يعيش أهالي قرى بطن الجبل في سوهاج واقعا مريرا، حيث إنهم خارج دائرة اهتمام الحكومات والمحافظين المتعاقبين، فلا وجود لمظاهر الحياة الكريمة المكفولة لكل مواطن.
يفتقد أهالي قرى بطن الجبل لأقل حقوقهم من مأكل وملبس ومشرب ومسكن، إضافة إلى تدني مستوى خدمات العامة والمرافق الحيوية من مياه شرب وصرف صحي وكهرباء وطرق ومدارس، وغيرها.
هذا الواقع تعيشه أسر وأهالي قرى بطن الجبل بطول الخط الغربي الجبلي للمحافظة، والمرتبط بنجع الدير الأبيض البحري، حتى نجع حمد وقرية الكوامل بحري.
ففي قرية "نجع حمد" الواقعة على أقصى حدود سوهاج الغربية، يقول سيد حسين أحد أهالي القرية: "إن الحياة قاسية هنا، ولا وجود لمياه الشرب سوى لساعات محدودة، والكهرباء كثيرة الانقطاع، والمواطن يعيش حياة صعبة وشاقة، ومنازل كثيرة هنا مبنية من الطين ودون سقف"، وتساءل عن وجود الحكومة ودورها في تنمية العشوائيات والمناطق المهجورة التي تفتقد للخدمات الأساسية.
وبوجهه العاجز وصوته المليء بالحسرة يضيف الحاج المسن عمران: "إحنا هنا ميتين بالحيا، لا ميه ولا كهربا ولا مصدر رزق، ونعيش جميعا رزق يوم بيوم، والحشرات والثعابين تعيش معنا في بيوتنا، لأننا نعيش في حضن الجبل، ومافيش حد مهتم بينا، هو إحنا مش مواطنين في البلد؟".
وتابعت الحاجة زينب: "بيوت كثيرة من غير دورة مية، وحياتنا مش آدمية، وماحدش بيسأل عن الفقير، والأطفال بيتعرضوا للدغات العقارب والتعابين، ولا يوجد مصل، وأحيانا يموت أطفالنا أمامنا، ومش عارفين نعمل حاجة، والمستشفيات بعيدة جدا عن القرية لأن أغلبها في المدينة".
وأعرب حماد السعدي من أهالي نجع الدير عن استيائه جراء وجود خدمات كاملة بالدير الأبيض قائلا: "الناس اللي تبع الدير مش ناقصها حاجة، وإحنا ماحدش سائل فينا خالص؟ إحنا محتاجين وحدة رعاية صحية ومجمع استهلاكي ومدرسة ومسؤولين يزورونا ويشوفوا أحوالنا الصعبة".