قال أستاذ العلوم السياسية، نادر فرجاني، إن الحرب بين السعودية وإيران "ما هي إلا حرب بين السعودية من وراؤها المشروع الصهيوني وبين إيران"، مؤكدًا أنه "من كبريات الخطيئة إسلاميًا صبغها كحرب طائفية بين السنة والشيعة".
وفي تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أضاف "فرجاني"، أنه "من دون مدح النظام السياسي الاستبدادي المتسربل بالإسلام في إيران، فمن نافل القول أن إيران هي الدولة الوحيدة المستقلة نسبيًا والصاعدة قدراتيًا في المنطقة".
وتابع قائلًا "والوحيدة التي تشكل تهديدًا جديًا للدولة الغاصبة والعنصرية، إسرائيل"، مؤكدًا أن "ما يسمى عاصفة الحزم، وهو اسم يبدو قد صنع في الولايات المتحدة الأمريكية، ليست إلا حربًا سياسية بامتياز لخدمة أعداء العرب والمسلمين بغطاء طائفي ذميم".
ولفت "فرجاني" إلى ضرورة ملاحظة أن الغارات الجوية السعودية، والعربية المشتركة، وصفها بذات الطابع الرمزي، "أنهت فرص الحل السياسي في المستقبل المنظور على الأقل، وأطلقت شرارة الحرب الطائفية في المنطقة بكاملها".
وأشار إلى أن الأمر الذي "يذكرنا بالتجربة التاريخية المريرة للحروب الصليبية، مع فارق أساس وهو أن هذه الحرب الطائفية تستعر نيرانها داخل معسكر الإسلاميين، بين قوى كان يتعينن وفق منطق التاريخ وروح قويم الإسلام ذاته، أن تتوحد في مواجهة العدو المشترك، أي المشروع الصهيوني في المنطقة العربية"
وأشار إلى أن "الطرف العربي استراتيجيًا مرشح لمواجهة حرب طويلة أولًا، وخسائر مادية وبشرية أكبر بالمقارنة مع إيران، لأنه يحارب لوحده، عدوًا إقليميًا قويًا، معتمدا على نفسه وإمكانياته، ودون مساعدة أمريكية أو غربية على غرار كل الحروب السابقة في الكويت والعراق وبدرجة أقل سوريا".
وأوضح أن "إيران تحارب العرب على أرضهم وليس على أرض ايرانية، ولذلك تكون خسائرها البشرية والمادية بدرجة أقل ومحدودة للغاية، بينما تتضاعف الخسائر العربية وتتعاظم".
وأضاف أستاذ العلوم السياسية: "ويعنينا هنا على وجه الخصوص، أن الخسائر البشرية الناجمة عن هذه الحرب البغيضة ستصيب أساسًا أهل اليمن وقوات جيش شعب مصر، التي تدفع بها قيادات المؤسسة العسكرية الحاكمة في مصر، إلى جحيم الحرب لقاء مقابل مادي ضخم لهم".
وألمح إلى ضرورة تذكر أن الولايات المتحدة تحارب تنظيم القاعدة في اليمن برًا عبر الجيش اليمني، وجوًا من خلال الطائرات بدون طيار، منذ سبع سنوات، ولم تنجح في القضاء عليه، وبل زادته قوة، والشيء نفسه يقال عن حربها وحلفائها ضد الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسوريا، حسب قوله.
وقال نادر فرجاني، إن "إيران، العدو المستهدف من قبل التحالف العربي المستحدث بعقلية الارتزاق، حرصت طول الحروب التي خاضتها في المنطقة أن تظل في المقعد الخلفي، وإذا اشتركت فبقوات غير رسمية، ومن خلال حلفائها، مثل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي وأنصار الله الحوثيين اليزيديين من أهل اليمن".
وبيّن أنه "حتى عندما دفعت إيران بقوات الحرس الثوري إلى جبهات القتال في سورية (درعا والقنيطرة) والعراق (تكريت) ، فقد كانت هذه المشاركة مموهة بطريقة أو بأخرى، وعلى الأرجح، ستستمر في النهج نفسه في اليمن".
وأبرز أن دول الخليج العربي "قد تكون أكثر مناطق العالم ازدهارًا ماليًا ظاهريًا، ولكن تركيبتها الداخلية هشة للغاية، وتعمل في الأجل الطويل لصالح إيران، ففي بعض الدول تصل نسبة أبناء الطائفة الشيعية بين المواطنين إلى 40%، مثلما هو الحال في الكويت، ومن عشرة إلى 15 بالمئة بالسعودية، وأربعة أضعاف هذه النسبة في البحرين، وإذا اشتعلت الحرب الطائفية فإنه من الصعب أن يظل هؤلاء أو على الأقل بعضهم صامتين".
ونوه "فرجاني" إلى أن "الدول العربية الخليجية تعاني من نقاط ضعف خطيرة أخرى، ويكفي أن تقصف إيران بصواريخها أو تهاجم بزوارقها الحربية، محلية الصنع، معامل تحلية المياه على شواطئ الخليج التي توفر لها 90% من احتياجاتها من مياه الشرب لكي يموت أهلها عطشًا".
وأضاف: "ولا ننسى، أن تدهور الأوضاع في اليمن صنعه إصرار السعودية وباقي دول الخليج على إجهاض الثورة الشعبية في اليمن، لصالح استمرار الحكم التسلطي الفاسد والفاشل، ومنع الشعب من القصاص من جلاده السابق الذي ظل يتدخل في السياسة ويعد أحد أسباب تأزم الوضع في اليمن".
وشدد "فرجاني" في تدوينته على أن "الحل العسكري لم يحسم الحرب في سورية، وأظن لن يحسمها في اليمن، وحتى لو حسمها مؤقتًا كما هو الحال في ليبيا فإن النتائج جاءت كارثية، في ليبا".
واختتم قائلًا: "كما سيكون الأمر على الأغلب في اليمن، ولكن تجار الحروب والسلاح في العالم، وفي المنطقة العربية، يتعامون عن هذه الحقائق البديهية لأن مصالحهم وثرواتهم هي ما يحركهم، والحروب هي مصدر ثراؤهم".