شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

فنانون لـ “رصد”: “الراب” ثورة في الغناء.. أصوله عربية.. وميدانه النفوس

فنانون لـ “رصد”: “الراب” ثورة في الغناء.. أصوله عربية.. وميدانه النفوس
تعالج أغاني الراب بعد انقلاب 3 يوليو مواضيع عدة، منها: حالات القتل لمعارضي الانقلاب، وغلاء المعيشة، واعتقال الطلاب، والتعدي على الفتيات، وانتقاد الحكام والأنظمة المستبدة

“أرخص ما فينا الدم، بينا فتنة ما بتتلم، بنلم الأشلاء في الآخر، نرجع تاني لنفس الهم”.

“عايزيني أقعد في بيتي وأسيب بلدي في عز الورطة، قالوا اللي نازل راجع متكفن في حضنه طلقة، قلت لأ.. الخوف من الموت مابيقدمش ولا بيأخر”.

كلمات سمعها المصريون بعد انقلاب 3 يوليو  2013 على الرئيس محمد مرسي، لفن جديد تطور بشكل ملحوظ ويدعى فن “الراب”.

يعتبر الراب نوعًا من أنواع الغناء، وهو التحدث وترديد الأغنية بقافية معينة، وتسليم القوافي والتلاعب بالألفاظ حتى تتماشى مع القافية دون الالتزام بلحن معين.

وهو أحد فروع ثقافة”الهيب هوب” الرئيسة، ويرى مغنو هذا النمط الموسيقي والمدافعون عنه أن “الراب” يلامس الواقع بشكل مباشر، معتبرين أنه لصيق بالذات البشرية.

يرى الفنان “أحمد مكي” أن فن “الراب” عربي الأصل، ويعود إلى مبارزات الهجاء في شبه الجزيرة العربية قديمًا، مضيفًا أنه  فن إلقائي، ويتطلب إحساسًا عاليًا بالإيقاع، وفي الوقت نفسه يتطلب الإلمام بموهبة الكتابة”.

وأكد مكي أن “هذه الثقافة وصلت إلى إفريقيا عن طريق التجارة، فوضع الأفارقة هذا الكلام على الإيقاع؛ لأنهم بارعون في الإيقاع واستخدام الطبول”.

وحين اكتشف كريستوفر كولومبوس أمريكا، ذهب الأفارقة إليها عبيدًا لبنائها، وهناك كانوا يتبارزون كلاميًّا حتى تطور فن الراب بالشكل الذي نشاهده الآن”.

التطور بعد انقلاب 3 يوليو
“كلنا واحد، اليأس خيانة، امشوا، كلاب الانقلاب، شريط بيسف، مكمل لو لوحدي، أنا الارهابي”.

كانت هذه الأغاني مدادًا لمعارضي الانقلاب في الشارع أثناء التظاهرات ضد الانقلاب العسكري، بعد ازدياد أعداد هذه الأغاني بشكل ملحوظ وبدء عرضها على القنوات المعارضة للانقلاب.

وتعالج أغاني الراب بعد انقلاب 3 يوليو مواضيع عدة، منها: حالات القتل لمعارضي الانقلاب، وغلاء المعيشة، واعتقال الطلاب، والتعدي على الفتيات، وانتقاد الحكام والأنظمة المستبدة.

حيث يقول محمد جمال – مطرب راب – في تصريح خاص لـ”رصد” إن الراب فن يسمح بأكبر عدد ممكن من الكلمات، وبالتالي يمكن مناقشة قضية أو موضوع بالكامل من خلال المساحة التي يتميز بها فن الراب عن الفنون الأخرى.

وأضاف جمال أنه في ظل الحالة الثورية والأحداث التي تشهدها البلاد عقب انقلاب 3 يوليو فإنه تولد لدى الشباب الرغبة في التعبير عن رأيهم وشعورهم، وتجسد ذلك في شكل أغاني ثورية من نوع جديد تتميز بالموضوعية، وعرض زوايا وأبعاد الحدث بأسلوب سريع.

كما ذكر خالد جاد في تصريح لـ”رصد” أن فن الراب بعد انقلاب 3 يوليو تطور نظرًا لزيادة الكبت داخل الشباب؛ مؤكدًا أنه إذا قمعت الأصوات في الشوارع وأغلقت الميادين، تفتح ميادين الفنون للتنفيس والتعبير عمّا يصعب التعبير عنه عبر الشاشات أو الميادين.

وأضاف جاد أن الراب ليس كغيره من الفنون، فهو لا يحتاج إلى تكلفة مالية لإنتاج الاغنية؛ فأي شخص بأقل الإمكانات يمكن أن يسجل أغنية في منزله.

كما ذكر الجوكر في تصريح لـ”رصد” أن الراب غالبًا ما يكون عملًا فرديًا بجدارة؛ فصاحب الأغنية هو من يكتب الكلمات ويقوم بتلحينها وفقًا لأسلوبه الخاص ويسجلها ويقوم بالهندسة الصوتية بنفسه، على خلاف باقي أنواع الأغاني التي تتطلب شاعرًا وملحنًا ومهندس صوت وخلافه .

وأضاف أنه يمكن لأي شخص أن يدخل مجال الراب، فهو لا يحتاج مواهب شخصية كالصوت، فالتركيز هنا يكون على الكلمات والفكرة التي يعالجها أكثر من صوت المغني.

وتستخدم أغاني الراب عادةً الأسلوب الإقناعي الذي لا يتوفر في أي نوع آخر، فهو أشبه بالمقال الصحفي، كما أنه أقرب إلى الواقع من الكلمات المعنوية الرنانة، فقد يحمل كل سطر معنى معين، لا يمكن أن تجسده إلا من خلال الراب.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023