منذ أن جمع عالم الطبيعيات البريطاني، تشارلز داروين، أحافيرها قبل نحو 180 عامًا، حاول العلماء جاهدين معرفة في أي موقع من شجرة الحيوانات الثديية توجد هذه الحيوانات التي كانت تعيش في أمريكا الجنوبية، وانقرضت قبل 10 آلاف سنة.
ووفقًا للدراسة التي تداولتها المواقع، فتجمع هذه الحيوانات بين الخرتيت ووحيد القرن والقوارض، واسمها العلمي "توكسودون"، والثاني يجمع بين فيل وجمل، واسمه العلمي "ماكراوتشينيا".
أما ماكراوتشينيا المنقرض، فيجمع بين الفيل، من حيث أن له خرطوم قصير، كما أنه طويل وله أقدام طويلة ورقبة مثل رقبة الجمل، لكنه من دون سنام، في حين أن توكسودون طوله 2.75 متر، ويجمع بين جسد وحيد القرن ورأس الخرتيت، وله أسنان مثل القوارض.
وكشف العلماء من التحليل البيوكيماوي للعظام التي تم جمعها من أحافير توكسودون وماكراوتشينيا، أنهما يتبعان الفصيلة التي تضم الخيليات والتابير (مفردات الأصابع) والكركدنيات.
يذكر أن بعض العلماء اعتقدوا سابقًا أن الثديين، آكلي الأعشاب، هما آخر مجموعة ناجحة من فصيلة ذوات الحوافر في أميركا اللاتينية المرتبطة بثدييات من أصل إفريقي، مثل الفيل وآكل النمل أو ثدييات أميركا اللاتينية، مثل الحيوان المدرع والدب الكسلان.
وقال عالم الأحياء الجزيئية في متحف التاريخ الطبيعي بلندن، إيان بارنز: "لقد حللنا واحدة من بين آخر المشكلات الرئيسية غير المحلولة في تطور الثدييات: ألا وهي أصول ذوات الحوافر الأصلية في أميركا اللاتينية".
وأشار عالم أحافير الثدييات في متحف التاريخ الطبيعي الأميركي بنيويورك، روس ماكفي، إلى أن بعض أفكار داروين الأولى بشأن التطور بواسطة الانتخاب الطبيعي نشأت أصلًا من دراسة بقايا توكسودون والكراوتشينيا، التي تشبه على نحو مثير للإرباك مزايا عدد من الفصائل الأخرى، لكنها نفقت سابقًا.
وحاول الباحثون الحصول على الحمض النووي من الأحافير، إلا أنهم أخفقوا، لكنهم كانوا قادرين على الحصول على ألياف الكولاجين من بقايا تلك الحيوانات الثديية المنقرضة.
وقارن العلماء ألياف الكولاجين التي تم الحصول عليها من الحيوانين، بعدد كبير من نظيرها في ثدييات حالية وأخرى منقرضة، لوضعها في موقعها الصحيح في شجرة عائلة الثدييات.
وكان "ماكفي" لفت إلى أن هذه المجموعة من الثدييات، وصلت إلى أمريكا الجنوبية قادمة من أمريكا الشمالية، بعدما انقرضت الديناصورات قبل 65 مليون سنة، الأمر الذي أتاح للثدييات أن تسود عالم الحيوانات البرية.