإعلامي الأردني، أن “اليمن مليئة بالجبال التي قد تأوي الحوثيين وتهدد أمن اليمنيين”، مطالبًا بضورة “إجبار الحوثيين على العودة إلى الحوار قبل أن ينفصل اليمن أو يتحول الشعب اليمني إلى لاجئين بالملايين مثل سوريا”، حسب قوله.