حذرت عديد من الجهات المراقبة للأوضاع الاقتصادية والسياسية في مصر، من احتمالية حدوث “ثورة جياع”، إذ أشارت إحصائيات توصلت إليها “يورو نيوز”، إلى أن نحو نصف المصريين يعيشون بأقل من يورو واحد في اليوم (8.19 جنيه)، ما اعتبرته الصحيفة منافيًا لتطلعات الشعب المصري، بعد ثورة 25 يناير.
من جانبه، يرى ممدوح المنير، رئيس الأكاديمية الدولية للدراسات والتنمية، أن الجوع وحده لا يكفي لاندلاع ثورة، إذ يعتبر أن “الفقير بلا كرامة يتحول غضبه على المجتمع، وليس ضد السلطة الظالمة”، على حد تعبيره.
وفي حديث لـ”رصد”، أوضح “المنير”، أن “الفقير غضبه يظهر على المجتمع، من خلال السرقة والنهب والقتل، للحصول على ما يريد، بل ربما يصبح أجيرًا عند السلطة التي تظلمه للفتك بالمجتمع الذي هو جزء منه، كما تفعل الأجهزة الأمنية اﻵن، مع الباعة الجائلين، الذين تستخدمهم أحيانًا لقمع المعارضين المطالبين بالكرامة والحرية”.
وأكد”المنير” على ضرورة “وجود قائد ملهم تُستمَد منه الشجاعة والقوة والثبات، ولكن الثورة لم تتمكن حتى الآن من صناعة هذا القائد الفذ الذي يقود الجماهير نحو اكتشاف مساحات الأمل الكامنة”.
بدورها، ترى الكاتبة هبة عبدالجواد، أن الفقراء في مصر، باتوا “لا حلم، فليس كل الفقراء محبطين لأنهم ببساطة فقدوا القدرة على الحلم والأمل، وأقصى ما يبحثون عنه هو تأمين قوت يومهم بالطريقة التي اعتادوا عليها”.
وأضافت: “حتى الفقراء الأفضل حالًا عندما يطول أمد فقرهم لا يفعلون شيئًا، فلديهم إحساس دائم أن الأوضاع القائمة أشياء ثابتة يستحيل أن تتغير”.
واعتبرت هبة عبدالجواد أنه “من المضحك أن جيل ما بعد يناير (ثورة 25 يناير) يظن أن ثورة ما ستخرج من هؤلاء البسطاء، والبعض يراهن على سوء معيشتهم، ولا يدري جيل ثورة يناير أن البسطاء الذين يعولون عليهم ليثوروا، لا يفهمون مشاعر ولا طعم الحرية من الأساس، على عكس جيل يناير الذي تنفس الحرية للحظات وعرف طعمها ثم حرم منها”، على حد تعبيرها.
وكان محمد أبوالغار، رئيس الحزب المصري الاجتماعي الديموقراطي، المؤيد لنظام الحكم العسكري في مصر، حذّر في تصريحات له، في شهر نوفمبر الماضي، من قيام “ثورة دموية كارثية ستحرق مصر، وتأخرها سنوات، ما لم تتحقق إصلاحات اقتصادية وسياسية من جانب النظام الحاكم”.
كما أنه حذّر حكومة إبراهيم محلب، من أن “المسار الذي تسير فيه، من خلال اتباع تعليمات صندوق النقد الدولي، سيكون من أكبر أسباب قيام هذه الثورة الدموية من قبل الفقراء، إذ إن سياسات الصندوق، تنصب بالأساس على إلغاء الدعم بكافة صوره، وتحول الاقتصاد إلى اقتصاد السوق المفتوحة”، حسب قوله.